تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، يترقّب عشّاق سباقات خيل السرعة، السبت 17 من ديسمبر الحالي، افتتاح أولى بطولاتهم الكبرى، للفئة الأولى بـ«كأسيْ وليّ العهد» للخيل المنتَجة «محلياً» و«المستوردة»، والمُقامة ضمن الحفل الثاني والسبعين من «موسم نادي سباقات الخيل»، على أرض ميدان الملك عبد العزيز بالجنادرية، وذلك بجائزة قدرها مليون ريال لكل كأس منهما. ويسود ترقّب واهتمام كبيران من محبّي سباقات الخيل، منذ أن بدأت فترة السماح للتسجيل، إذ تمثّل البطولة بنسختها الـ57 أهمية كبيرة للإسطبلات السعودية، بسبب المنافسة العالية، كما تُعدّ واحداً من أهم المؤشرات الفنية لتحديد المستوى الفني للمشاركة في بقية البطولات المقبلة. ويُظهر البرنامج المبدئيّ الذي صدر يوم الاثنين الماضي، مشاركة أكثر من 30 جواداً من عمر 3 سنوات فما فوق، لمسافة 2400م. يُشار إلى أن الأهمية البالغة لسباق كأس وليّ العهد مرتبطة بتاريخه وعراقته، حيث انطلقت أول بطولة رسمية لسباقات الخيل السعودية - تحت اسم «كأس ولي العهد» - بشوط مخصص للخيل المستوردة، في ظل الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، حينما كان ولياً للعهد عام 1387هـ، الموافق لـ1967م، وكان أولُ من حمل الكأس حينها الأمير سعود بن محمد عبر الجواد «غلّاب». ومن ذلك الحين استقطب وأنتج مُلّاك الإسطبلات أجود دماء الخيل سعياً لتحقيق اللقب الغالي، منذ انطلاق البطولة التي غيّرت مستوى ومفهوم السباقات عبر تطور نظامها وجوائزها في مراحل عدة، أهمها عام 1995، بإضافة «كأس ولي العهد للإنتاج المحلي»، والذي حققه آنذاك الجواد «البشر» لأبناء الملك عبد الله بن عبد العزيز. وباعتماد الإنتاج المحليّ من القيادة الفروسية وقتها، تطورت السباقات وعززت الاقتصاد المحليّ بفتح أبواب الخير والرزق لأبناء الوطن، عوضاً عن شراء الخيل من الدول المجاورة وما وراءها، وأُرفق مع الاعتماد قرار برفع قيمة الجائزة النقدية للكأسين إلى 240 ألف ريال، بموافقة الملك فهد، رحمه الله. وصُنّفت البطولة ضمن الفئة الثانية سعودياً عام 1427هـ، وكان أول الفائزين بها في الإنتاج الجواد «سويد» لأبناء الأمير بدر بن عبد العزيز، مع مدرِّبه سعود بن سعد، وخياله الفرنسي «أوليفيه بيليه». وفي المستورد كانت الجائزة من نصيب الجواد «الحاكم» لأبناء الأمير محمد بن سعود الكبير. وارتقت الجائزة إلى 500 ألف ريال للشوطين، بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عام 2015. وبعد 13 عاماً، وبرعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2019، جرى رفع تصنيف «كأسي ولي العهد» إلى «الفئة الأولى»، بالإضافة لرفع قيمة الجائزة إلى 1.8 مليون ريال، حققها من الإنتاج الجواد «النشاص» لحسن البوعينين، مع المدرب عبد الرحمن الشافي، والخيال «ويجبرتو راموس». وفي المستورد الجواد «هيبو» لعبد الرحمن المخضوب مع المدرب فهد العبد المنعم، والخيال مشاري العيسى. وعزّزها عرّاب الرؤية، العام الماضي، لتبلغ 2 مليون ريال، مقسمةً بالتساوي على الشوطين؛ الإنتاج «المحلي» و«المستورد»، وفاز بها الجواد «نجام» مع خياله محمد الدهام، والجواد «ميكينق ميراكلس»، وخياله «أليكسس مورينو» لإسطبل الأمير سعود بن سلمان، وتدريب أحمد عبد الواحد. وحظيت الإسطبلات الكبرى بالفوز عبر أكثر من نصف قرن بجوائز السباق، حيث تصدّرها الإسطبل الأبيض لأبناء الملك عبد الله بـ«25 كأساً»، كان أوّلها مع الحصان «العاصي»، وآخرها مع الجواد «صيرور». وفي المرتبة الثانية جاء الإسطبل الأزرق لأبناء الأمير محمد بن سعود الكبير بعدد «18 لقباً»، أولها مع «سلطان الميدان»، وآخرها بالحصان «ستيراباوت». وفي المرتبة الثالثة جاء الإسطبل الأحمر للأمير فيصل بن خالد بعدد «14 انتصاراً»، افتتحها مع الجواد «كأس الملوك»، وآخرها مع الجواد «روسينباوم».
مشاركة :