على خلفية بثها لتقرير تلفزيوني شبّهت فيه لاعبي المنتخب المغربي بمسلحي تنظيم داعش بسبب رفع إصبع السبابة، قدمت قناة “فيلت” (WELT) الألمانية اعتذارًا رسميًا عن هذا الخطأ المهني والأخلاقي. وقالت مذيعة القناة أثناء نشرة إخبارية الأربعاء الماضي، إن القناة تعتذر عن الإشارة للاعبين بذلك الوصف “غير اللائق”، والذي تسبب في موجة من الغضب والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضحت المذيعة بأن القناة لم تقصد في تقريرها توجيه أي إساءة، قائلةً “نعتذر بصدق عن هذا الخطأ. ولم يكن في نيّتنا الإساءة إلى المشاعر الدينية الإسلامية”. وكانت قناة “فيلت” قد عرضت تقريرًا إخباريًا تناول صورة لثلاثة لاعبين من المنتخب المغربي وقد حملوا العلم المغربي ورفعوا إصبع السبابة في غرفة تبديل الملابس. ووصف المذيع الألماني تلك الصورة بأنها “مثيرة للغضب والاستفزاز”، مبررًا بأن رفع السبابة هي الإشارة ذاتها التي يرفعها “متشددو تنظيم داعش بعد عملياتهم”، على حد تعبيره. "نعتذر، لم نكن نقصد إيذاء المشاعر الدينية!" هكذا ردت قناة ألمانية بعد نشرها خبرا يربط لاعبي منتخب المغرب بإرهابيي داعش! #جعفر_توك pic.twitter.com/lnkRcsLigu — Jaafar Abdul Karim 🍉😃 (@jaafarAbdulKari) December 15, 2022 وتسبب التقرير في تنديد واسع بالرسائل “التحريضية” التي بثّها، في استمرارٍ للحملة المضللة التي يشنها الإعلام الألماني ضد قطر والفريق المغربي بشكلٍ خاص على خلفية رفع لاعبيه ومشجعيه للعلم الفلسطيني باستمرار. Nach dem shitstorm gegen die hetzerische Berichterstattung der @welt rudert man nun zurück. Leider ist Islamhetze Programm bei Axel Springer und solch eine Entschuldigung selten und wäre nicht zustandekommen, wenn so viele diese Hetze angeprangert hätten. #GemeinsamGegenHetze 💪 pic.twitter.com/uoBSn3JcmN — Generation Islam (@genislam1) December 15, 2022 وكانت صحيفة (تاتز) الألمانية نشرت، السبت الماضي، مقالًا رأت فيه التضامن مع فلسطين الذي ظهر جليًا في المونديال “أمرًا مزعجًا”، كما أشارت إلى رفع اللاعبين والجماهير للعلم الفلسطيني أثناء احتفالهم بالفوز بأنه “إضفاء صبغة معادية للسامية على تلك البهجة”. وعلى الفور تفاعلت مواقع إعلامية مغربية مع موقف القناة الألمانية. وتحت عنوان “وصول المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم يفضح ازدواجية المعايير الأوربية”، كتب موقع (هسبريس) الإخباري المغربي أن النجاح الرياضي للمغرب في المونديال باعتباره بلدًا عربيًا ومسلمًا أفريقيًا كشف عن “ازدواجية الغرب في التعاطي مع بعض القضايا”. وتابع “ظهرت وسائل إعلامية في عدد من الدول الأوربية تسعى إلى تشويه صورة أسود الأطلس بإخراج بعض الصور التي التقطها لاعبوه عن سياقها ووصفتهم بالداعشيين”. واعتبر الموقع أن هذه الازدواجية الغربية “مرتبطة بعقلية الاستعلاء الأوربي” وأن الدول الأوربية تعتبر نفسها دولًا متقدمة ومالكة للحقيقة وتنشر ما يسمى بالحضارة داخل الدول الأخرى. واستدل التقرير بسعي الاتحاد الألماني لفرض قيمه على دولة قطر البلد المضيف مضيفًا “شاهدنا ذلك بالترويج للمثلية وربطها بحقوق الإنسان واعتبار أي تقييد لها عدم احترام لحرية التعبير”. وخلص التقرير إلى أن “متطرفي أوربا لا يقبلون فكرة أن القضية الفلسطينية في قلب الوجدان العربي المسلم”، مضيفة أنهم يصرون على أن أي شكل من “أشكال التضامن مع الفلسطينيين يعد بمثابة إعلان حرب وعداء ضد إسرائيل وضد الجاليات اليهودية في أوربا”. ولذلك فهم يتستغلون بعض الحركات والمواقف التي أقدم عليها لاعبون، وتوظفها على المستوى السياسي للنيل مع العرب والمسلمين، وفق التقرير.
مشاركة :