يوم تلو الآخر يثبت النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي أنه يستحق مكانة بين كبار كرة القدم علي المستوي العالمي، وأن السنوات المقبلة ربما تحمل له المزيد من المجد والشهرة، وقد يصبح يومًا ما نجم الشباك الأول بل يرشحه البعض لإزاحة بيليه من على عرشه في تاريخ كؤوس العالم. في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، تصدر النجم الفرنسي شاشات كل وسائل الإعلام بعدما دار الجدل حول مصيره ما بين البقاء في ناديه الحالي باريس سان جيرمان أو الرحيل إلى العملاق الإسباني ريال مدريد، وفي النهاية اختار البقاء في مكانه في صفقة خيالية. عقد خيالي صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية كشفت فيما بعد أن عقد مبابي الجديد مع باريس سان جيرمان، جعله اللاعب الأعلى أجرًا على الإطلاق في تاريخ الرياضة ككل، وليس فقط كرة القدم، مشيرة إلى أنه حال استمراره مع ناديه حتى صيف 2025، فإنه سيحصل على إجمالي 630 مليون يورو، لاسيما أن عقده يمتد لعامين مع خيار لعام إضافي لا يتم تفعيله إلا بموافقة مبابي. وأشارت الصحفية إلى أن مبابى يحصل على 72 مليون يورو في الموسم الواحد، مؤكدة أن هناك متغيرات هائلة يحصل عليها مبابي في العقد الجديد، تتمثل في حصول اللاعب على 180 مليون يورو كمكافأة توقيع. ظاهرة مبابي عقد مبابي الجديد مع باريس سان جيرمان جعله موضع تساؤل للجميع حتى غير المهتمين بكرة القدم أساسًا، وبات الكل يسأل من أين جاء هذا اللاعب ليصبح الرياضي الأغلي في التاريخ؟ ولد مبابي في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية، باريس، تدعى بوندي، في 20 ديسمبر عام 1998، وبالتأكيد هذا التاريخ مميز لكل الفرنسيين كونه العام الذي فاز فيه الديوك بأول لقب في تاريخ مشاركاتهم في كؤوس العالم. ولد كيليان وسط عائلة رياضية بامتياز فالأب مدرب كرة قدم من أصول كاميرونية، ويدعى وويلفريد هايلز، بينما والدته لاعبة كرة يد من جذور جزائرية، وتدعى فايزة. بدأ الصغير كيليان مسيرته مع نادي بوندي قبل أن ينتقل إلي نادي موناكو، وهناك فرضت موهبته نفسها بشدة بعدما أصبح أصغر لاعب يشارك مع الفريق الأول في تاريخ النادي متخطيًا الأسطورة تيرى هنري، بعدما شارك مع الفريق للمرة الأولي وهو يبلغ من العمر 16 عامًا في موسم 2015/ 2016. بزوغ نجمه مبكرًا بزوغ نجم كيليان مع موناكو في الدوري الفرنسي وفي دورى أبطال أوروبا جعله محط أنظار كل عمالقة أوروبا، وذلك للمرة الأولى وفاز به بالتأكيد باريس سان جيرمان في صفقة قياسية بلغت 180 مليون يورو عام 2018. لم يكن يحتاج مبابي أيضًا ليثبت تألقه علي الصعيد الدولي مع المنتخب الفرنسي، ونجح في قيادة منتخب الديوك الفرنسية لحصد ثاني كأس عالم في تاريخهم في مونديال روسيا 2018 وهو في عمر 19 عامًا و6 أشهر، ولم تكن مشاركة شرفية إنما ساهم بقوة مع رفاقه في حصد اللقب الأغلى. تفوق على ميسي وبعد مرور أربع سنوات، بات كيليان على بعد خطوة واحدة من تحقيق اللقب للمرة الثانية على التوالي لدرجة أن المقارنات مع ميسي على صعيد المشاركة في آخر نسختين من كأس العالم تصب في صالحه رغم أنه لم يتخط حاجز الـ 24 عامًا. لعب ميسي 930 دقيقة خلال النسختين نجح في تسجيل 6 أهداف وتقديم 5 تمريرات حاسمة، ونجح في المراوغة 38 مرة، وصنع 28 فرصة، فيما خاض مبابي 1011 دقيقة خلال نسختي 2018 - 2022، نجح في تسجيل 9 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين، وصنع 20 فرصة ونجح في المراوغة 53 مرة. ينافس بيليه وفي هذه النسخة من المونديال، أصبح كيليان مبابى أول لاعب فرنسي يسجل أكثر من 4 أهداف في دورة واحدة من كأس العالم منذ جوست فونتين عام 1958، كما كسر رقم رايموند كوبا، الذي كان قد ساهم في 6 أهداف على التوالي لصالح المنتخب الفرنسي في نسخة عام 1958، ليساهم في 7 أهداف على التوالي بالنسخة الحالية من كأس العالم. وبات نجم باريس سان جيرمان هو أول لاعب يسجل 4 أهداف بقميص منتخب فرنسا، في نسختين مختلفين من كأس العالم، إضافة إلى ذلك رفع رصيده إلى 9 أهداف بتاريخ مشاركاته في المونديال، وهذا ليس بالرقم السهل لأنه يعني تخطي أرقام أساطير مثل الأرجنتينى دييجو أرماندو مارادونا، والبرتغالي كريستيانو رونالدو بعد تسجيلهما 8 أهداف فقط. وفي حالة تتويج مبابى مع منتخب فرنسا بمونديال قطر 2022، سيكون متاحًا بالنسبة له تحطيم أهم رقم في عالم كرة القدم، والذي ينفرد به الأسطورة البرازيلية بيليه صاحب الـ 3 كؤوس عالم أعوام 1958 و1962 و1970، خاصة أن مبابي صغير في السن ولا يزال أمامه الوقت لتحقيق إنجازات أخرى.. فهل سينجح مبابي في قيادة منتخب فرنسا للتتويج باللقب الثاني على التوالي؟
مشاركة :