في مشاركته السادسة بعد الافتتاحية في 1970، كان "أسود الأطلس" المفاجأة السعيدة في أول مونديال يقام على أرض عربية وشهد دعماً هائلاً للاعبي المدرب الشاب وليد الركراكي. جرّ المنتخب الأحمر إلى حلمه الرائع معظم الأفارقة والعرب وكلّ دولة غير واثقة بنفسها في مقارعة الكبار، بشغف لافت، وواقعية ناجعة وعمل جماعي واضح. بداية واعدة أمام كرواتيا (0-0)، ثم مفاجأة تلو الأخرى: فوز على بلجيكا ثالثة 2018 بهدفين والمساهمة في اطاحتها باكراً، آخر على كندا 2-1، ثم أولى المفاجآت الضخمة عندما أقصت إسبانيا بطلة 2010 بركلات الترجيح في ثمن النهائي. وفي ربع النهائي، تسبّبت بحرمان كريستيانو رونالدو من أمل مواصلة المشوار نحو أول لقب عالمي، عندما هزمت البرتغال برأسية "فوق الغيم" ليوسف النصيري. الدفاع الحديد للمغرب المهتزة شباكه مرّة يتيمة وعن طريق الخطأ، استسلم أخيراً، مثقلاً بالاصابات، في نصف النهائي أمام فرنسا حاملة اللقب بهدفين. لكنه لم يكن لقمة سائغة، ولولا كرة بالقائم لجواد الياميق، لاختلفت الحسابات. بتأهله إلى ربع النهائي أصبح المغرب أوّل منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز، وفي نصف النهائي بات أول إفريقي يصل إلى هذه المرحلة، وستكون مباراته مع كرواتيا شرفية وتكريمية، لكن في الوقت عينه بحال فوزه، سيصبح أول إفريقي أو آسيوي يحقق هذا الانجاز، علماً أن كوريا الجنوبية حلّت رابعة على ارضها في 2002. "حياة أو موت"! حاول الركراكي الذي يغيب عن تشكيلته قائد الدفاع رومان سايس لاصابته، تجميل مواجهة كرواتيا رغم اعتباره انها "أسوأ مباراة يمكن أن نلعبها" لان الطموح كان التواجد في النهائي. وقال الركراكي عشية اللقاء في اعادة لمواجهة دور المجموعات التي انتهت بالتعادل السلبي "أعتقد أنها أسوأ مباراة يمكن أن نلعبها. لكن ما زلنا متحمسين لخوضها رغم شعور الخيبة". وتابع "بطبيعة الحال كنا نفضل أن نكون في النهائي لكن هناك المركز الثالث الذي يتوجب علينا اللعب من أجله. نريد أن ننهي (البطولة) على منصة التتويج". أما كرواتيا، وصيفة 2018 وثالثة 1998 والتي يقودها نجم ريال مدريد الإسباني المخضرم لوكا مودريتش (37 عاماً)، فيبدو مدربها زلاتكو داليتش مصمماً على انتزاع المركز الثالث "بالنسبة لنا هذا نهائي كبير ومباراة كبيرة. إنه صراع على ميدالية. المغرب كان المفاجأة الكبرى في هذه البطولة وأعتقد أنهم سيدخلون (المباراة) بنفس الذهنية". وأكّد المهاجم أندري كراماريتش أن المباراة ستكون "بمثابة حياة أو موت" لأن "الفوز بميدالية يجعلك بطلا خالدًا". فرنسا قلقة على صحة لاعبيها وعشية النهائي المنتظر ضد الأرجنتين على استاد لوسيل، تبدو فرنسا قلقة على صحة لاعبيها في ظل "متلازمة فيروسية" ضربت المنتخب الأزرق وأبعد لاعبيها أدريان رابيو ودايو أوباميكانو عن نصف النهائي، قبل أن يمتد إلى كينغسلي كومان، إبراهيما كوناتيه ورافايل فاران الذين لم يشاركوا في التمارين الجماعية الجمعة. قال ديشان في مؤتمر صحافي السبت "لن أدخل في التفاصيل. نتخذ أقصى الاحتياطات للتعامل مع الفيروس من دون المبالغة في ذلك. بالطبع هي حالة مستجدة. كنا نفضل ألا يكون موجوداً، لكننا نتعامل معه بأفضل طريقة ممكنة مع الطاقم الطبي". وظهرت عوارض مختلفة على اللاعبين مثل الحمى وآلام المعدة وصولاً إلى الصداع، فخضعوا لعلاج طبي وعُزل اللاعبون المصابون. كما أراح ديشان مدافعه تيو هرنانديز صاحب هدف الافتتاح في نصف النهائي ولاعب الوسط أوريليان تشواميني صاحب هدف الافتتاح في ربع النهائي، فخاض التمارين 19 لاعباً من أصل 24 قبل يومين من النهائي. وتبحث فرنسا عن الاحتفاظ بلقبها والتتويج مرة ثالثة بعد 1998 و2018، على غرار الأرجنتين المتوجة في 1978 و1986 لكن اللاهثة وراء لقب أول يتوّج المسيرة الخارقة لليونيل ميسي الذي عانده الحظ في أربع مشاركات سابقة، أبرزها في نهائي 2014 عندما خسر في الوقت القاتل أمام ألمانيا.
مشاركة :