السكرتير الشخصي السابق لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لـ«الاتحاد»: أبوظبي عاصمة للتسامح

  • 12/18/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المونسينيور الأب يوأنس لحظي جيد، السكرتير الشخصي السابق لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، رئيس مؤسسة الأخوة الإنسانية المصرية، دور الإمارات الرائد في تعزيز الأخوة الإنسانية، والتي أصبحت محط أنظار العالم وعاصمة للتسامح، وذلك بفضل قيادتها الرشيدة، المؤمنة بالأخوة الإنسانية. وثمن دور الإعلام الإماراتي المسؤول، والذي يعد القدوة والمثل الذي يحتذى به للإعلام العالمي في التعاطي مع الأخوة الإنسانية والقيم الإنسانية، وما جاء بوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية. وقال في حوار مع «الاتحاد»: «إن بصمات الإمارات الإنسانية واضحة في كل مكان، كما أنها تعمل بشكل دؤوب على تنظم واستضافة اللقاءات والمؤتمرات والمنتديات الخاصة بالسلم والتعايش، لتواصل دورها في جمع الناس، لا تفريقهم، لأن كلمتها مسموعة وتتمتع بالشفافية والمصداقية، لذا نجد أن كل ما يخرج من توصيات تحظى بالقبول لدى المؤسسات كافة». وتابع: «لا توجد أي مبالغة عند تسمية أبوظبي عاصمة التعايش والتسامح، وأيضا ليس من باب المصادفة أنها كانت العاصمة التي اختارها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية والتي يطلق عليها وثيقة أبوظبي، وكذلك ليس غريبا أن تكون دولة الإمارات هي راعية هذه الوثيقة التي بدأت تعطي ثماراً في شتى بقاع الأرض، وأصبحت دليلاً يهتدي به الكثيرون».  وأضاف: «إن مشروع البيت الإبراهيمي الذي يعد أول ثمار وثيقة الأخوة الإنسانية، يشكل رمزاً وتحقيقاً لإمكانية عيش أتباع الأديان المختلفة بتجاور وإخاء، كلٌ بحسب دينه وطقوسه ومعتقداته، في مكان واحد، حيث يتوجهون لله الخالق وللسماء، كل يتوجه بحسب شعائره الدينية من دون أن يرى في ذلك دافعاً للتخاصم، بل يرونه حافزاً على عيش الاحترام المتبادل والأخوة والتعايش».  وأكد أن وثيقة «الأخوة الإنسانية» تؤسس لمفهوم أن الإيمان بالله يجب أن يدفع المؤمنين للعيش بخير وتسامح لا للتصارع ولا يحق لأحد أن يستخدم اسم الله لتبرير العنف أو القتل. وقال: «تقوم الوثيقة على حقيقة أننا جميعاً إخوة في الإنسانية وأن الإيمان بالله يدفعنا للعمل لرفع المعاناة عن إخواننا المحتاجين والفقراء، ويشرفني هنا التحدث عن مؤسسة الأخوة الإنسانية التي أتشرّف بخدمتها والتي نسعى من خلالها إلى ترجمة الوثيقة لواقع ملموس عبر خمسة مشاريع خيرية، هي: «مستشفى بامبینو جیزو للأمومة والطفولة دار واحة الرحمة للأیتام، ومدرسة الأخوة الإنسانية لذوي القدرات الخاصة، ومبادرة القوافل الطبیة، ومبادرة مطاعم الأخوة الإنسانية». وشدد على أن كل هذا يؤكد أن الوثيقة تتحول كل يوم لثقافة ولمبادرات ولمناهج ولأعمال خير موجهة للجميع دون أي استثناء مغيرة بذلك مفهومنا السابق لفعل الخير، لتجعله مفهوما عالمياً يتخطى كل التصنيفات سواء كانت دينية أو عرقية أو غيرها من الحدود التي فرضها البشر على أنفسهم. وفي ما يتعلق بالتحالفات الدينية ودورها في مكافحة التغير المناخي وتعزيز الأخوة بين بني البشر، أوضح أن «دور ومسؤولية الأديان ورجال الدين وجميع المؤمنين هو الاتحاد معاً والعمل معاً، لأن القضايا الكبرى والعامة لا نستطيع أن نواجهها بمفردنا، ودربنا جميعاً في مواجهتها يبدأ من تعزيز الأخوة لأننا إن لم نؤمن بأننا إخوة خلقنا الله ونحيا على هذه الأرض وعلينا جميعاً أن نحافظ على الأرض والتي هي بيتنا المشترك، لن نترك للأجيال القادمة سوى الموت والدمار والخراب، وإن مسؤولية مكافحة التغير المناخي هي مسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية». وفي ما يتعلق بأثر إشراك مجتمعات الأديان في صياغة أجندة قمة العشرين وما وراء ذلك، أكد أنه لن يتمكن قادة دول العشرين من مواجهة المشاكل العالمية دون الاعتماد والتعاون مع الشعوب والأديان والأشخاص، وأفضل الاقتراحات والتوصيات إن لم تجد من ينفذها ويقنع الناس بتنفيذها ستبقى حبراً على ورق لذا فنحن بحاجة إلى خلق «تضامن عالمي» يشمل الجميع ولا يستبعد أحداً.  وأكد أن قادة الأديان لهم تأثير في صياغة وعي وثقافة الشعوب، ومن منطلق هذا التأثير تأتي مسؤوليتهم في الدفع باتجاه دور فاعل للدين في حل المشكلات العالمية، بالشراكة مع الساسة وصناع القرار، وهي فرصة لتظهر الأديان كما أرادها الله أن تكون، أداة خير وبناء وإصلاح، لا أداة فرقة وتدمير. وبيّن: أن يجتمع أكثر من مائة وخمسين شخصية دينية في أبوظبي وينتهوا بمقترحات وتوصيات واضحة هذا في حد ذاته نجاح كبير للمنتدى وللقائمين عليه وللمنظمين له وقبل كل شيء لدولة الإمارات التي دعت ودعمت الجميع وستحمل صوتهم لقادة الدول العشرين، ولا يسعنا هنا إلا أن نرفع الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لرعايته لهذا المنتدى، وللفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وفريق عمله لتنظيم هذا المنتدى، ولجميع الذين شاركوا بالحضور والتفاعل وإنتاج التوصيات التي سترفع لقمة العشرين التي ستعقد بالهند سنة 2023. أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد: تعزيز المكانة الريادية للإمارات وطموحاتها المناخية سلطان القاسمي يؤكد أهمية رعاية الأجيال دور الإعلام عن دور الإعلام في ترسيخ القيم الإنسانية، قال: «طالما كان الإعلام أداة لتشكيل وعي الشعوب وترسيخ الرأي العام، نرى أن عليه مسؤولية كبيرة في ‏الترويج لقيم الأخوة الإنسانية والتسامح والتعايش باعتبارها قيماً عليا تبنى عليها المجتمعات، ‏ولا يمكننا التغاضي عن أوقات مضت لعب فيها الإعلام دوراً مؤسفاً في الترويج لخطاب الكراهية والتفرقة، ونعتقد أنه آن الأوان للإعلام أن يمحو ذلك الماضي ويبدأ صفحة جديدة يكون شعارها الإعلام من أجل الإنسانية، ودور الإعلام، هو توعية وإفاقة الشعوب، فالإعلام يجب أن يكون ضمير الشعوب اليقظ، والمروج للقيم الإنسانية، وما أحوجنا في هذه اللحظة إلى إعلاميين وإعلام مسؤول، يدرك أهمية الكلمة ويفكر فيها، فبالكلمة يمكن أن تحيى شعوب، وبالكلمة يمكن أن تقتل شعوب، وبالكلمة يُبسط التسامح والسلام، وبالكلمة نستطيع إشعال الفتن والتناحر».  وأكد أن «دور الإعلام في الإمارات مهم جداً، لأن توجه الدولة توجه التعايش والتسامح وهو ما نراه في كل سطر، وأعتقد أنه نموذج يجب الاحتذاء به في الدول، فالإعلامي طبيب وجراح يسعى لإيجاد العلاج».  رسالة رجال الدين بيّن أن «رسالة رجال الدين هي صوت من لا صوت له، وأود التأكيد في ما يخص منتدى «الأديان لمجموعة العشرين»، الذي جاء تحت عنوان: «إشراك مجتمعات الأديان في صياغة أجندة قمة العشرين وما وراء ذلك»، بتنظيم مشترك بين جمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، وتحالف الأديان لأمن المجتمعات، أنه مؤتمر مهم، وأتوجه بخالص الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على رعايته للمؤتمر، وإلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على تنظيمه للمؤتمر وعلى حضوره، إلى جانب حشد كبير من قادة الأديان من مختلف أنحاء العالم، والذي خرج بتوصيات عملية وهي خطوة مهمة تؤكد أهمية دور الإمارات التي تعهدت بإيصالها لقادة دول العشرين في الهند العام القادم، وفي صوت رجال الدين يسمع القادة صوت الشعوب، حيث كانت التوصيات مهمة، وجادة، وواضحة، ومختصرة، ومفيدة، تؤكد أن رجال الدين قريبون من المؤمنين حيث نقلوا آلام من تأثروا بالأزمات كحرب أوكرانيا وروسيا، وجائحة كورونا، وغير ذلك».

مشاركة :