تطوان (المغرب) - أحيت دار الشعر بتطوان حفل افتتاح الدورة العاشرة من المعرض الجهوي للكتاب، الذي تحتضنه مدينة وزان إلى غاية الأحد، الذي يصادف الاحتفاء باللغة العربية. وبعد الافتتاح الرسمي لأروقة المعرض، استضافت دار الشباب المسيرة في وزان ليلة شعرية شارك فيها الشاعر سعيد كوبريت والشاعر عمر بنلحسن والشاعرة زهراء بلكبير والشاعر أحمد البقيدي، والذين احتفوا بمدينتهم وزان، وشجرة أنسابهم الشعرية الوارفة التي تلقي بظلالها على مدينة الشرفاء. مثلما احتفت قصائد الأمسية بالوطن، وبالمشاركة التاريخية الكبرى للمنتخب المغربي في كأس العالم. بينما أحيت حفل الافتتاح المطربة المغربية هناء الطك، ابنة وزان، وهي تقادم روائع الأندلسيات والغرناطيات، وبدائع الأغاني الشعبية لعميد الغناء في الشمال الراحل عبد الصادق شقارة. استهل الشاعر سعيد كوبريت مشاركته، متحدثا عن سعادته بأن يقرأ شعرا في مدينته وزان، التي كانت المنبع الشعري الذي انبثقت منه تجربته في الكتابة والحياة، والمصب الذي يلقي فيه قصائده، اليوم، بعدما طوفت الآفاق، وتُرجمت إلى مختلف اللغات الحية. ومع ذلك، لم يبرح الشاعر مدينته على المستوى الروحي، وهو يردد: "لا تسافر مثل حقيبة/ واعبر الجسر ما بين نبع ونخلة/ كأنك أعمى/ فالضفة الواحدة لا تكتب سيرة النهر/ حين يعانق/ متوه المالح... لا تسافر مثل حقيبة/ غريبا كماء في رمل الصحراء/ كصبار الحزن/ كتاريخ نقي/ كنبي/ كرقم على شاهدة قبر/ تمهل.. تمهل/ فالماء الذي في قريتك/ لن يكفي طول رحلتك". وأنشد عمر بلحسن لمدينته وزان، مهد الطفولة، ولتطوان مهد الشباب: "آخر الجهات "تطاون" (هذا اسمها في القلب) اسمها تطاون/ وإني أحدق علٍّيَ أعرف، بكل الخفقان/ على هذه الأرض، جبهتي وجنتي الأخيرة/ نصفي هناك، وفي "وزان" بقاياي/ وكل بقاياي هذا العشق". ورسمت الشاعرة زهراء بلكبير صورة شعرية للقمر: "اعتدنا مجالسة الغروب/ اعتدنا انتظار القمر/ انتظرنا ثم انتظرنا/ إلى أن جاء الغريب/ فأخفى ضوء القمر". واختار الشاعر أحمد البقيدي التغني بالمنتخب المغربي، وهو يردد: "بفريق حي منسجم/ هيا نعشق كرة القدم. كي ننجز نصرا في اللعب/ ينضاف لإنجاز القلم. فالنصر يقوم إذا سرنا/ مسراة وإلا لم يقم... وإذا ما الأشواط انصرمت/ فبمنتصر وبمنهزم. بكؤوس النصر ومحفلها/ تبدي شغفا كل الأمم...". وبحضور فرقة موسيقية ضمت أقطاب العزف والموسيقى الأندلسية، برئاسة الأستاذ جمال الدين بنعلال، صدحت الفنانة هناء الطك في مدينتها وزان بمواويل استهلالية، قبل أن تقدم شذرات من نوبة الماية، وروائع الغرناطي والأندلسي والغناء الشعبي المغربي الشمالي، مثل "قولوا للي يلومني"، و"يا حبيب القلب" و"يا بنت بلادي"... وتواصل دار الشعر في تطوان المشاركة في المعارض الجهوية للكتاب، حيث تحط الرحال نهاية العام في مدينة فاس، بعد افتتاح معارض الكتاب السابقة في طنجة والعرائش والحسيمة ووزان، وعبر مشاركتها في المعرض الدولي للنشر والكتاب في مدينة الدار البيضاء، منذ سنة 2017، وفي الدورة الأخيرة التي أقيمت في العاصمة الرباط، وذلك بمشاركة شعراء من مختلف دول العالم، يمثلون القارات الشعرية المعاصرة بشتى اللغات.
مشاركة :