الشعر يتألق ويحلو في وادي الحلو

  • 1/20/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تألقت القصيدة العربية في ختام أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي، وذلك في فعالية نوعية أحياها ستة شعراء أمس الأول في مقر مكتبة وادي الحلو بحضور خميس بن سعيد المزروعي والي منطقة وادي الحلو، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، ومحمد صالح السويجي مدير إدارة دائرة الثقافة والإعلام في المنطقة الشرقية، وسط استقبال حميم من أهالي وادي الحلو وقدم الشعراء الزميل يوسف أبولوز. تنوعت القراءات بين العمودي والتفعيلة بأساليب وفنيات جمالية شعرية اغتنت بتنوع أجيال الشعراء. الشاعر السعودي جاسم الصحيح قرأ مقاطع من قصيدة عمودية خليلية بعنوان ما وراء حنجرتي المغني ظهرت فيها بلاغة لغوية متماسكة وإيقاعية جميلة، ومنها: كلٌ له في خراب الوقت بصرته ما أكثر الزنج زنج الهم والعنت لا حبل أعقد آمال النجاة به إذا الهوية أضحت بئر هاويتي هذي تضاريس روحي لو تسلقها وعل لعاد بأقدام مجرحة لا يعرف الناس مني غير حنجرة يا ليتهم عرفوا ما خلف حنجرتي أنا الجمال الذي عيناه تنكره هل بعد ذلك للنكران من سعة؟ حقلٌ ولكن تخلت عنه غايته فجف من لمعان القمح والذرة وقرأت الشاعرة السودانية ابتهال مصطفى قصيدة عمودية أيضاً على قافية السين ما أعطى القصيدة غنائية عذبة عززها بحر الكامل: أشعلت قافية الهتاف فألهبت صدر السماء وكُشِّف المدسوس وأعاد تصفيقي لغير مواجعي فعلام يعلي ريشه الطاووس هو ناي صفحتنا المبجل طاهر ما مسّه إنس ولا إبليس ومن القصيدة أيضاً: شغلت غيابات المعاجم جبّها والظن يسرج خيله ويجوس الشاعر راشد عيسى انساب في غنائية آسرة أيضاً مراوحاً بين صور واشتقاقات ذكية، وقد خاطب الشعر في بنائية تمزج بين التفعيلي والعمودي، ومما قرأ: أيها الشعر لا تقف/ بالباب/ حائر البال ترتجي/ ترحابي/ أنت أو أنت من بنى/ بيت عمري/ وتربى على يديك/ شبابي/ أنت أنت الوحيد من/ كان نجمي/ حين خانت كواكب/ الأحباب/ فارتكبت الهدى على / فقه قلبي/ وحدوسي ولذتي/ في التغابي/ وتنحى فضاء معناي/ عني/ واستحاني/ ولم يحاول عتابي/ وجعلت الحروف سرب/ خيول / تتغاوى على إناث السحاب الشاعر العراقي ياس السعيدي قرأ قصائد مدهشة الصور، وتنتمي إلى مجازات ذات مرجعيات راسخة في الثقافة العربية، وهذا النص من شعر السعيدي: من أي خوف إليك الورد يرتفع يا عشقهم لشفاه سوف تندلع من أين يلتئم الموال يا سفري مذ ضاقت الأرض والموال يتسع وكلما مر عصفور تجاهلهم وكلما مر صبح زقزق الوجع هم الطيور وهذا الغصن يعرفهم لمَ الجراح على أشكالهم تقع الشاعر السوري عبدالقادر الحصني قرأ من إحدى مجموعاته الشعرية نصاً هادئاً، وبإلقائية هادئة أيضاً، وتظهر في قصيدته التي جاءت بعنوان مقدمة للصمت روح صوفية نائية في نسيج قصيدته التفعيلية.. ومنها: لا بد من شجر كثيف في الظلام/ ليكون بيت في البعيد/ سراجه كف من الحناء/ وتخفق خلف نافذة تشرد في مدارات الأساور/ ما تراكم من تفاصيل النهار/ إلى المدام/ لا بد من شجر كثيف غامق/ ليغيب.. أمشاط من الألماس/ في شعر القصيدة/ أو عروق من حياء الورد/ في طفل الرخام الشاعر عبدالله أبوبكر مفاجئ في صوره وفي تراكيبه الفنية، مباغت دائماً في قفلات قصيدته، وهو كما جاء في نصه الشاعر.. قناص الفكرة. ومما قرأ أبوبكر: يتعدد في المعنى../ ويحلق في السرب وحيداً/ نحو سماء لا تعرف إلاه/ يتيمم بالريح/ يولد في مهد الشعر نبياً/ يتمشى فوق لحاف الماء/ قبلته.. وطن ملتاع/ ونبيذ من فرح/ يتعتق في حوّاء/ يتكئ على شرفة غيمته/ كي يكتب سيرته/ مطراً مطراً/ يترك عينيه على شال حبيبته/ وهي تغيب وتخلع عن شفتيها الحاء/ يبتل إذا مسته النار/ ويحترق بحبة ماء/ فالشاعر قناص الفكرة/ وفريسة كل الأشياء.

مشاركة :