ستستمر المعركة القضائية فيما يبدو بين شركة إيرباص والخطوط الجوية القطرية خلال معظم عام 2023 بعدما قررت محكمة بريطانية تقسيم القضية التي يبلغ حجم مطالباتها ملياري دولار، وسط بارقة أمل في أن تسفر اتصالات رفيعة المستوى على هامش بطولة كأس العالم لكرة القدم عن حدوث انفراجة. وأدى الخلاف المتعلق بأضرار في طلاء السطح ونظام الحماية من الصواعق في طائرات إيه350 التي أوقفت قطر عملها إلى حرب علنية بين اثنين من أكبر اللاعبين على ساحة الطيران العالمية وتسبب في إلغاء طلبيات كبرى في تحرك لا سابق له. وأمر القاضي ديفيد واكسمان بتقسيم القضية المقرر لها يونيو حزيران القادم إلى شقين بسبب حجم الخلافات الكبير، مما يعنى استمرار النزاع العلني غير المعتاد في هذه الصناعة لعدة أشهر. وسيركز الشق الأول على المسؤولية فيما سيتم النظر لاحقا في الشق الخاص بالمطالبات التي يقدر مجموع قيمتها بنحو ملياري دولار. وتقول الخطوط الجوية القطرية إن شقوقا منتشرة في الطلاء كشفت عن ضرر أكبر في سطح الطائرات مما دفعها إلى وقف استقبال الطلبيات الجديدة كما أوقفت الجهة التنظيمية الوطنية لقطاع الطيران في قطر، وهي الهيئة العامة للطيران المدني، 29 طائرة على الأقل بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة على مدى العام المنقضي. وتقر إيرباص بوجود عيوب تتعلق بالجودة في طائرتها الأبرز للمسافات الطويلة لكنها تنفي أن يكون هناك أي مخاطرة في السلامة بسبب ذلك وألغت كل الأعمال الجديدة مع الخطوط القطرية التي زادت من عمليات الشراء من بوينج الشركة المنافسة لإيرباص. وشهدت مداولات اليوم الجمعة جدلا غاضبا بين الجانبين بشأن إتاحة الوصول إلى الطائرات المتضررة حيث شكا محامي إيرباص ديفيد وولفسن، مستشهدا بصور، من أن خبراء الشركة أُجبروا على تصوير الطائرات من مسافة بعيدة "تحت ضوء القمر". كما اتهم شركة الطيران بالخداع لمنع الخبراء من فحص الطائرات الموجودة في الخدمة. ونفت الخطوط القطرية بشدة عدم التعاون مع عمليات الفحص وقالت إنها سمحت بالوصول وفقا للمتاح بالنظر لاستضافة البلاد لبطولة كأس العالم لكرة القدم. وقال محامي الشركة جيراينت ويب "علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن هذه شركة طيران عاملة". * دبلوماسية كأس العالم وتأتي أحدث مواجهة قضائية في وقت زاد فيه تأهل فرنسا إلى نهائي كأس العالم في قطر من التواصل رفيع المستوى والذي يعتبر فرصة لاستكشاف مساحات الاتفاق المحتملة. ولم تظهر مؤشرات حتى الآن على التوصل إلى تسوية. وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن مسؤولين كبارا كانوا في استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مطار الدوحة لدى وصوله هذا الأسبوع لحضور مباراة بلاده في الدور قبل النهائي، وكان من بينهم أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية. كما من المقرر أن يحضر ماكرون المباراة النهائية يوم الأحد. واعتبر البعض أن استقبال الباكر لماكرون بصفته وزير السياحة يعد مؤشرا على أن الخلاف هو بين الشركتين ولا يمتد إلى العلاقات الدبلوماسية القوية بين البلدين، لكن بعض الدبلوماسيين قالوا إن السياسة قد يكون لها تأثير على نتيجة النزاع القضائي. وذكرت رويترز الشهر الماضي أن النزاع حظي باهتمام الزعيمين الفرنسي والقطري اللذين ناقشاه في ديسمبر كانون الأول الماضي خلال زيارة سابقة لماكرون إلى الدوحة. وقال مصدر مطلع على القضية "في كل مرة يحدث فيها تواصل هناك فرصة لتحسين الأجواء" لكن آخرين حذروا من أن المسافة بين الجانبين ما زالت كبيرة.
مشاركة :