صندوق النقد الدولي خفض توقعاته للنمو العالمي خلال 2016. وبسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني والانكماش في البرازيل وهبوط اسعار النفط، حذر من مخاطر كبيرة على الاقتصاد العالم. وقال في توقعاته الاقتصادية الجديدة إن اجمالي الناتج الداخلي العالمي قد يسجل 3.4% لكن بوتيرة اقل مما كان متوقعاً. بالنسبة للولايات المتحدة، فما تزال تتقدم الدول الصناعية رغم خفض الصندوق توقعه للنمو فيها الى 2.6% بعدما كانت 2.8%. اما منطقة اليورو فقد تشهد انتعاشاً بطيئاً مع زيادة هزيلة في النمو لتصل الى 1.7% رغم تراجع بسيط في الصادرات. بالنسبة للصين ابقى الصندوق توقعاته عند 6.3% وهو اضعف اداء خلال ربع قرن. المستشار الاقتصادي ومدير الابحاث في صندوق النقد الدولي موريس اوبستفيلد قال إن الصين تحولت الى نموذج حيث تراجع فيه الاعتماد على الصادرات والاستثمارات للاعتماد على الاستهلاك والخدمات وذلك على حساب الصناعات التحويلية التقليدية. وأضاف ادارة العملات هي مساحة يمكن للسلطات الصينة ان تتواصل فيها بوضوح اكبر مع الاسواق. الصين ثاني اقتصاد عالمي ستظل على قائمة الاهتمامات. وقد توقع الصندوق ان يشهد عام 2017 تباطؤاً حاداً ليصل الى 6%. واشار الى ان تفاقم التباطؤ فيها سيظل مبعث خطر للنمو العالمي وإن الواردات والصادرات الصينية الأضعف من المتوقع تثقل كاهل الأسواق الناشئة ومصدري السلع الأولية. حوار مع جيان-ماري ميلسي-فيريتي نائب مدير قسم الابحاث في النقد الدولي انضم الينا من لندن نائب مدير قسم الابحاث في صندوق النقد الدولي جيان-ماريا ميلسي-فيريتي، احد المشاركين في وضع آخر التوقعات الاقتصادية العالمية. الزميل في يورونيوز جياكومو سيغانتيني سأله فكان الحوار التالي: الوضع الطبيعي الجديد والصين يورونيوز: البيانات الصادرة اليوم من بكين ضمن تقديرات صندوق النقد الدولي، تبين اضافة للتباطؤ، اعادة التوازن للنشاط الاقتصادي. هذا التحول للصين يخيف الكثيرين. كيف سيؤثر هذا الوضع الطبيعي الجديد على بقية الاقتصاد العالمي؟ ميليسي-فيريتي: لاحظنا، على وجه التحديد، تأثيراً من خلال الطلب على السلع وخاصة منها المعادن وهذا ادى لانخفاض حاد باسعار هذه البضائع خلال السنوات القليلة الماضية. والتي، بالبطع كان لها تأثير كبير على الدول المصنعة لهذه السلع. وبشكل عام، استثمار اقل في الصين يعني وتيرة اضعف في واردات السلع الاساسية وهذا ما يؤثر على البلدان التي تصدر هذه السلع. كما هنالك انعكاسات على اسواق المال ايضاً نظراً لحجم الاقتصاد الصيني، اضافة لبعض الشكوك حول تعاطي وردة فعل السياسيين الصينيين مع هذا الوضع الطبيعي الجديد. اسعار النفط المنخفضة ايجابية للمستوردين والمستهلكين يورونيوز: يبدو انه لا نهاية لتراجع اسعار النفط، خاصة بعد عودة ايران الى السوق العالمي. على المدى القصير، كيف يرى صندوق النقد الدولي الاتجاهات لاسعار السلع الاساسية وماذا سيكون تأثيرها على النمو العالمي؟ ميليسي-فيريتي: قدرة انتاج النفط في الولايات المتحدة اكبر مما يتوقعه الناس. الكثيرون توقعوا انه مع هذه الاسعار، سينخفض الانتاج. الاستثمارات تراجعت، لكن الانتاج ما زال محافظاً عليه. وبالنتيجة، لدينة تخمة بمعروض النفط: حالة العرض الزائد تؤدي للضغط على اسعار النفط. وبشكل واضح، اسعار النفط المنخفضة هي ايجابية للمستوردين، لذا بمعنى آخر اخبار جيدة للمستهلكين في الولايات المتحدة واوروبا، والدول الناشئة مثل الهند. لكن بالطبع تبقى صعبة على مصدري النفط وبعضهم يواجهون اوضاعاً صعبة. انكماش الاقتصاد الروسي سيؤثر على بلدان وسط وشرق اوروبا يورونيوز: من المتوقع ان ينكمش الاقتصاد الروسي مرة جديدة خلال 2016: هذا الانكماش لفترة طويلة، هل تتوقع ان يؤثر على النمو في بلدان اوروبا الشرقية؟ ميليسي-فيريتي: سيؤثر، بالطبع، التأثيرات عابرة للحدود: واهمها ستكون على البلدان التي هي ضمن اتحاد الدول المستقلة، والتي لديها علاقات تجارية كبيرة مع روسيا، كما ان العديد من تلك البلدان، يرسل عمالها الكثير من التحويلات المالية من روسيا. بشكل عام، توقعات النمو لبلدان وسط وشرق اوروبا، يمكن القول، إنها مقبولة على مدى السنتين المقبلتين، لكن من الواضح مع مخاطر من بينها تلك الآتية من الوضع في روسيا. يورونيوز: كان معنا جيان-ماريا ميليسي-فيرريتي، نائب مدير الابحاث في صندوق النقد الدولي شكراً لك سيد ميليسي فيرريتي ميليسي-فيريتي: شكراً جزيلاً، ومرة اخرى لقد سرني ان اكون معكم.
مشاركة :