دعا الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو المستثمرين الإماراتيين إلى الاستفادة من الفرص المتاحة في بلاده من خلال إنشاء شراكات استراتيجية اقتصادية جديدة بين قطاعي الأعمال الإماراتي والمكسيكي، معرباً عن رغبة بلاده بالانفتاح على الإمارات خصوصاً وأن الإمارات بلد متقدم يمتلك رؤية واضحة واستراتيجية للمستقبل. وأكد الرئيس المكسيكي وجود فرص استثمارية للشركات الإماراتية في قطاعات متعددة أبرزها التعليم والتجارة والصناعة والخدمات المالية والطاقة، مشيراً إلى أن بلاده اعتمدت إصلاحات رئيسية ساهمت بتعزيز تنافسية الاستثمار في بلاده، وموضحاً أن التصدير إلى المكسيك يتيح فرصاً في حوالي 46 سوقاً مختلفاً والوصول إلى 140 مليون مستهلك. تصريحات الرئيس المكسيكي خلال منتدى الأعمال الإماراتي المكسيكي الذي نظمته بالأمس غرفة دبي بالتعاون مع السفارة المكسيكية في الدولة ومؤسسة برو مكسيكو في فندق ميناء السلام بدبي على هامش زيارة الرئيس المكسيكي والوفد المرافق إلى الدولة. شهد المنتدى ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي وهشام الشيراوي، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة دبي، وحمد بوعميم، مدير عام الغرفة والديفونسو غواخاردو، وزير الاقتصاد المكسيكي وفرانسيسكو غونزاليس، مدير عام برو مكسيكو إضافة إلى مشاركة واسعة من المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص في دبي. وتحدث الرئيس المكسيكي عن اقتصاد بلاده واصفاً إياه بالمستقر حيث إن التضخم وصل العام الماضي إلى أدنى مستوياته بأقل من 2%، في حين أن 50% من السكان هم من الشباب، ويتخرج سنوياً من الجامعات المكسيكية 100 ألف مهندس. رؤية وختم كلمته بالقول إن المكسيك والإمارات تتشاركان رؤية واحدة للمستقبل، وحريصتان على تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما والاستفادة من الإمكانات الموجودة لدى الطرفين من أجل مستقبل مزدهر، معرباً عن أمله أن يشكل تنظيم المنتدى خطوة أولى لتخطي المسافات وكسر الحواجز، وتأسيس روابط اقتصادية تعود بالنفع على مجتمعي الأعمال في البلدين. تعزيز العلاقات الثنائية من جانبه، أشار ماجد سيف الغرير إلى أهمية تعزيز العلاقات الاستثمارية الثنائية بين دبي والمكسيك، مؤكداً التزام غرفة دبي بتوفير كافة التسهيلات الممكنة التي تساعد المستثمرين على تعزيز نشاطاتهم، ولافتاً إلى وجود رغبةٍ بين الجانبين لتعزيز أطر التعاون الاقتصادي والتجاري بما يخدم الأهداف المشتركة للطرفين. وأشار إلى وجود فرص استثمارية مشتركة في قطاعات محددة يمكن أن تحقق الفائدة لمجتمعي الأعمال في الجانبين، معدداً قطاعات التجارة والسياحة والطاقة والصناعات الغذائية كأبرز القطاعات المرشحة للتعاون المشترك. وبدوره أشار هشام الشيراوي إلى وجود 21 شركة مكسيكية مسجلة في عضوية الغرفة، في حين ارتفعت التجارة البينية غير النفطية بين دبي والمكسيك من 4.1 مليارات درهم خلال 2011 إلى 5.8 مليارات درهم في 2014، في حين بلغت 3.8 مليارات درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2015. وتحتل المكسيك حالياً المرتبة 44 على لائحة شركاء دبي التجاريين، مؤكداً أن المنتدى يشكل فرصة لزيادة حجم التجارة بين الطرفين خلال السنوات المقبلة. المشهد الاقتصادي واستعرض حمد بوعميم مدير عام غرفة دبي المشهد الاقتصادي لدبي، مؤكداً أن خطة دبي 2020 تشكل منطلقاً لجهود واسعة ستعزز مسيرة التنمية المستدامة في الإمارة، ومشيراً إلى أن التجارة تشكل أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، وهو قطاع يمكن البناء عليه لتحسين العلاقات التجارية مع المكسيك. وأضاف إن قطاع السياحة يسير قدماً نحو تحقيق هدفه بجذب 20 مليون سائح بحلول عام 2020، مشيراً إلى أن دبي استقطبت 11.7 مليون سائح في الفترة يناير- أكتوبر 2015 بنمو 8.4% مقارنة بنفس الفترة من العام 2014 مع وجود أكثر من 96 ألف غرفة وشقق فندقية. وتحدث مدير عام غرفة دبي عن مطار دبي ومركزه كحلقة ربط بين الشرق والغرب، معتبراً أن قرب إطلاق خط طيران مباشر بين دبي والمكسيك سيلعب دوراً أساسياً في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية. وأكد بوعميم جاذبية دبي للشركات مشيراً إلى انضمام أكثر من 16 ألف شركة جديدة إلى عضوية الغرفة في 2015 وهو رقم يفوق ما توقعته الغرفة في بداية العام الماضي، معتبراً أن غرفة دبي عززت مكانتها كأكبر غرف التجارة عضويةً في العالم. استكشاف أسواق جديدة وقال بوعميم إن تركيز غرفة دبي خلال الفترة المقبلة يقوم في استكشاف أسواق جديدة لمجتمع الأعمال، معتبراً أن الأسواق غير المكتشفة في إفريقيا ووسط آسيا وأميركا اللاتينية هي الأسواق المستهدفة من قبل الغرفة، وبالتالي فإن السوق المكسيكية تهم مجتمع الأعمال في دبي، ومنتدى الأعمال هذا يعد خطوة إلى الأمام لاستكشاف السوق المكسيكية وتعزيز علاقاتها وروابطها الاقتصادية مع دبي. وأوضح أن 61% من الشركات المكسيكية العاملة في دبي يتركز نشاطها في التجارة وخدمات الأعمال. من أسرع الاقتصادات نمواً بدوره، قال الديفونسو غواخاردو، وزير الاقتصاد المكسيكي إن دبي أصبحت رمزاً للشرق الأوسط، ونجحت في تحقيق النمو والازدهار الاقتصادي، دون التخلي عن الثقافة والعادات والتقاليد، مشيراً إلى أن دبي هي رمز الحداثة بأبهى صورها. وأضاف إن 60% من صادرات المكسيك إلى الإمارات هي من الهواتف والمركبات، وقد نمت الصادرات المكسيكية إلى الإمارات بمتوسط سنوي بلغ 13% خلال السنوات الخمس الماضية، في حين نمت الصادرات الإماراتية إلى المكسيك خلال الفترة نفسها بمتوسط سنوي بلغ 24%، معتبراً أن المكسيك ودبي تتشاركان قواسم مشتركة حيث إنهما منصتان للتجارة العالمية والخدمات اللوجستية والسياحة. وأشار إلى تواجد لشركات مكسيكية مثل سيميكس وكيدزانيا في الإمارات، مشيراً إلى أنه سيتم على هامش الزيارة توقيع عدة اتفاقيات مشتركة أبرزها توقيع اتفاقية حماية الاستثمارات بين البلدين. ملتقى الاستثمار 2016 من جانبه قال فرانسيسكو غونزاليز دياس المدير العام والرئيس التنفيذي لهيئة الترويج الاستثماري للمكسيك برومكسيكو في تصريحات لـالبيان الاقتصادي إن استثمارات الإماراتيين من القطاع الخاص في المكسيك تقدر بحدود مليار دولار وتشمل الاستثمارات غير المباشرة عبر صناديق في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى، مشيراً إلى أن هذه الاستثمارات تتركز في البنية التحتية والصناعات. وتوقع أن يسهم منتدى الأعمال الإماراتي المكسيكي في تعزيز حجم تلك الاستثمارات، داعياً المستثمرين الإماراتيين إلى الاستفادة من الفرص الواعدة في شتى القطاعات الاقتصادية في بلاده، ومشدداً على أنه لمس اهتماماً إماراتياً بالاستثمار في قطاع البنية التحتية والسياحة والتجارة والأغذية وقطاعات أخرى قيمة في المكسيك. وأشار إلى المكسيك ستشارك بنحو 30 شركة مكسيكية إلى جانب مستثمرين آخرين في ملتقى الاستثمار السنوي 2016 الذي يقام في إبريل المقبل، مؤكداً أهمية الملتقى في التعريف بالفرص الاستثمارية الواعدة في الإمارات والمنطقة وكذا التعرف على بيئة العمل والاستثمار في المكسيك وما تقدمه الحكومة المكسيكية للمستثمرين من حوافز. وقال دياس إن الإمارات والمكسيك تتشابهان في كونهما من البلدان المفتوحة وإذا أراد رجل الأعمال تأسيس أعمال له في الأميركتين فعليه أن يأتي للمكسيك كمنصة انطلاق لتوسيع أعماله. وكذلك الحال لمن يريد تأسيس أعماله في المنطقة فعليه أن يأتي إلى دبي والتي تتميز باقتصادها المفتوح. وأضاف إن الإمارات والمكسيك بإمكانهما أن يحققا الكثير من خلال التعاون والاستثمارات المشتركة التي يمكن أن تحقق الفائدة للبلدين لذلك نولي أهمية كبيرة لهذا اللقاء. مصرف الإمارات للتنمية ووقع مصرف الإمارات للتنمية أمس اتفاقية تعاون مع البنك الوطني للتجارة الخارجية في المكسيك - بنك التنمية التابع لحكومة المكسيك - بهدف تعزيز الروابط التجارية والعلاقات الاقتصادية بين الإمارات والمكسيك. وقع الاتفاقية راشد محبوب مصبح، الرئيس التنفيذي بالإنابة في مصرف الإمارات للتنمية وأليخاندرو دياز دي ليون غاريلو، الرئيس التنفيذي في بانكومكست. وتساعد الاتفاقية في إرساء علاقات تعاون ودية طويلة الأجل بين المؤسستين، بهدف تعزيز التعاون المبني على أسس الاحترام والثقة والمنفعة المتبادلة. تجارب وخبرات وبموجب الاتفاقية، سيقوم الطرفان بتبادل المعلومات بهدف الاستفادة من تجارب وخبرات كلا المؤسستين ومواردهما وخبراتهما. حيث ستتضمن المعلومات تفاصيل متعلقة بالأسواق التي تنشطان بها، وقنوات التوزيع، وإدخال الشركات المنتمية لكل من البلدين في أسواق البلد الآخر والإجراءات الإدارية المصاحبة. إضافة إلى ذلك، سيتبادل الطرفان معلومات متعلقة بالفرص السانحة التي قد تعود بالفائدة على الشركات الإماراتية والمكسيكية على حد سواء. كما سيسعى كلا البنكين بشكل فاعل إلى استكشاف الفرص لمزيد من التعاون فيما يتعلق بالاستفادة من المنتجات المصرفية المتنوعة في شتى المجالات، مما يتضمن ذلك إجراء زيارات متبادلة بين مسؤولي البنكين للدولة الأخرى. كما وافق الطرفان على حماية المعلومات التي تنشأ نتيجة لتنمية المشروعات وعدم الكشف عنها إلى الغـير ما لم يتم الاتفاق على ذلك صراحة. وقال راشد محبوب مصبح، الرئيس التنفيذي بالإنابة في مصرف الإمارات للتنمية إننا سعداء للغاية بتوقيع هذه الاتفاقية الهامة لتوثيق الروابط والعلاقات مع مؤسسة مصرفية تنموية في المكسيك مثل مصرفنا. إذ يتشاطر كلا البنكين ذات الهدف والغاية، ويسعى كلاهما إلى تعزيز التنمية الاقتصادية لبلدينا من خلال تشجيع النشاطات التجارية والإبداع والابتكار. وأضاف إن هذه الاتفاقية تؤكد التطور المتواصل الذي يشهده مصرف الإمارات للتنمية في الوقت الذي نتطلع فيه قدماً إلى توطيد أواصر علاقاتنا مع مختلف الهيئات والمؤسسات حول العالم بما فيه خير وفائدة شعب ودولة الإمارات. مذكرات تفاهم شهد المنتدى توقيع 3 مذكرات تفاهم مشتركة، الأولى جمعت بين اتحاد غرف التجارة والصناعة في الدولة مع مجلس الأعمال المكسيكي للتجارة الخارجية والاستثمار والتقنية، والثانية بين بنك الإمارات دبي الوطني والبنك الوطني للتجارة الخارجية، بنك تنمية جمعية الائتمان الوطني المؤسسات المكسيكي بانكوميكست، والثالثة بين مصرف الإمارات للتنمية والبنك الوطني للتجارة الخارجية، بنك تنمية جمعية الائتمان الوطني المؤسسات المكسيكي. رئيس المكسيك: مواجهة تغيّر المناخ مسؤولية عالمية زار الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو أمس مدينة مصدر، المدينة منخفضة الانبعاثات الكربونية والتي تسعى لأن تصبح من أكثر مدن العالم استدامة، حيث كان في استقباله الدكتور أحمد عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لـ مصدر الذي قدم عرضاً موجزاً حول دور مصدر في تنويع الاقتصاد المحلي وتعزيز ريادة أبوظبي في قطاع الطاقة. وفي كلمته التي ألقاها خلال حفل الافتتاح المشترك لأسبوع أبوظبي للاستدامة 2016 قال الرئيس المكسيكي: إن من أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم هي تأمين ما يكفي من الطاقة النظيفة لتلبية الطلب المستقبلي عليها. كما وتواجه جميع دول العالم آثار تغير المناخ، وبالتالي فإن الحد من تداعيات هذه الظاهرة يعد مسؤولية عالمية. وأضاف الرئيس إنريكه بينيا نييتو: لدى المكسيك التزامات تجاه البيئة. وقد اتخذنا قرار الانتقال إلى أنواع الوقود قليلة الانبعاثات الضارة، واعتماد الطاقة المتجددة. وفي اعتقادنا أنه من الممكن تأمين نظام مناخي جديد، دون إعاقة النمو الاقتصادي والاجتماعي. وتعد أبوظبي من خلال مصدر، مثالاً حياً على ما يمكن أن يقدمه الابتكار لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي المستدام. وتعكس الزيارة أهمية التعاون الدولي في مجال تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة من خلال اعتماد حلول الطاقة المتجددة. ويقع في قلب مدينة مصدر، معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا الذي يوفر منصة مميزة لتطوير الطاقة المتجددة، والتقنيات منخفضة الكربون على المستوى العالمي. فالمعهد مكرس لتقديم حلول واقعية لقضايا الطاقة النظيفة والاستدامة. وبالإضافة لذلك يقدم المعهد تخصصات متعددة تشمل الهندسة والعلوم والاقتصاد والإدارة وذلك لتشجيع البحوث التي من شأنها أن تساعد على تلبية الاحتياجات الاقتصادية والتنموية ليس لإمارة أبوظبي والإمارات فحسب، ولكن أيضاً لكل أرجاء العالم. تغير المناخ كما تسلط الزيارة كذلك الضوء على الدور الرائد الذي تقوم به الإمارات والمكسيك من خلال الوفاء بالتزاماتهما في تعزيز ونشر الطاقة المتجددة واتخاذ إجراءات عملية للتصدي لتداعيات تغير المناخ. وتجدر الإشارة إلى أن المكسيك كانت أول دولة نامية تسن تشريعات خاصة بتغير المناخ قبل أربع سنوات، بينما قادت دولة الإمارات منطقة الشرق الأوسط نحو وضع أهداف محددة للطاقة المتجددة في وقت كانت تسود فيه شكوك واسعة حول جدوى الطاقة المتجددة. وتزامنت زيارة الرئيس بينيا نييتو مع جولة كان يقوم بها تلاميذ من المدرسة التقنية المهنية العليا في المكسيك (CONALEP 131)، والتي تم اختيارها ضمن المرشحين النهائيين عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية ضمن الدورة الثامنة من جائزة زايد لطاقة المستقبل.
مشاركة :