ذكرت الأمم المتحدة اليوم (الإثنين) أن أكثر من 200 ألف مدني من جنوب السودان موجودون حالياً داخل قواعدها فراراً من الحرب الأهلية الدائرة في البلاد. وتعتبر هذه الأعداد الأعلى خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين مماثلة للأعداد القياسية التي سجلت في آب (أغسطس)، خلال أعنف المعارك التي شهدتها البلاد، على رغم الجهود السياسية لتطبيق اتفاق سلام تم التوصل إليه قبل ستة اشهر. وقالت بعثة حفظ السلام الأممية إن «أكثر من 200 ألف مدني موجودون داخل قواعد بائسة ومكتظة في ست مدن من بينها العاصمة جوبا». ويوجد أكثر من 122 ألف شخص في قاعدة مدينة بنتيو التي كانت منتجة رئيسة للنفط في منطقة الوحدة الشمالية التي يتركز فيها القتال. ويعد الارتفاع المتواصل في أعداد الفارين من العنف مؤشراً واضحاً على استمرا تدهور الأوضاع في البلد الفقير. وفي تشرين الأول (أكتوبر) حذر خبراء تدعمهم الأمم المتحدة من «مخاطر حقيقية ومن حدوث مجاعة» في أجزاء من منطقة الوحدة في حال استمر القتال، حيث يخشى أن عشرات الآلاف قضوا جوعا في المناطق التي لا يمكن عمال الإغاثة الوصول إليها، وعلى رغم وصول بعض المساعدات، إلا أن المدنيين تحدثوا عن ظروف سيئة للغاية. والأسبوع الماضي دعا مراقبو وقف إطلاق النار الأطراف المتحاربة إلى السماح بإدخال الطعام إلى مناطق النزاع، إذ حذر موظفو الإغاثة من أن عشرات الآلاف ربما يموتون من الجوع. ونال جنوب السودان استقلاله عن السودان في تموز (يوليو) 2011 بعد عقود من النزاع المسلح مع الخرطوم، قبل أن يغرق مجدداً بعد سنتين ونصف في حرب أهلية بسبب خلافات سياسية إثنية داخل الجيش تغذيها الخصومة بين سلفا كير ورياك مشار. وينص اتفاق السلام الموقع في 26 آب (أغسطس) 2015 على فترة انتقالية وتقاسم السلطات مع تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن المعارك لم تتوقف على الإطلاق.
مشاركة :