أسدلت هيئة الأدب والنشر والترجمة، يوم (السبت) الستار على معرض جدة للكتاب لعام 2022م، الذي شهد مشاركة أكثر من 900 دار نشر محلية وعربية ودولية، ونحو 400 جناح معرفي، وقدم برنامجه الثقافي ما يزيد عن 100 فعالية ثقافيةٍ أدبية، فضلاً عن إقامة مؤتمرين متخصصين تزامناً مع المعرض، وهما الأولان من نوعهما في المملكة؛ مؤتمر الخيال العلمي ومؤتمر النشر الرقمي. وبدوره، أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان، أن القطاع الثقافي يحظى برعاية كريمة ودعم واهتمام غير محدود من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء (حفظهما الله ورعاهم)؛ سعياً إلى أن تكون الثقافة قوة المملكة الناعمة، ومنجزاً حضارياً يواكب النقلات النوعية التي تمر بها المملكة في شتى المناحي، واصفاً معرض جدة للكتاب 2022 بـ«النافذة المعرفية التي يطل من خلالها العالم على السعوديين وثقافتهم». وثمّن د. علوان توجيهات ومتابعة واهتمام صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة الهيئة، في دعم معرض جدة للكتاب 2022، وتوفير كافة الإمكانات اللازمة للخروج بالصورة التي تليق بمكانة المملكة على المستويين الإقليمي والعالمي، وتعزيز حضور الثقافة السعودية كأحد روافد القوة الناعمة للمملكة، مضيفاً بأن مدينة جدة تسهم بقوة في المشهد الثقافي العربي والدولي، إذ تستمد قوتها من تاريخ وإرثٍ ثقافيٍ عريق، وبيئة خصبة حاضنة للإبداع والمبدعين. وكانت الهيئة قد أطلقت يوم الخميس الثامن من ديسمبر تحت قبة “سوبر دوم”، أول دورةٍ من المعرض تُنظم في جدة منذ نقل اختصاصات معارض الكتاب إلى وزارة الثقافة، وحظي المعرض بإقبالٍ واسع من الزوّار والقُراء من داخل المملكة وخارجها، مقدماً على مدى عشرة أيام متواصلة رحلة معرفية شاملة ومتكاملة، من خلال البرنامج الثقافي الثري الحافِل بالفعاليات النوعية ونخبة من المشاركين والمتحدثين، متضمناً بذلك ندواتٍ حوارية، وجلسات (حديث الكتاب) مع مؤلفي الكُتب والمؤثرين، إلى جانب أمسيات شعرية، وورش عمل، وحفلتين غنائيتين للفنانة ولاء الجندي، وعائلة طارق العربي طرقان، ومجموعة واسعة من الفعاليات الموجهة للطفل. وصاحب المعرض تنظيم مؤتمر الخيال العلمي مع انطلاقة المعرض، الذي قدم لحضوره على مدى يومين 12 جلسةٍ حوارية، وثلاث ورش عمل، وجلستي حديث الكتاب، بحضور 59 متحدثاً محلياً ودولياً، وجملة من الفعاليات النوعية التي استمرت بعد انتهاء المؤتمر طيلة فترة أيام المعرض؛ ومنها ركن هواة جمع المقتنيات؛ حيث يعرض هواة “الخيال العلمي” مقتنياتهم؛ لفتح المجال للنقاش، ومشاركة الخبرات، أو تبادل المقتنيات مع الحضور، واحتضانه لجداريتين تفاعليتين؛ الأولى جدارية تفاعلية لإبراز الاختراعات البشرية المستوحاة من أدب الخيال العلمي، والثانية مخصصة لتاريخ الخيال العلمي؛ لتُبرز أهم أعماله منذ نشأته وأبرز الإسهامات العربية فيه على مدار الزمن. كما خصص المؤتمر جلسات لأندية القراءة؛ لمناقشة كتب الخيال العلمي، بالإضافة إلى فعالية (اصنع قصتك) الموجهة للأطفال لمساعدتهم على كتابة قصة إبداعية وطباعتها، حيث يسلط الضوء على الإمكانات غير المستغلة للخيال العلمي، بوصفه منطقة غنية لنمو الكتاب والناشرين في المملكة والمنطقة، ويتمحور حول إلهام العلماء، وصناعة الكُتب ثلاثية الأبعاد، وعالم الكتب الصوتية، والمواءمة بين حقوق الملكية الفكرية الدولية والثقافة المحلية، وآلية تعامل المترجمين مع النصوص، وأسباب انتشار المانجا من اليابان إلى أنحاء العالم بهذه السرعة والنطاق الواسع، وتحفيز القدرة على استلهام قصص الفانتازيا من الثقافة المحلية. وشهد معرض جدة للكتاب 2022 كذلك تنظيم مؤتمر النشر الرقمي، وتضمن في يومٍ واحد سبع ندوات حوارية، وورشتي عمل، وجلستي حديث الكتاب، بمشاركة متحدثين وخبراء سعوديين ودوليين، متناولاً بذلك القضايا الجوهرية في حركة النشر الرقمي، والمبادرات النوعية والمبتكرة، وأفضل الممارسات في التسويق والتوزيع وحقوق الملكية الفكرية للكتب في سوق النشر الرقمي، ورقمنة كتب الأطفال، وأحدث تقنيات النشر، وتبادل الخبرات والأفكار، حيث يأتي المؤتمر لمواكبة التطورات العالمية التي يشهدها هذا القطاع الحيويّ والإبداعي، وذلك في ظل ما يشهده سوق النشر الرقمي من نموٍ مطرد ومتسارع في الوطن العربي والعالم. ويأتي معرض جدة للكتاب ضمن المبادرة الإستراتيجية لهيئة الأدب والنشر والترجمة “معارض الكتاب” التي انطلقت لهذا العام بمعرض المدينة المنورة للكتاب في يونيو، ثم معرض الرياض الدولي للكتاب أواخر شهر سبتمبر، وختمتها عامها الحالي بهذا المعرض، على أن تُطل من جديد في الربع الأول من 2023، من خلال تنظيم معرض المنطقة الشرقية للكتاب في مارس المقبل، وذلك في إطار التوسع بإقامة معارض الكتاب بالمملكة، بوصفها نوافذ ثقافية تجمع صُنّاع الأدب والنشر والترجمة، من المؤسسات والشركات المحلية والدولية مع القراء والمهتمين.
مشاركة :