ينشط معهد الشارقة للتراث في مهمة حفظ وصون وتوثيق الحرف والمهن الشعبية الإماراتية العريقة، وآخر تجليات هذه العناية تجسدت في فعاليات ملتقى الحرف التراثية المتواصلة هذه الأيام بمقر المعهد، وفي هذا السياق تداول المعنيون نقاشاً ثراً من خلال ندوات فكرية عامرة تناولت صون التراث الثقافي.. حيث يجري التركيز هذا العام على تراث الإمارات بشكل خاص في اطار فعاليات ملتقى الحرف الذي اتخذ الحياكة والتطريز في الامارات عنواناً له، بهدف تدارك ما طواه النسيان وغاب عن الذاكرة. أربع حرف البيان التقت ذكريات معتوق، رئيسة قسم المعارض والمقتنيات بمعهد الشارقة للتراث، فأشارت في حديثها إلى نجاح الفعالية واستمرارها حتى وصلت إلى الدورة العاشرة مؤكدة أن الحرف اليدوية الحياكة والتطريز تعد من روافد التراث.. ونبهت ذكريات إلى أن ثمة خصوصية للأدوات المستعملة في هذا الفن الذي ينطوي على أنواع من التطريزات لا تستخدم إلا في مجتمع الإمارات فقط، وأضافت انه يتم الاحتفاء في هذه الدورة بأربع حرف هي صناعة التلي والفروخه والبشت والزربول. وأضافت: كان هناك دور كبير لشبكات التواصل الاجتماعي لجذب فئة المراهقين، حيث تم تنسيق مشاركات للتصوير والمحبين للرحلات والفرق التطوعية المكونة من الأجيال الصاعدة، لنحصل على متابعة نوعية للتراث من خلال شرائح وفئات جديدة. الجمع الميداني وضمن الفعاليات التي تنتظم الشارقة هذه الأيام يشارك عدد من الباحثين بأوراق عمل متنوعة تثري الندوة الفكرية التي ينظمها الملتقى، حيث تناول محمد حسن عبدالحافظ المدير الأكاديمي بمعهد الشارقة للتراث في ورقته التي جاءت بعنوان دليل الجمع الميداني في مجال الحرف التراثية.. حيث أفاد أن دليل العمل الميداني يعد أحد الأساليب المعتمدة في جمع عناصر المادة التراثية ومن أدواته الرئيسة، وتعرج الورقة على مختلف أساليب الجمع الميداني وعلى التجارب العالمية المتعددة في صناعة الأدلة الميدانية وعلى المشكلات المتصلة باستخدام الدليل. رمز للهوية عرض عبدالعزيز رزناره مسؤول العلاقات الدولية بالمعهد في ورقته المعنونة ب مقاربة نحو تطوير الحرف التراثية في الإمارات، الواقع الحالي لأغلب الحرف اليدوية التي لاتزال تمارس على مستوى الدولة والتذكير بالمشكلات التي تعيق تطورها وانتشارها، سواء من ناحية التسويق أو إيجاد اليد العاملة المحلية لضمان استمراريتها كرمز للهوية التراثية للبلاد. وأوضحت مريم الزعابي الباحثة في التاريخ الشفاهي من الأرشيف الوطني، من خلال ورقتها الحرف التراثية في الامارات بين الأصالة والتقليد، تعريف معنى الحرف التقليدية ووصفها لبعض الحرف التي كانت متداولة في الدولة ومن أبرزها حرفة الغوص على اللؤلؤ وقدمت نبذة مختصرة عن بعض تلك المهن التي ارتبطت بها كـ السردال والنوخذة.. وتناولت دور المرأة الإماراتية في إثراء هذه المهن والحرف مع التركيز على فن الحياكة، كما تم عرض مختصر عن الأزياء الشعبية التي كانت متداولة في السابق والتي كانت ترتديها المرأة الإماراتية رمز العفة والحشمة. التلي يمثل التلي لباس المرأة قديماً ويصنع بواسطة 6 بكرات من خيوط تثبت على مخدة الكاجوجة، يتوسطها خيط من الفضة ملفوف على بكرة، ويتم تطريز الملابس المنقوشة كذلك بالخوار أو الزري، وهي خيوط ذهبية.
مشاركة :