منذ وقت طويل استحوذت فكرة الحياة الذكية خارج كوكب الأرض على العلماء والجمهور على حدّ سواء، وبرزت العديد من النظريات حول ما قد يكون أو لا يكون موجودًا في أعماق الفضاء. دراسة حديثة الآن قدمت تفسيرًا جديدًا لسبب عدم زيارة الكائنات الفضائية "إن وجدت" لكوكبنا؛ لأنه لا توجد علامة على وجود ذكاء هنا، وتقصد الدراسة أننا لم نرسل إشارات يمكن اكتشافها من الفضاء إلا منذ ثلاثينيات القرن الماضي، لذلك لم يكن لدى الكائنات الفضائية الوقت الكافي لتلقي الرسالة أو الرد عليها. الباحثون في الدراسة قالوا إن موجات الراديو وصلت إلى حوالي 15 ألفًا من النجوم والكواكب التي تدور حولها من أصل 400 مليار نجم في مجرة درب التبانة. وعلاوة على ذلك كتب معدّ الدراسة، أمري واندل، عالم الفيزياء الفلكية، في الورقة البحثية؛ أن أي رسالة ردّ من الكائنات الفضائية تستغرق وقتًا للعودة. وبشكل أساسي، وفق روسيا اليوم، فقط النجوم التي تقع في نطاق 50 سنة ضوئية لديها الوقت الكافي للاستجابة منذ أن بدأت الأرض في البثّ في أعماق الفضاء. وليس هذا فقط ولكن الإشارات الراديوية الأولى للأرض لم يتم إرسالها عن عمد إلى الكون؛ ما يعني أنه سيكون من الصعب على الكائنات الفضائية تمييزها بسبب الاختلاط الذي ستكون عليه بعد وصولها إلى الفضاء لمدة سنة ضوئية واحدة. ولم نرسل حتى عام 1974 أول بث متعمّد عالي الطاقة للكائنات الفضائية برسالة Arecibo. ومع ذلك كانت هناك خطط منذ ذلك الحين لإرسال رسالة أخرى في شكل رسالة منارة في المجرة "BITG". وستتضمن أكثر من رسالة Arecibo رسمًا للحمض النووي والنظام الشمسي، ورسمًا تخطيطيًّا لشكل الذكر والأنثى، ولكنها ستحتوي أيضًا على الكثير من المعلومات حول الرياضيات والعلوم الأساسية. وكل هذا دليل على أن الحياة خارج كوكب الأرض لم يكن لديها الوقت الكافي للرد علينا؛ كما يقول الباحثون. ويعتقد واندل أن نظريته تشير إلى عدم وجود كائنات فضائية ذكية في غضون 50 سنة ضوئية من الأرض، لكن هذا لا يستبعد وجودها في مكان ما في الكون، وقد يكون السبب أنها تنتظر وصول إشارات الأرض التكنولوجية إليها، أو أن ردّها لا يزال في الطريق. وكتب واندل: "يُعرّف احتمال الاتصال بأنه: فرصة للعثور على حضارة قريبة بما يكفي بحيث يمكنها اكتشاف أول انبعاثات الراديو "الغلاف الراديوي"، وإرسال مسبار يصل إلى النظام الشمسي في الوقت الحالي''. ووجد أن احتمال الاتصال الحالي بالأرض منخفض جدًّا ما لم تكن الحضارات وفيرة للغاية. وأضاف: "يُعرّف عصر الاتصال بأنه هو: الوقت "منذ بداية البث اللاسلكي" الذي يصبح فيه احتمال الاتصال هو وحدة النظام. وفي ذلك الوقت تصبح المسابير "أو الرسائل" الغريبة أكثر احتمالًا. وما لم تكن الحضارات وفيرة للغاية، يظهر أن عصر الاتصال يتراوح بين بضع مئات إلى بضعة آلاف من السنين، ويمكن تطبيقه ليس فقط على المسابير المادية، ولكن أيضًا على عمليات النقل "مثل SETI". وبالتالي فقد ثبت أن الحضارات من غير المرجح أن تكون قادرة على التواصل ما لم تكن حياتها التواصلية على الأقل بضعة آلاف من السنين".
مشاركة :