متحف المستقبل.. رؤية إنسانية بحروف عربية

  • 12/18/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شكّل «متحف المستقبل» بدبي لدى افتتاحه في 22 فبراير 2022 إضافة نوعية إبداعية للأفق العمراني لدبي والمدن العربية، بتصميمه الفريد، وبإبداعه الاستثنائي الذي يلهم العديد من المشاريع الحالية والمستقبلية في المنطقة، بمزجه بين الإبداع الهندسي والابتكارات المعمارية غير المسبوقة من جهة، واستخدام الخط العربي بشكل منهجي مدروس ومقصود من جهة ثانية. وعلى مساحة واجهة متحف المستقبل الممتدة بواقع 17600 متر مربع، والمصنوعة من الفولاذ البرّاق اللامع، نُقشت باللغة العربية ثلاث عبارات ملهمة من رؤى وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهي: «لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين»، و«المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه. المستقبل لا يُنتظر، المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم»، و«سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة: الابتكار». «تحدي القراءة العربي» وفيما يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية الموافق 18 ديسمبر من كل عام، يأتي اختيار اللغة العربية من بين لغات العالم لتكون الغلاف الماسي الذي يرصّع واجهة المتحف الأيقوني وعنواناً لرسالته المستقبلية في ترجمة لحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على منح الأولوية للغة العربية كلغة للمعرفة والعلوم والآداب والنتاج الثقافي والحضاري في مختلف مبادرات سموه، مثل مبادرة «بالعربي» و«تحدي القراءة العربي» و«جائزة محمد بن راشد للغة العربية»، وتجسيداً لرؤية سموه للدور المحوري الذي يلعبه متحف المستقبل في تمكين الشباب العربي والنوابغ العرب في توفير منصات داعمة للمنطقة العربية لاستئناف مساهمتها في مسيرة الحضارة الإنسانية وابتكاراتها وإبداعاتها. أداة للتعبير واعتماد اللغة العربية خامة إبداعية جديدة ومبتكرة في تصميم متحف المستقبل وواجهته بما يتعدى المهام الوظيفية الأساسية للبناء ليصبح أداة للتعبير عن الأفكار والرؤى وأسلوب الحياة. كما يمنح الخط العربي مبنى متحف المستقبل هوية معمارية مهيبة، ويفتح أمام كل الناظرين إليه من القريب والبعيد بُعداً رابعاً، يضاف إلى الطول والعرض والارتفاع، ليخاطب العقل والقلب والخيال، ويحفّز الأسئلة الإنسانية الكبرى، ويحكي رسالة المتحف ومهمته المكّرسة لغد البشرية بخط عربي بديع، جعل منه، بالإجماع، أجمل مبنى على وجه الأرض. وبالحرف العربي الأنيق الرشيق من تصميم الفنان والرسّام التشكيلي والنحّات الإماراتي مطر بن لاحج، تحكي الواجهة الخارجية للمتحف عن أهدافه الطموحة ورسالته الرائدة لاستشراف ورسم ملامح المستقبل. وبكلمات عربية جليّة واثقة وواضحة، تجمع أطراف الحكمة الإنسانية والخبرات الكبيرة. وتروي العبارات، التي تزيّن مبنى المتحف، رؤية استراتيجية متكاملة لصناعة مستقبل أفضل للأفراد والمجتمعات. ويرتفع مبنى متحف المستقبل 77 متراً دون أعمدة داخلية ليبدو كما لو أنه يطفو في الهواء، بفضل هيكله المعدني المتشابك المصمم باستخدام الذكاء الاصطناعي لضمان أعلى مستوى من المتانة والانسيابية في الشكل الخارجي. وتمتد تجليات فن الخط العربي على واجهته المؤلفة من 1024 قطعة فولاذية متلاصقة صممت بأذرع روبوتية ومواد متقدمة بشكل فريد يجمع بين عبقرية البناء البشري والتكنولوجيا. الابتكار والحداثة والأصالة الانطلاق من التراث نحو المستقبل واستخدام متحف المستقبل للغة العربية نصاً ومتناً وعنواناً عريضاً مبهراً على واجهته يرسخ الفكرة التصميمية الرائدة بدمج الابتكار والحداثة والأصالة في الشكل الهندسي والتصميم المعماري والمفهوم الفني الحكائي. وبالاستفادة من الخط العربي كعنصر جمالي صرف، ألهم متحف المستقبل العالم على تحويل المعالم العمرانية في مدن المستقبل إلى لوحات فنية عملاقة تسرد قصصها وتخاطب الجمهور برسائل ملهمة، وتجعل منه شريكاً في كتابة ورواية وتناقل السردية الإنسانية للمدن التي تتخطى المكان وتبحر في الزمان نحو المستقبل الذي تنشده وتتطلع إليه بطموح لا يعرف المستحيل؛ كما هي دبي؛ مدينة المستقبل.  وإذ يكسب الحرف العربي والخط العربي حليفاً جديداً في الدرّة الأحدث التي تضاف إلى الأفق العمراني لدبي ودولة الإمارات والوطن العربي، يكرّس متحف المستقبل مكانة اللغة العربية في القلب من مسيرته الحضارية الممكّنة للمبدعين، ويلهم بتصميمه الريادي المعماريين في المنطقة العربية والعالم، ويبعث باللغة العربية رسالته كمركز محلي وإقليمي وعالمي لتصورات واستراتيجيات المستقبل، ويرسخ موقع دبي ودولة الإمارات وجهة عالمية لثقافة تخيّل وتصميم وتنفيذ الرؤى المستقبلية، ليشكل تصميمه الإبداعي مرجعاً ملهماً للعديد من المشاريع الإبداعية العربية التي تستعيد بهاء ورونق الخط العربي في نسيجها وتصاميمها وهويتها، وتعزز مكانة اللغة العربية كلغة للمستقبل والعلم والمعرفة والأدب والثقافة والمعمار والفن، وتقدّم للعالم لوحات فنية إنسانية نابضة بالحياة؛ كما هو متحف المستقبل في دبي. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :