آفة الإرهاب الجهل بالدين

  • 1/19/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حين يستصعب علينا أن نجد الإجابة على الأسئلة المستعصية التي هي بمنزلة الهاجس الذي يقلقنا، هذا بالتأكيد إشارة بينة لصعوبة قراءة الوضع الذي نحن بصدد إيجاد الحلول لإشكالياته، وتفسير أزماته. هذا هو في الواقع حال كل الذين لا يجدون الإجابة على هذه الأسئلة بشكل صريح وواضح وشفاف.. هل ستنتهي مشكلاتنا مع الإرهاب في وقت قريب؟ هل (داعش) سواء كان «الفكر» أو «التنظيم»، سيزداد في انتشاره ويتضخم حجم إرهابه..؟ أم سينتهي وينحسر قريبا؟ الكل سواء عامة الناس أو نخبة المفكرين والسياسيين، يدركون عن قناعة أن العالم لا يمكن أن ينهي أزماتنا ومآسينا مع الإرهاب، إذا لم تتكاتف الجهود الدولية على مستوى القمم التي تتحكم في قرارات الأمم، وتتصدى للمشكلات الدولية الخانقة اقتصاديا وسياسيا، بشكل قوي، وتعلن بعزم وحزم الحرب بالفعل على الإرهاب بصورة جادة وصادقة، والعمل على التعاون مع كل دول المنطقة للقضاء عليه واجتثاثه من جذورة. نحن على ثقة أن الحرب على الإسلام ونبي الإسلام والمسلمين، بدأت بشراسة وبتخطيط دقيق، فجر يوم الحادي عشر من سبتمبر بعد إسقاط برجي التجارة الصهيونيين!! كانت تلك البداية لمخطط نسجت الصهيونية خيوطة للبدء في حربها على الإسلام، بغزو أفغانستان ومن بعده العراق والمسلسل مازال مستمرا في المنطقة، كان القصور واضحا في عجز الإعلام العربي والإسلامي والمؤسسات والهيئات الإسلامية في العالم، للتصدي لهذه الهجمات برسائل إعلامية وعلمية وثقافية واضحة ومقننة، حتى القنوات الإعلامية الدينية كانت تتجه للجوانب الدعوية، وتهمل تماما الرسائل الإعلامية العالمية التي تبين وتوضح صورة الإسلام الحقيقية، ورسالة نبينا العظيم صلى الله عليه و سلم. بين يدي كتاب أو هو موسوعة عالمية أهداني نسخة منه الباحث والمؤرخ الأستاذ عايض بن علي التركي، عنوانه (محمد صلى الله عليه وسلم) يتناول رسالة سيدنا محمد ونهجه. يضم الكتاب مواضيع عدة يتناول المؤلف في كل جزئية منه بشكل دقيق وموثق بالأدلة والشواهد، حول هوية الإسلام ونبي الإسلام، صدق رسالته وعالمية هذه الرسالة، وما جاء في حقائق الدين الإسلامي، من آيات وأحاديث في العلوم، الفلك، الجيولوجيا، الجغرافيا، الطبيعة، والطقس وتقلبات الجو، كما أشار للأدب والقصص، العلوم، الفيزياء، القضايا الاجتماعية وحقوق الإسلام. كما تناول الباحث في كتابه الموسوعي عددا من الحقائق، من أهمها وحدانية الخالق، وتعددية الثقافات وألوان الخلق وألسنتهم، وأورد حقائق الحرية، العدل، المساواة والحوار والتكافل الاجتماعي. والأهم حقوق الرعاية والعناية الأسرية، الرفق بالأبناء، حقوق الأبناء على الوالدين، صلة الرحم وحقوق المرأة ومساواتها بالرجل، إعانة الضعيف. ومن الحقائق التي تفضح أكاذيب أعدائنا ما يروجونه من صور تشوه طبيعة هذا الدين وما جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام. فهذا الدين يرفض أي غلو أو تطرف الذي يقود للحقد والكراهية، فهو دين الوسطية. كذلك أورد الباحث الأستاذ التركي عددا من التطبيقات العملية في مباحث الكتاب للاعتدال والوسطية والتسامح وفق ماجاء به منهج القرآن. أجد أن هذا الحيز الضيق لا يكفي للحديث عن هذا الكتاب القيم، الذي أتمنى أن تتولى رابطة العالم الإسلامي أو المؤتمر الإسلامي ترجمته لعدة لغات حية لأهميته، فهو يتضمن رسائل واضحة لتفنيد مفتريات الغرب على الإسلام وعلى نبيه، العنوان الأبرز، «سبب التطرف والغلو هو الجهل بهذا الدين»، سأعود للحديث عن فصل مهم في الكتاب، وهو ما قاله علماء وشعراء الغرب المسيحيون في نبينا عليه الصلاة والسلام.

مشاركة :