أعلنت وزارة الداخلية المغربية عن اعتقال بلجيكي من أصل مغربي على علاقة مباشرة بمنفذي الهجمات الإرهابية التي روعت باريس خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأودت بحياة 130 شخصا. وذكر بيان صدر أمس عن وزارة الداخلية وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن المشتبه به «ج.ع» اعتقل الجمعة في مدينة المحمدية (شمال الدار البيضاء) من طرف عناصر المكتب المركزي للتحقيقات القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (استخبارات داخلية). وكشفت التحقيقات الأولية أن المشتبه به سافر إلى سوريا انطلاقا من بلجيكا، برفقة أحد الانتحاريين الذين قتلوا خلال عملية «سان دوني» بباريس. وأضاف البيان أن المشتبه به «انضم في بادئ الأمر إلى جبهة النصرة قبل أن يلتحق بتنظيم داعش، حيث استفاد من تدريبات عسكرية في استعمال مختلف أنواع الأسلحة وحرب العصابات، ليتم تجنيده في ما بعد بإحدى جبهات القتال». وأشار البيان إلى أن المشتبه به «وطد علاقاته إبان وجوده بالساحة السورية مع قادة ميدانيين في صفوف (داعش)، من بينهم العقل المدبر للهجمات الإرهابية التي عرفتها العاصمة الفرنسية، والذين كانوا يتوعدون بتنفيذ عمليات إرهابية في كل من فرنسا وبلجيكا». وأضاف أن المشتبه به غادر سوريا باتجاه تركيا، ثم ألمانيا وبلجيكا، قبل أن يقرر الدخول إلى المغرب انطلاقا من هولندا. وشكلت هجمات باريس منتصف نوفمبر الماضي الحدث الأكثر دموية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، وفي أوروبا منذ تفجيرات قطارات مدريد في 2004، وأسفرت عن سقوط 130 قتيلا و369 جريحا. وشدد المغرب الإجراءات الأمنية بشكل غير مسبوق في الأيام الأخيرة في أماكن التسوق والفضاءات السياحية والشواطئ ومداخل المنشئات الاقتصادية ومواقف السيارات، حيث تقوم فرق أمنية، معززة بالكلاب المدربة، بتفتيش السيارات وإخضاع جميع الأشخاص لأجهزة رصد الأسلحة والمتفجرات قبل دخول الأماكن العامة.
مشاركة :