لا يزال التعليم في المملكة بعيداً عن متطلبات سوق العمل، خاصة القطاع الخاص. من الطرق المناسبة للبدء وجود المهارات المناسبة التي تطلبها سوق العمل، بدلاً من تخريج التخصصات النظرية التي لا تطلبها سوق العمل مثل الأدب والعلوم الاجتماعية العامة. تشير الأدلة إلى أن الاقتصاد السعودي مهدد بالتراجع بشكل خطير، وسيتراجع ما لم تتحسن القدرات المعرفية والتعليمية. الموضوع لا يتعلق فقط ببناء كليات وجامعات، إنما الحد من التعليم الجامعي وتوجيه الطلاب نحو التعليم التقني والمهني، ليضمن الخريجون فرص عمل، وذلك من خلال تقليص الطاقة الاستيعابية للجامعات، إضافة إلى تقليص القدرة الاستيعابية في الكليات والتخصصات النظرية غير المرغوبة في سوق العمل. تشير البيانات إلى أن نحو 76 في المائة من خريجي الثانوية العامة تم قبولهم في الجامعات السعودية العام الماضي مقارنة بـ 56 في المائة تم قبولهم في جامعات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وتشير أيضاً البيانات إلى أن معدل الالتحاق بالتعليم الفني والمهني في المملكة أقل من 9 في المائة مقارنة بأكثر من 40 في المائة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. حالياً أكثر من 53 في المائة من طلاب التعليم العالي منخرطون في تخصصات العلوم الإنسانية، أو تخصصات تربوية لا تتواءم مع سوق العمل. انخراط الطلاب في التخصصات التقنية والمهنية أو العلوم الطبيعية سيجعل من المملكة اقتصاداً تنافسياً للقرن الحادي والعشرين. حتى يحدث هذا، يجب إدخال مواد تقنية ومهنية، إضافة إلى الرياضيات والعلوم في مراحل التعليم العام. على قيادات التعليم العالي إعادة هيكلة القبول والتسجيل في الجامعات السعودية. توجد حالياً أكثر من 33 جامعة في المملكة سواء حكومية أو أهلية في كل مناطق ومحافظات المملكة، إضافة إلى جامعة إلكترونية، فمن الأجدر أن يتم تحويل كليات المجتمع إلى كليات تقنية ومهنية. كما ينبغي اعتماد برامج للتجسير بين الكليات التقنية والجامعات لتحفيز طلاب الثانوية العامة للالتحاق بها مع معادلة الساعات الدراسية التي تم الانتهاء منها في التعليم التقني والمهني بالساعات الدراسية في الجامعات لغرض الاستكمال في الدراسة الجامعية ونيل شهادة البكالوريوس. حقيقة مؤلمة 52 في المائة من الطلاب في المملكة لم يذهبوا إلى المرحلة ما قبل الابتدائية، ولا يتفوق علينا في ذلك إلا دولة أذربيجان! وفقاً لأحدث النتائج الدولية للرياضيات لعام 2011 نجد أن تحصيل طلاب الصف الرابع الابتدائي (أي الذين تقع أعمارهم بين تسع وعشر سنوات) في المملكة أعلى بست نقاط عن اليمن، التي تحتل أدنى مرتبة. وبالنسبة لطلاب الصف الأول متوسط (أي الذين تقع أعمارهم بين 13 و14 سنة)، تحتل السعودية واحدة من أدنى المراتب وهي أدنى بنقطة واحدة من فلسطين!
مشاركة :