متابعة: علي ميرزا من المتعارف عليه في قوانين كرة القدم، أنّ اللاعب الذي يملك في حوزته أكثر من جنسية رسمية، ينبغي عليه أن يفاضل ويختار بلدا واحدا لا غير كي يتسنى له الدفاع عن شعاره خلال مسيرته في المحافل الدولية، غير أنّ الأمر كان مختلفا في الفترة السابقة، إذ إنّ هناك لاعبين تمكنوا من تمثيل أكثر من منتخب في منافسات كاس العالم بعد حصولهم على جنسيات تلك الدول، ونسعى في هذا الطرح أن نستعرض بعض الأسماء من اللاعبين الذين دافعوا عن أكثر من شعار منتخب في مونديالات كأس العالم عبر التاريخ. مونتي خاض نهائيين مختلفين من حسن حظّ الأرجنتيني «لويس فيليب مونتي» أن يخوض نهائيين في كأس العالم مع منتخبين مختلفين، خسر في النهائي الأول، بينما توّج باللقب في النهائي الثاني، إذ لعب مونتي في البداية مع منتخب الأرجنتين في المونديال الأول الذي أقيم عام 1930 في الأوروغواي، ونجح في الوصول مع منتخبه إلى المباراة النهائية غير أنه خسر النتيجة أمام أصحاب الأرض «الأوروغواي»، وتمكن مونتي من تسجيل هدفين خلال منافسات البطولة. وحصل مونتي قبل أشهر عديدة من انطلاق النسخة الثانية من المونديال في إيطاليا 1934 على الجنسية الإيطالية مستفيدا من الباب المفتوح الذي تركه «موسوليني» باب التجنيس لتتاح له الفرصة بالدفاع عن شعار المنتخب الإيطالي الذي حصل معهم على لقب البطولة بعد التفوق في المباراة النهائية على المنتخب التشيكوسلوفاكي، ليصبح مونتي أول وآخر لاعب يشارك في نهائيين مع منتخبين مختلفين. سانتاماريا.. لعب للأوروغواي وإسبانيا الأوروغوياني «خوسيه سانتاماريا» يعدّ واحدا من أبرز نجوم نادي ريال مدريد الإسباتي في عصره الذهبي، وقد دافع عن شعار منتخبي الأوروغواي وإسبانيا، إذ مثل بداية منتخب بلاده الأوروغواي وخاض معه قرابة 20 مواجهة دولية، وتألق حوسيه الذي يلعب في مركز الدفاع بمعية المنتخب في مونديال 1954 الذي أقيم في سويسرا حينما احتلّ الأوروغواي المركز الرابع، ومثل منتخب إسبانيا «الماتادور» بعد حصوله على الجنسية الرسمية، وشارك في المونديال الذي احتضنته تشيلي 1962، واقتصرت مشاركته على مباراتين فقط. بوشكاش المجري مثّل إسبانيا ظهر اسم المهاجم المجري «بوشكاش» في عام 1939 بمعية نادي بودابست هونفيد المجري، قبل أن يكون عنصراً أساسياً مع منتخب بلاده الذي لعب معه 85 مباراة دولية سجل فيها 84 هدفاً منذ 1949 وحتى 1956، تخللتها المشاركة في كأس العالم 1954 والتي سجل فيها 4 أهداف. ومن باب ربّ ضارة نافعة، إذ استفاد بوشكاش من اندلاع الثورة المجرية عام 1956 لينتقل إلى إسبانيا ويلتحق بفريق ريال مدريد، وهناك منحت له الجنسية الإسبانية، ليتسنى له الدفاع عن شعار منتخب «الماتادور» في مونديال تشيلي 1962 الثورة المجرية 1956، انتقل إلى إسبانيا، للعب مع ريال مدريد وهناك حصل على الجنسية الإسبانية، ليشارك مع منتخب إسبانيا في مونديال 1962 إذ خاض معه أربع مباريات دون أن يسجل أيّ هدف. التافيني مثّل إيطاليا فنالت البرازيل اللقب تنقل البرازيلي «خوسيه التافيني» إلى اللعب لعدد من الأندية البرازيلية، أبرزها نادي بالميراس، وخلال ذلك الوقت شارك التافيني رفقة منتخب بلاده البرازيل في مونديال 1958، وحصد معه كأس المونديال، وفي ذلك العام حصل التافيني على فرصة الانتقال إلى إيطاليا للعب من نادي إيه سي ميلان ومن ثمّ نابولي ويوفنتوس، والذي أصبح معها ثالث أعظم هداف في تاريخ الدوري الإيطالي بعد جوسيبي مياتزا وغونار نوردال. وانفتحت له الأبواب لتافيني، ليحصل المهاجم البرازيلي على الجنسية الإيطالية، وشارك معهم في مونديال 1962 الذي احتضنته تشيلي، ولكنّه ودع معهم البطولة من دورها الأول، بينما حصد منتخب بلاده السابق البرازيل اللقب. ستانكوفيتش.. لعب مع 3 منتخبات في المونديال لم يكن «ديان ستانكوفيتش» اللاعب الوحيد في العالم الذي يدافع عن شعار ثلاثة منتخبات مختلفة ، إذ إن الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو شارك مع الأرجنتين وكولومبيا وإسبانيا، ولكن الأخير لم يخض مع أي منها أي مباراة في كأس العالم عكس ستانكوفيتش الذي شارك معها جميعها فيالمونديال، وهي منتخبات يوغسلافيا وصربيا ومونتينيغرو ومن ثمّ صربيا بعد الاستقلال. وشارك ديان ستانكوفيتش، ابن مدينة بلغراد، في مونديال 1998 بفرنسا رفقة منتخب يوغسلافيا الذي خرج من دور الـ16 على يد هولندا، وبعد انهيار يوغسلافيا الاتحادية، وتشكيل اتحاد صربيا ومونتينيغرو، ليشارك ستانكوفيتش معهما في مونديال 2006 بألمانيا والذي ودع منتخبه البطولة من دورها الأول، وفي العام ذاته تم حل الاتحاد بين صربيا والجبل الأسود، لتصبحا دولتين منفصلتين، ويصبح نجم خط الوسط ستانكوفيتش رسمياً لاعباً في منتخب صربيا ليشارك معه في مونديال جنوب إفريقيا 2010، ويودع أيضاً من دور المجموعات، ليصبح رسمياً أول وآخر لاعب يشارك مع 3 منتخبات مختلفة في بطولة كأس العالم. دي ستيفانو.. أسطورة بعيدة عن المونديال وأخيراً فإن لاعب كرة قدم الأرجنتيني «ألفريدو دي ستيفانو» لعب لكل من الأرجنتين وكولومبيا وإسبانيا في الفترة الممتدة من بين 1947 إلى 1961، ولكنه لم يشارك مع أي منها في أيّ مونديال. شارك دي ستيفانو للمرة الأولى دولياً مع الأرجنتين في عام 1947 عندما كان لاعباً بالدوري الأرجنتيني قبل أن يغادر للعب في الدوري الكولومبي، وهناك ظهر مع المنتخب الكولومبي في 4 مباريات لكن جميعها لم تكن تحت اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومن هناك انتقل للعب مع ريال مدريد في عام 1953، وحصل على الجنسية الإسبانية بعد ذلك بثلاث سنوات. ظهر للمرة الأولى مع منتخب إسبانيا في عام 1957 في مباراة ودية ضد منتخب هولندا وسجل خلالها ثلاثية، ومن ثم سجل 23 هدفاً في 31 مباراة لعبها لإسبانيا وأصبحَ هدافًا تاريخيًا لمنتخب إسبانيا، حتى تجاوزه إيميليو بوتراغينيو في عام 1990، ويعدّ دي ستيفانو واحداً من أفضل اللاعبين في العالم وقد حصل على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في أوروبا عامي 1957 و1959.
مشاركة :