إسطنبول - احتشد قادة المعارضة التركية المختلفون سويا، لأول مرة، الخميس، بسبب حالة من الغضب بعد الحكم بسجن المنافس السياسي الأكثر شراسة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطوة وصفها محللون بالفرصة لتوحيد المعارضة التركية المنقسمة على نفسها. واجتمعت هذه الأحزاب لمعارضة أردوغان، ولكنها واجهت رد فعل عنيف من جانب المؤيدين بسبب فشلها في تقديم موقف موحد، أو حتى طرح مرشح واحد لمواجهة أردوغان، الزعيم صاحب أطول فترة حكم في تركيا. واحتج الآلاف من الأتراك الخميس على حكم بسجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وفرض حظر سياسي عليه، ووجهوا انتقادات للحكومة قبل الانتخابات المقررة في العام المقبل، والتي ستكون أحد أكبر التحديات السياسية أمام أردوغان. أكرم إمام أوغلو: هذه العقوبة غير القانونية مكافأة على نجاحي أكرم إمام أوغلو: هذه العقوبة غير القانونية مكافأة على نجاحي وقضت محكمة تركية الأربعاء على إمام أوغلو، المنافس القوي المحتمل لأردوغان، بالسجن عامين وسبعة أشهر، وهو حكم يجب أن تؤيده محكمة استئناف. وأثار الحكم انتقادات واسعة في الداخل والخارج بوصفه انتهاكا للديمقراطية. وعلى وقع الأغاني الوطنية، لوح الحشد بالأعلام التركية أمام مبنى بلدية إسطنبول في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة. وجرى تعليق صورة كبيرة لمؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك على المبنى. وهتف المتظاهرون مع بدء المسيرة “الحقوق والقانون والعدالة… سيأتي اليوم الذي تتم فيه محاسبة حزب العدالة والتنمية”، في إشارة إلى الحزب الذي يتزعمه أردوغان. وأدين إمام أوغلو بتهمة إهانة مسؤولين عموميين في خطاب ألقاه بعد فوزه في انتخابات إسطنبول عام 2019. ويقول معارضون إن المحاكم التركية تنصاع لإرادة أردوغان، بينما تقول الحكومة إن القضاء مستقل. وقال إمام أوغلو إن الحكم بالسجن عقاب له على نجاحه. وأضاف “في بعض الأحيان في بلادنا، لا يمر نجاح دون عقاب. أرى أن هذه العقوبة التي لا معنى لها وغير القانونية مكافأة على نجاحي”. وقد تكون الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في يونيو 2023 أكبر تحد سياسي حتى الآن لأردوغان، بعد بقائه في السلطة لعقدين من الزمن، في وقت يواجه فيه الأتراك ارتفاع تكاليف المعيشة بعد انهيار العملة وزيادة التضخم. وتحمّل المعارضة التركية الرئيس التركي المسؤولية عن انهيار الليرة والارتفاع القياسي لمعدل التضخم، وكذلك تردي الوضع المعيشي للمواطنين، متهمة أردوغان بتدمير الليرة بسبب تدخلاته في السياسة النقدية وبتقويض مصداقية واستقلالية البنك المركزي بفرضه تخفيضات قسرية لأسعار الفائدة. استطلاعات الرأي تعكس سأم الناخبين من الرئيس أردوغان، بعد سنوات قليلة مضطربة في تركيا تميزت بتصاعد التوترات مع بعض حلفاء البلاد في الناتو كما ترى المعارضة وشق واسع من الشخصيات السياسية والأكاديمية والحقوقية أن الأزمة التي تعيشها تركيا، هي نتاج طبيعي لسياسات أردوغان ولمعاركه الخارجية المدفوعة بطموحات شخصية. وتعكس استطلاعات الرأي سأم الناخبين من الرئيس أردوغان، بعد سنوات قليلة مضطربة في تركيا تميزت بتصاعد التوترات مع بعض حلفاء البلاد في الناتو وبتصاعد الاستقطاب الاجتماعي في الداخل. وهذه النتائج تشير إلى انتصار محتمل للمعارضة إنْ لم يكن في السباق الرئاسي، فسيكون في البرلمان، حيث تأمل في انتزاع الأغلبية التي يتمتع بها حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم. ولم يحدد ائتلاف المعارضة المكون من ستة أحزاب بقيادة حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، مرشحا رئاسيا بعد. ويدور الحديث حول إمام أوغلو بكونه منافسا محتملا، وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه قد يفوز على أردوغان. وحوكم إمام أوغلو بسبب خطاب ألقاه عام 2019 بعد انتخابات إسطنبول، قال فيه إن من ألغوا التصويت الأولي، الذي هزم فيه بفارق طفيف مرشح حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، “حمقى”. وقال إمام أوغلو إن التعليق جاء ردا على وزير الداخلية سليمان صويلو لاستخدامه اللغة نفسها ضده. وبعد إلغاء النتائج الأولية، فاز في انتخابات الإعادة بفارق مريح، منهيا حكم حزب العدالة والتنمية وأسلافه الإسلاميين الذي استمر 25 عاما لأكبر مدينة تركية.
مشاركة :