اختتمت اليوم الأربعاء بدار الرحمانية بمحافظة الغاط فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمنتدى منيرة الملحم لخدمة المجتمع بعنوان: “الأسرة في ظل التحديات المعاصرة”، بمشاركة أكاديميات سعوديات وخبيرات في شؤون الأسرة، وتابع فعاليات المنتدى جهور كبير من داخل المملكة وخارجها عبر الاتصال المرئي. وقالت رئيسة المنتدى أ.د. مشاعل بنت عبدالمحسن السديري مساعدة المدير العام لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي إن أهم التوصيات التي انبثقت عن المنتدى تتلخص في ضرورة تسخير كافه الجهود من أجل دعم الأسرة السعودية لمواصلة دورها المهم في تربية النشء وتكوين دعمهم وبناء شخصياتهم وقدراتهم ومهاراتهم الإبداعية، وكذلك دعم دورها الرئيسي في تحقيق الأمن المجتمعي، وكذلك الحرص على نشر الوعي بالتشريعات القانونية والإصلاحات المستحدثة ليعي كل فرد ما له وعليه من حقوق وواجبات. كما أوصى المنتدى بالتخطيط لبرامج هادفة جاذبة للشباب تسهم في رفع الشعور بالهوية الوطنية بالتركيز على الأبعاد القانونية والثقافية والاجتماعية، ومنها: تمكين الشباب من معرفة الضوابط القانونية والحقوق والواجبات، والتجاوب مع المستجدات والمتغيرات فيما لا يخالف ثوابت العقيدة، والأخذ بالاعتبار الخصوصية الثقافية للمجتمع، وتمكين الشباب من المهارات الفكرية والتفكير الناقد ليكونوا أكثر عقلانية، واكتساب آليات العلاقات والتدريب على أدائها لتحقيق التعايش في ظل التنوع. وقالت الدكتورة مشاعل السديري إن المشاركات في جلسات المنتدى الثلاث ناقشن القضايا المتعلقة بالأسرة في عالم متغير والحماية الاجتماعية للأسرة من منظور قانوني ودور الأسرة في ترسيخ الهوية الوطنية. وألقت الدكتورة السديري كلمة قالت فيها إن الأسرة تواجه تحديات كبيرة معاصرة تلقي بظلالها على المجتمع بوجه عام، ما يجعل الأسرة السعودية أمام مسؤوليات مهمة في تربية أبنائها وبناتها لمواجهة تحديات الحياة والتعامل مع المتغيرات التي تتسارع يوما بعد يوم، وقد ارتأت هيئة المنتدى في دورته الحالية مناقشة هذا الموضوع المهم، شعورا منا بأهمية دور الأسرة في المحافظة على هوية المجتمع وقِيَمِه الحضارية. خُصصت الجلسة الأولى لمناقشة المحور الأول عن الأسرة السعودية في عالم متغير، قدمت فيها أوراق عمل كلٌ من الدكتورة نورة الصويان أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود والدكتورة سناء العتيبي عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الاجتماعية بالجامعة، وأدارت الجلسة الدكتور لانا بن سعيد أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الملك سعود. وأكدت الدكتورة نورة الصويان في عرضها على حدوث تحولات جوهرية مر بها المجتمع السعودي، مست مختلف جوانب الحياة اليومية لأفراد الأسرة، خاصة فيما يتعلق بالمعايير والقيم، فيما أشارت د. سناء العتيبي إلى أهم التحديات التي تواجه الأسرة السعودية حاليًا في ظل التحولات والتغيرات الاجتماعية، ومنها التحديات القيمية، وتعدد الأدوار وتداخلها، وعدم التوزان بين العمل والحياة الأسرية، وضعف التواصل والحوار داخل الأسرة، وركّزت على ضرورة معالجة غياب المهارات الحياتية لدى الأسر وتجسير الفجوة الرقمية. وفي الجلسة الثانية المخصصة للمحور الثاني بعنوان الحماية الاجتماعية للأسرة بين التشريع والتنظيم، التي أدارتها الدكتورة خلود العبدالكريم الأمين العام المساعد للمركز الوطني لأبحاث الشباب، فقد تحدثت أ.د. أسماء الخميس عضو لجنة كبار السن بمجلس شؤون الأسرة فقالت إن الأسرة عادة تلتزم في تربيتها لأبنائها بقواعد المجتمع الذي تعيش فيه، وتقع عليها المسؤولية الأولى في تحقيق الأمن المجتمعي كونها المؤسسة الاجتماعية التي تٌعنى بتأهيل المواطن الصالح للإسهام في بناء الوطن، كما أن للمؤسسات الاجتماعية غير الربحية دور مهم في مساندة الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة، والإسهام في توفير الدعم للحالات الإنسانية والفئات الخاصة في المجتمع. أما أ.د مجيدة الناجم فأكدت أن للأسرة مكانة خاصة في النظام السعودي وكانت محل اهتمام المشرّع فخصص لها أنظمة ومؤسسات تدعمها وتحافظ على انتمائها وهويتها السعودية، كونها نواة المجتمع والدرع الأول لحماية أفراده. وخصصت الجلسة الثالثة لمناقشة دور الأسرة في ترسيخ الهوية الوطنية، تحدثت فيها الدكتورة لانا بن سعيد أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الملك سعود، فقالت إن الهوية الوطنية هي مجموعة الأخلاق والقيم التي تنعكس في أفعالنا، ويشارك في تشكيلها كل من الأسرة ومؤسسات التعليم والمجتمع بعاداته وتقاليده وثقافته، وكل هذه المؤسسات لها أدوار مهمة ومحورية عليها أن تعزز هويتنا الوطنية لدى أجيالنا القادمة؛ فهي مصدر اعتزازنا وفخرنا. وكانت المتحدثة الثانية في الجلسة التي أدارتها الدكتورة سناء العتيبي من قسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود، هي أ.د. نوف آل الشيخ، التي قالت إن من أهم مقومات الهوية الوطنية الوحدة الدينية؛ فالدين هو الرابط الروحي الموجود بين أفراد المجتمع، الذي يوحّد مشاعرهم، ويعمل على تقوية وتماسك المجتمع. ويشار إلى أن الدكتورة مشاعل السديري أعلنت خلال المنتدى عن إطلاق عدة مبادرات تتعلق بالأسرة، للإسهام في تربية جيل واعد وتأهيله؛ تضمنت حملة قِيَمي التي تهدف إلى تعزيز مبادئ الصدق والنزاهة لدى الشباب والفتيات، وبرنامج الطريقة الصحيحة لتأسيس طفلك في دورته الثالثة، وهو موجه للأمهات، وبرنامج الكشافة، الذي يهدف إلى تنمية قدرات الشباب البدنية والعقلية والروحية والاجتماعية، والمبادرة الرابعة: برنامج تنمية مهارات التعامل مع كبار السن، تقديرا لعطائهم، واحتراماً لمشاعرهم. ويذكر أن منتدى منيرة الملحم يعقد سنويا، ويتم اختيار موضوع حيوي له اهتمام واسع على مستوى المملكة. ومن الجدير بالذكر أن مكتبة منيرة الملحم بدار الرحمانية في محافظة الغاط التي نظمت هذا المنتدى السنوي، هي إحدى فروع مركز عبدالرحمن السديري الثقافي الذي يعد واحدا من أقدم المراكز الثقافية في المملكة، الذي أنشأه الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري منذ عام 1383هـ (1962م). ويتولى المركز إدارة مكتبة دار العلوم العامة بالجوف ودار الرحمانية بمحافظة الغاط؛ وتتضمن برامج المركز نشر الدراسات والإبداعات الأدبية. وينظم منتديات سنوية وأنشطة وندوات ثقافية متنوعة على مدار العام، وله أنشطة في مجال دعم البحث العلمي.
مشاركة :