أكد الكرملين، عدم وجود هدنة قيد البحث حاليا في أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة. وعند سؤاله عن احتمال توقف القتال في أوكرانيا مع اقتراب أعياد نهاية العام، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية للصحافة "لم يتم تقديم أي اقتراح من قبل أي طرف، هذا الموضوع ليس على جدول الأعمال". ورفض المتحدث تحديد موعد الخطاب السنوي للرئيس فلاديمير بوتين أمام مجلسي البرلمان الروسي الذي لم يلقه هذا العام. وأعلن الكرملين الإثنين أن بوتين لن يعقد مؤتمره الصحافي التقليدي في نهاية العام، دون إعطاء تفسيرات، وسط الانتكاسات العسكرية التي تتكبدها القوات الروسية في أوكرانيا والعقوبات الغربية المفروضة على موسكو. ورفضت روسيا سحب قواتها المسلحة من أوكرانيا وأكدت مواصلة المعارك. من جانبه، قال مسؤول كبير في سلطات الاحتلال الروسي في شرق أوكرانيا دنيس بوشيلين في مقابلة مع وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء، إنه يرغب في "تحرير أوديسا وتشيرنيهيف"، المدينتان الأوكرانيتان الواقعتان على التوالي في جنوب وشمال البلاد والبعيدتان عن خط الجبهة الحالي. وعندما سئل عن هذا التصريح، خفف المتحدث باسم الكرملين من حدته، قائلا إن الأولوية حاليا هي "حماية الأشخاص في منطقتي لوجانسك ودونيتسك" في شرق أوكرانيا. وأعلنت الرئاسة الأوكرانية الإفراج عن 64 أوكرانيا وأمريكي في تبادل أسرى بين كييف وموسكو. وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندري ييرماك على تيليجرام إن "64 جنديا من القوات المسلحة الأوكرانية، الذين قاتلوا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك خصوصا يعودون إلى وطنهم"، مشيرا إلى أن أمريكيا واحدا "أفرج عنه أيضا" في العملية. وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت "كل المسيرات الـ13" التي أطلقتها روسيا في ضربات جديدة على كييف ومحيطها صباح أمس. وأفاد رئيس الإدارة العسكرية في العاصمة سيرجي بوبكو بأن كييف استهدفت بـ"موجتين" من الطائرات المسيرة، ولم يسجل وقوع أي ضحايا. وأضاف "الحق حطام المسيرات أضرارا بمبنى إداري" في حي شيفتشينكيفسكي في وسط غرب العاصمة. وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس المبنى وقد اقتلع قسم من سطحه. وأكد بوبكو أن "أربعة مبان سكنية" تعرضت لأضرار طفيفة. وتشن روسيا منذ عدة أسابيع ضربات على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، تسببت بانقطاع الكهرباء والتدفئة عن ملايين الأشخاص. وناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي مساعدة بلاده على نزع الألغام وغيرها من الذخائر غير المنفجرة، مشيرا إلى أن حقول الموت هذه تغطي مساحة تزيد على مساحة دولة بحجم تونس. وفي خطاب عبر الفيديو ألقاه أمام البرلمان النيوزيلندي قال زيلينسكي "حتى الآن، هناك ما مساحته 174 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية الملوثة بالألغام أو غيرها من الذخائر غير المنفجرة". وهذه المساحة هي أكبر قليلا من دولة مثل تونس وأصغر قليلا من دولة مثل سورية. وشدد الرئيس الأوكراني على أنه "ليس هناك من سلام حقيقي لأي طفل يمكن أن يموت بسبب لغم مخفي مضاد للأفراد"، مناشدا نيوزيلندا التي يتمتع جيشها بخبرة كبيرة في مجال نزع الألغام بأن تقود جهود إزالة الألغام في أوكرانيا وتخفيف العواقب البيئية للنزاع. وبحسب زيلينسكي فإن البحر الأسود وبحر آزوف ملوثان بدورهما بألغام عائمة أودت بحياة "مئات الآلاف من الكائنات الحية التي قضت نتيجة الأعمال الحربية". من جهتها قالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن مخاطبة زيلينسكي "لقد سمعت مناشداتكم للحصول على مزيد من الدعم، ولا سيما فيما يتعلق بآثار الحرب على المدى الطويل، خاصة على البيئة". وأضافت "نحن معكم عندما تسعون إلى السلام، لكننا سنكون معكم أيضا عندما تعيدون البناء". وأرسلت نيوزيلندا نحو 100 عسكري إلى أوروبا لتدريب عسكريين أوكرانيين، كما أعلنت عن تقديم مليوني دولار مساعدات إنسانية إضافية لمساعدة أوكرانيا في مواجهة الشتاء. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين لم تسمهم أن الولايات المتحدة أصبحت، بعد طول تردد، جاهزة لتلبية طلب كييف تزويد الجيش الأوكراني بطارية صواريخ باتريوت. وقالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية إن الموافقة النهائية على هذا التسليح النوعي يمكن أن يتم الإعلان عنها بدءا من هذا الأسبوع، حالما يصادق عليها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ويرسلها إلى البيت الأبيض للحصول على الضوء الأخضر النهائي. وفي الأسابيع الأخيرة دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العواصم الغربية إلى تزويد بلاده أنظمة دفاع جوي حديثة لتمكينها من التصدي للضربات الروسية المكثفة. ومنذ تشرين الأول (أكتوبر) زادت روسيا من وتيرة قصفها للبنية التحتية لشبكة الطاقة في أوكرانيا. وصواريخ باتريوت التي أثبتت قدراتها على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، قادرة على الحد بقوة من فعالية الضربات الروسية على أوكرانيا. لكن نقاطا عدة لا تزال مبهمة بشأن كيف يمكن لواشنطن أن تزود كييف هذه الصواريخ. وعلى وجه الخصوص، لا يزال غير واضح كم هو عدد الصواريخ التي سترسلها واشنطن إلى كييف، وأين بالتحديد في أوكرانيا سيتم نشرها، وأين سيتم تدريب العسكريين الأوكرانيين على استخدامها. وبالنظر إلى القدرات المتطورة للغاية التي تتمتع بها هذه الصواريخ فإن حصول أوكرانيا عليها سيعني انخراطا أكبر للبنتاجون في النزاع بين كييف وموسكو، في وقت يخشى فيه البيت الأبيض من تصعيد حدة التوتر مع الكرملين إذا ما أصبحت المشاركة الأمريكية في الحرب مباشرة بشكل أكبر. ومن بين العوامل الأخرى التي تفسر لماذا أحجمت واشنطن حتى الآن عن تزويد كييف هذه البطاريات البعيدة المدى هناك التكلفة العالية للغاية لهذه المنظومات الدفاعية، وعدم توفر كميات كبيرة منها في مخازن البنتاجون، والوقت الطويل اللازم للتدرب على كيفية استخدامها. ومنظومة باتريوت التي تركب على شاحنات تتكون من ثلاثة أقسام هي رادار بإمكانه أن يكتشف ويعترض تلقائيا مقاتلة أو طائرة دون طيار أو صاروخا ضمن دائرة شعاعها أكثر من 100 كيلومتر، ومركز مراقبة يشغله ثلاثة عسكريين، وبطارية من الصواريخ الاعتراضية. وصواريخ باتريوت هي عنصر أساسي في دفاعات حلف شمال الأطلسي على جناحه الشرقي.
مشاركة :