يمكن أن يكون أحمر الشفاه معززاً للثقة، ويضيف لمسة جمالية، لكن مشاركة الأنبوب مع صديقة أو أحد أفراد الأسرة يمكن أن تنشر العدوى أيضاً، وهي المشكلة التي حلها فريق بحثي من مختبر المواد الحيوية والهندسة الحيوية بجامعة فالنسيا الإسبانية، عبر العودة إلى الطبيعة. ووفقاً للمؤرخين، كان المصريون القدماء هم أول من استخدموا المعاجين المصنوعة من الطبيعة لصناعة الماكياج، وتطورت التركيبات على مر القرون، ولكن الآن عاد الباحثون للنظر مرة أخرى إلى المكونات الطبيعية، لإعطاء المنتج خصائص مضادة للميكروبات. وخلال دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «إيه سي إس أبلايد ماتريال آند إنترفاسيس»، أعلن الباحثون أن إضافة مستخلص التوت البري إلى أحمر الشفاه، تعطي كريمهم الأحمر الداكن خصائص مفيدة في تعطيل الفيروسات والبكتيريا والفطريات المسببة للأمراض. وكانت دراسات سابقة قد أفادت بأن تركيبات أحمر الشفاه التي تحتوي على ملونات طبيعية، مثل فاكهة التنين الأحمر (فاكهة استوائية معروفة بجلدها الأحمر)، يمكن أن تؤدي إلى منتجات ذات ألوان نابضة بالحياة ونشاط مضاد للميكروبات، ولأنه من المعروف أن مستخلص التوت البري يعطل الفيروسات والبكتيريا والفطريات أيضاً، أراد الباحثون استخدام مستخلص التوت البري لخلق لون أحمر شفاه عميق بخصائص مضادة للميكروبات. ووفق تقرير نشره (الجمعة) موقع الجمعية الكيميائية الأميركية، فقد قام فريق البحث بخلط مستخلص التوت البري في محتوى كريم أحمر الشفاه، الذي يتضمن «زبدة الشيا» و«فيتامين هـ» و«بروفيتامين ب 5» و«زيت باباسو» و«زيت الأفوكادو». وفي التجارب، تمت إضافة الكريم الأحمر إلى مزارع تحتوي على فيروسات وبكتيريا مختلفة ونوع واحد من الفطريات، فتم تعطيل كل من نوعي الفيروسات المغلف وغير المغلف تماماً خلال دقيقة واحدة من التلامس مع الكريم المحتوي على التوت البري، وتم تعطيل نشاط البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة والبكتيريا الفطرية والفطريات بشكل كبير في غضون خمس ساعات من وضع الكريم. ويقترح الباحثون أن تركيبة أحمر الشفاه الجديدة الخاصة بهم يمكن أن توفر الحماية ضد مجموعة متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض.
مشاركة :