شكّل الفرقاء الليبيون، أمس، حكومة الوفاق الوطني، بموجب اتفاق الصخيرات، الذي وقّع الشهر الماضي برعاية الأمم المتحدة، التي حضت البرلمان المعترف به دولياً على منحها الثقة سريعاً. وأعلن المجلس الرئاسي الليبي تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة، تهدف إلى توحيد الفصائل المتحاربة في البلاد، بموجب خطة تدعمها الأمم المتحدة. وتشكّلت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا بناء على اتفاق وقع في مدينة الصخيرات المغربية، في ديسمبر الماضي، بين أعضاء في البرلمان المعترف به دولياً والمؤتمر الوطني العام، ينص على تشكيل هذه الحكومة، ولكن لم يقرّه المجلس المعترف به دولياً في شرق البلاد، أو مجلس طرابلس (المؤتمر الوطني العام). وحكومة الوفاق التي سيترأسها رجل الأعمال فايز السراج، الذي اقترح اسمه رئيساً للحكومة بموجب اتفاق الصخيرات، ستضم 32 وزارة. ورحب رئيس بعثة الأمم المتحدة الى ليبيا مارتن كوبلر، بتشكيل حكومة الوفاق. وكتب في تغريدة على تويتر، أمس، أهنئ الشعب الليبي ورئاسة مجلس الوزراء بتشكيل حكومة الوفاق الوطني، وأضاف أحض مجلس النواب على الاجتماع سريعاً، ومنح الثقة للحكومة. ولتتمكن هذه الحكومة من مباشرة مهامها يجب أن تنال ثقة البرلمان المعترف به بغالبية الثلثين في غضون أسبوعين ويومين. وحض المجتمع الدولي باستمرار على تشكيل حكومة الوفاق في ليبيا، على أمل توحيد سلطات البلاد، من أجل إرساء الاستقرار في هذا البلد في مواجهة خطر الإرهاب المتصاعد فيه. واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن الاتفاق على تشكيلة حكومة الوفاق يعتبر خطوة أساسية في تطبيق الاتفاق الذي تولت الأمم المتحدة رعايته. وقالت في بيان، يعود الأمر الآن إلى مجلس النواب ورئاسته، لإظهار ذهنية توافق أيضاً، وحسّ بالقيادة، والاجتماع سريعاً لمنح الثقة للحكومة المقترحة. وأضافت أن ليبيا أمام مفصل حسّاس، ومن الضروري أن تعمد كل الأطراف السياسية والأمنية إلى إعلاء مصالح بلادها وشعبها فوق كل أمر آخر. وتابعت أنها وحدها حكومة وفاق ليبية مدعومة من كل مواطنيها، ستكون قادرة على إنهاء الانقسام السياسي وإلحاق الهزيمة بالإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية والإنسانية والاقتصادية الكثيرة في البلاد. وحضّ السفير البريطاني في ليبيا، بيتر ميليت، أيضاً مجلس النواب على دعم الحكومة الجديدة. وكتب في تغريدة على تويتر، أمس، التحرك ضد (داعش) يعتبر أولوية. والمجموعة الدولية قلقة من تزايد نفوذ المتطرفين في ليبيا، حيث لتنظيم داعش في هذا البلد نحو 3000 مقاتل، بحسب باريس. وظهرت أول مجموعة من التنظيم في ليبيا في العام 2014، مع عودة مجموعة من المقاتلين الليبيين من سورية. ويسعى التنظيم الذي يسيطر على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، للتمدد وتوسيع نفوذه في المناطق المحيطة بها، والغنية بآبار النفط. وتبنّى في مطلع الشهر اعتداءين داميين أوقعا أكثر من 56 قتيلاً، وشنّ هجمات استهدفت مناطق نفطية في شمال البلاد، التي تضم أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا، ويستفيد التنظيم في سورية كما في العراق من تهريب النفط كأبرز مصدر تمويل له.
مشاركة :