لا يزال الشارع التونسي منقسما حول رؤيتين متضادتين تطبعان مشاركة المنتخب في مونديال قطر 2022، الأولى تقرّ بخروج مشرف لنسور قرطاج بعد تحقيقهم لتعادل وانتصار وخسارة، والثانية تذهب في الاتجاه المعاكس تماما لجهة أن هذه النتيجة تم تحقيقها سابقا، وكأن التونسيين لم يغادروا مربع الحلم الذي جسدوه في مونديال الأرجنتين عام 1978. تونس - فتح طارق ذياب نجم الكرة ووزير الشباب والرياضة التونسي السابق النار على الاتحاد التونسي لكرة القدم، مؤكدا أن مشاركة "نسور قرطاج" في بطولة كأس العالم 2022 لم تكن جيّدة. وقال ذياب في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية السبت "حققت تونس تعادلا وفوزا وهزيمة، ظاهريا يبدو أمرا جيدا، فقد حصدنا أربع نقاط، لكن هي نفس النتائج التي حققناها في مونديال الأرجنتين 1978، لكن هل يصح أن نكتفي بتكرار النتائج بعد كل هذه السنوات؟ هل علينا أن ننتظر مثل هذه السنوات كي نحصد 5 نقاط أو نتأهل إلى دور الـ16 أو دور الثمانية وقبل النهائي؟". وأكد ذياب الذي كان ضمن المنتخب التونسي الذي شارك في مونديال 1978 بالأرجنتين في إشارة إلى تأهل فرنسا وأستراليا من المجموعة “ربما كان سيبدو الأمر مقبولا إذا تأهلت الدنمارك وفرنسا، حيث كان من الممكن أن نقول إنها مشاركة عادلة وجيدة، ولكن من كنا نعتبره الأضعف هو الذي ترشح، وبالتالي مشاركتنا لم تكن جيدة”. وبالتوازي مع هذه الرؤى المختلفة في تقييم أداء المنتخب التونسي الذي حقق انتصارا تاريخيا على المنتخب الفرنسي بطل كأس العالم في 2018 والمرشح الأوفر حظا لحصد النجمة الثانية على التوالي عندما يخوض نهائي مونديال قطر اليوم الأحد أمام الأرجنتين، تبدو الأمور ضبابية بالنسبة إلى شق واسع من التونسيين الذين علقوا آمالا كبيرة على منتخب شاب ومجموعة متكاملة كان بإمكانها أن تصنع الحدث وتسير على درب ما حققه المنتخب المغربي ببلوغه المربع الذهبي. طارق ذياب: الاتحاد ليس قويا وهذا ما جعل الكرة التونسية تزداد سوءا طارق ذياب: الاتحاد ليس قويا وهذا ما جعل الكرة التونسية تزداد سوءا هنا تبدو المقاربة ضبابية وتحتاج إلى تحليل واسع ورؤية أعمق لفهم الأزمة الحقيقية التي تحيط بنسور قرطاج، هل هي متعلقة بالهيكل العام ممثلا في سلطة الإشراف وبتخصيص أدق الاتحاد التونسي لكرة القدم واختياراته للمدرب والإطار الفني المشرف أم أنها كامنة في عقيدة التونسيين الأزلية التي لا تروم تفسير الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا الفشل والخروج في كل مرة من الدور الأول وإلقاء اللوم على المدرب والتضحية به ككبش فداء. وواصل ذياب انتقاده للاتحاد التونسي والدور الموكل إليه، لا بل إنه أكد أنه لا مجال لمقارنته بنظيره المغربي "لا يمكن المقارنة، لأن إنجاز المغرب لم يأت بالصدفة، هناك عمل ومجهود كبير وتنظيم، أما نحن فماذا كان لدينا؟". وأضاف "قبل خوض بطولة كأس العالم، كنا نتشاجر في النقاشات الرياضية حول اختيار الأسماء التي ستشارك من اللاعبين ومن لن يشارك، لدينا مشكلات، فالدوري التونسي لا نعرف متى يبدأ ومتى ينتهي، بطولة تقام بنظام مجموعتين حسب أهواء رئيس الاتحاد وحسب مشكلاته". على الجهة المقابلة لا تزال رؤية الاتحاد التونسي ضبابية ولم يدل رئيسه وديع الجريء بدلوه إلى حد الآن ولم يشأ التصريح منذ عودة المنتخب من قطر في الثاني من ديسمبر الجاري واكتفى باجتماع إطاري داخلي ليعلن فيه عن عودة نشاط البطولة. وكشفت مصادر إعلامية محلية وقنوات تلفزيونية أن رئيس اتحاد كرة القدم قرر عدم الخوض في مشاركة المنتخب التونسي ولا ينوي حضور الجلسات اليومية التي تخصّصها أكثر من قناة محلية لتغطية حدث المونديال. وتداولت بعض المواقع الرياضية خبر تواصل الاتحاد التونسي مع العديد من الوجوه التدريبية لقيادة نسور قرطاج خلفا لجلال القادري أبرزها المغربي بادو الزاكي، ليرد الأخير بأنه لا يروم التأكيد أو النفي حول صحة هذا الخبر ما لم يتم التصريح به رسميا من الجهات المعنية. وواصل ذياب انتقاده للدوري التونسي، قائلا "بطولتنا هي الأضعف بين مسابقات الدوري العربية، فمثلا حكام بطولتنا ليسوا من الحكام المؤهلين لكأس العالم، هل هذا لأن فيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) ضدنا؟ بالتأكيد لا، لكن لأنه يعرفنا جيدا، لنا سمعة سيئة لدى الأفارقة وفيفا وهذا لأن التحكيم يلعب دورا سيئا". ◙ مواقع رياضية تداولت خبر تواصل الاتحاد التونسي مع وجوه تدريبية لقيادة نسور قرطاج أبرزها المغربي بادو الزاكي وأضاف "الاتحاد لدينا ليس قويا وليس نزيها، وهذا ما جعل الكرة التونسية تزداد سوءا.. رئيس الاتحاد هو مسؤول في الاتحاد خلال فترة أقيمت فيها 4 نسخ من بطولة كأس العالم، تأهل منتخبنا إلى نهائيات اثنتين منها ولم نتأهل في اثنتين، لو كنت أنا رئيسا للاتحاد لفترة شهدت 4 نسخ من بطولة كأس العالم لتأهلنا في المرات الأربع". وعن تصريحه خلال مونديال روسيا 2018 الذي طالب فيه بتنحي رئيس الاتحاد التونسي، قال "طبيعي أن أطلب ذلك لأنه لم يحسن شيئا، دائما ما يقول إنه حقق عائدات مالية، أي منتخب يتأهل للمونديال يحصد المال، منتخب المغرب الآن ضمن الحصول على 25 مليون يورو حيث ضمن المركز الرابع على الأقل، وإذا فاز بالمركز الثالث سيحصل على 28 مليون يورو". وتابع “لم يخرج رئيس الاتحاد المغربي ليقول إنه حقق عائدات، من يقول أمرا كهذا فهو يفتقد الثقة.. ليس هناك أي إنجاز من جانب الاتحاد التونسي، حتى في بطولتنا المحلية، شهدنا إقامة بضع مباريات فقط، وهناك مباريات تباع وتشترى، بدليل أن هناك نتائج غريبة مثل التعادل (3 – 3) و(7 – 7)، هناك فرق تهبط وتصعد بتدخل من الاتحاد". وعن الحلول التي يراها ممكنة للنهوض بكرة القدم التونسية، قال "هناك حلول بالطبع، تدخل الوزارة والدولة، يجب أن يكون هناك وزير قوي ورئيس اتحاد قوي يفرضان على الدولة الاعتناء بالبنية التحتية".
مشاركة :