•• هناك خيط رفيع جداً بين خفة “الدم” وخفة “العقل” فبقدر ما تكون خفة “الدم” أمراً مطلوباً ومحبوباً.. وظريفاً.. وجميلاً بقدر ما تكون خفة “العقل” امراً مذموماً.. وممجوجاً. فالأول يكون مصدر فرح.. وحبور.. ويدخل على الناس الكثير من الانشراح.. بينما يكون الثاني مصدر ازعاج.. بل واقلاق.. يصل إلى حد الاشمئزاز لدى الآخرين. فالأول محل قبول.. عند الآخرين.. والثاني مكان صد وجفاء. وخفة “الدم” هذه لا تأتي بالاكتساب بل هي هبة من الله.. يمنحها لبعض خلقه فيكونوا اكثر قدرة على الاستحواذ لقلوب الناس. بينما هناك اناس يحاولون ان يكونوا ظرفاء.. فيفتعلون خفة الدم. فتأتي افعالهم غاية في “الوحاشة” لانهم لم يهبهم الله سبحانه وتعالى هذه الموهبة فيتحول عندهم “خفة الدم” الى خفة في العقل فبدلاً من ان يضحكوا الاخرين يضحك عليهم الاخرون ويكونوا مكان سخرية وتندر والنوعان من هؤلاء تمتلئ بهم مجالسنا.. وعليك انت ان تدير رأسك في أي مجلس تكون فيه فسوف ترى من هو خفيف الدم.. ظريف الطبع ومن هو المتظارف الذي يتحول من باحث خفة الدم.. الى “صانع” لخفة العقل.. فسوف تجد الكثير من هؤلاء الذين لم يفهموا حقيقتهم المؤلمة.. فتراهم يزايدون على ما هم عليه من خفة في العقل مع الاسف. ويا امان الخائفين.
مشاركة :