نجح «أسود الأطلس» في إعادة شمس الكرة العربية بعد أن اندثرت لسنوات، وتاهت بين تروس الفوضى وعدم التخطيط السليم، والتأرجح ما بين الهواية والاحتراف، ومنح المنتخب المغربي بارقة أمل بأنه لا مستحيل في تحقيق الطموحات، ويكفيه ويكفينا فخراً إنجاز التأهل إلى ربع النهائي، كأول فريق عربي يحقق هذا الإنجاز الكروي الكبير. ولا تزال الأماني ممكنة بتحقيق شرف الفوز بالميدالية البرونزية للمرة الأولى في تاريخ المشاركة العربية والأفريقية في المونديال، عندما يلتقي المنتخب الكرواتي السبت في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. كان يمكن للحلم المغربي أن يستمر، وتتواصل المغامرة بالوصول للنهائي، ولم يكن المنتخب أقل من أن يحقق ذلك، ولكن كانت هناك 7 أسباب قوية أدت للتعثر أمام المنتخب الفرنسي، ربما أغلبها كان خارجاً عن إرادة الإدارة الفنية للمنتخب المغربي، ولكن البعض منها يحتاج إلى الدراسة للتفادي مستقبلاً، واستمرار البناء على هذا الإنجاز المشرف. 1 بدأ المنتخب المغربي المباراة بطريقة لعب جديدة بالاعتماد على 5 مدافعين في الخلف بدلاً من 4، وتحول أسلوب اللعب إلى 5 / 4 / 1، بعد مغادرة نايف أكرد التشكيل الأساسي قبل لحظات من البداية ليحل بدلاً منه أشرف داري بسبب الإصابة. ذلك التغيير في طريقة اللعب، سواء بسبب الإصابات، أو كتكتيك فني، تسبب في ارتباك كبير في الدقائق الأولى، مع عدم قدرة على اتباع الاستراتيجية المطلوبة من المدرب في الملعب منذ البداية. 2 الإصابات أنهكت الأسد المغربي في البداية ليغادر قلب الدفاع الآخر رومان سايس ويحل بدلاً منه سليم أملاح، لتعود الطريقة إلى اللعب بـ4 مدافعين فقط، والاعتماد على طريقة لعب 4 / 5 / 1، ارتباك تكتيكي آخر لجأ له المدرب لعلاج أزمة الإصابات. ولكن زادت من حدة الأزمة بسبب التكليفات الدفاعية للاعبي خط الوسط، الأمر الذي أفقدهم القدرة على التقدم للهجوم، وخلق هوة واسعة بين الوسط والدفاع، استطاع من خلالها المنتخب الفرنسي السيطرة على وسط الملعب. 3 الهدف الذي استقبله الفريق المغربي في الدقيقة الخامسة عن طريق ثيو هيرنانديز أحبط العزيمة وأربك الحسابات مبكراً، وتسبب في قلق ظهر واضحاً على لاعبي الفريق المغربي في الدقائق الأولى، تلك الحالة من الإحباط أهدت المنتخب الفرنسي السيطرة في أغلب فترات الشوط الأول، وأبعدت «أسود الأطلس» عن المستوى المعتاد للاعبيه. 4 استفاق المغرب بعد صدمة البداية، ورويداً رويداً، بدأ في الدخول للمباراة، وتنظيم الصفوف، بعدما استوعب اللاعبون تغيير طريقة اللعب، والتكليفات، وبدأ الفريق في تشكيل خطورة على مرمى الفريق الفرنسي قبل نهاية الشوط الأول بالمزيد من العرضيات والركنيات والضربات الثابتة، لكن كل ذلك تحطم بسبب تألق الحارس هوغو لوريس، والدفاع بقيادة كوناتي. 5 أدرك المنتخب الفرنسي ومدربه ديديه ديشامب خطورة «أسود الأطلس»، فغير من استراتيجية لعبه، وتراجعت فرنسا للدفاع بعشرة لاعبين خلف الكرة في وسط ملعبها. وتركت الاستحواذ للأسود، وهم الذين اعتادوا على اللعب في موقف فرنسا، وليس في صورة الفريق المهيمن على اللعب، وهو ما استدعى تغييراً آخر تكتيكياً للمنتخب المغربي، في الوقت الذي ليس لديه هذا الكم من اللاعبين القادرين على قلب طرق اللعب خلال المباراة الواحدة. 6 طريقة المدرب ديديه ديشامب أتت ثمارها قبل نهاية المباراة، فانتقال المنتخب المغربي لوضعية الهجوم، خلق مساحات في الخط الخلفي للمرة الأولى في المونديال، وبعد أن تميز «الأسود» بالتنظيم الدفاعي القادر على إيقاف السرعات، نجحت فرنسا في استغلال تقدم المغرب لتسجل في الدقيقة 79 هدفاً قتل المباراة عن طريق راندل مواني. 7 في المباريات الكبرى، لا تتاح الكثير من الفرص، ومن يجد الفرص، عليه أن يتشبث بها، والمنتخب المغربي وجد العديد من الفرص السهلة أمام مرمى المنتخب الفرنسي، ولم يستطع التسجيل منها، بسبب افتقاد اللمسة الأخيرة، وعدم وجود المهاجم القناص الذي يستطيع التسجيل من أنصاف الفرص، فأضاع أوناحي، وحمد الله وبوخلال فرصاً كانت كفيلة بترجيح كفة المنتخب المغربي. تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :