يقدر حجم قطاع النقل البري في السعودية بأكثر من 83 مليار ريال وفقا لخبراء النقل في المملكة، وهو من أكبر القطاعات الذي تتنافس فيه كبرى شركات النقل بمختلف أحجامها على امتداد مساحة المملكة التي تقدر بـ2.149.690 كلم2، وهو القطاع الذي يشهد نسبة سعودة منخفضة لأسباب عدة. ويرى خبراء في هذا المجال أن قطاع النقل البري يحتاج إلى آلاف الفنيين السعوديين في مجالات صيانة السيارات، والميكانيكا، والكهرباء، وهم محصورون في خريجي برامج المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الذين يتلقون تدريبا عمليا في هذه المجالات. الفرص الوظيفية أوضح عضو لجنة النقل البري في الغرفة التجارية والصناعية بجدة، سعيد البسامي، أن أمام خريجي برامج التدريب التقني والمهني في التخصصات التي لها علاقة بالسيارات كالميكانيكا، والكهرباء، والصيانة، فرصة كبيرة في قطاع النقل البري بالمملكة. وقال: لا يوجد ناقل إلا ويملك ورشة صيانة، ونستعين بالشباب عن طريق مؤسسة التدريب التقني والمهني، حسب المتوافر لديهم، ولا توجد مشكلة لدينا، وهناك المئات يعملون في الورش والأقسام الإدارية كلّهم سعوديون. وأضاف، الفرص الفنية الموجودة في قطاع النقل البري كثيرة، إلا أن مؤسسة التدريب التقني لا تستطيع بمفردها تغطية احتياجات كل القطاعات الصناعية والنقل البري، لا سيما أن المملكة شبه قارة، فنحن نحتاج إلى كل ما يخص شؤون السيارات، مثل الصيانة والكهرباء، والميكانيكا، وتطبق أنظمة وزارة العمل، سواء بشأن الأجور أو ساعات الدوام وأيام الإجازات بحذافيرها، إلا أن بعض الشباب يفضلون العمل الحر وفتح ورش صيانة خاصة بهم بعد الحصول على قرض من بنك التسليف، وهو أمر إيجابي للخريج، ولدينا تعاون مستمر مع مؤسسة التدريب التقني، وقد اجتمعنا معهم بالفعل عدة مرات، لكن معاناتنا الأكبر اليوم هي في عدم توفر السائقين". سعودة 20% عن التحديات التي يواجهها قطاع النقل البري، كشف البسامي أن أبرزها المشكلات مع مكتب العمل، وخروج العديد من الناقلين جراء ذلك، وقال "غالبية الناقلين أغلقوا نشاطهم لأن وزارة العمل تطلب نسبة سعودة من 17 – 20%، فيما لم تحقق الشركات أكثر من 3% لأن القطاع يعتمد على السائقين بشكل كبير، السوق لا يغطي سوى 2 – 3% وهم من لديهم ظروف أو مضطرون للعمل في هذا القطاع". وبيّن مسؤول في إحدى شركات النقل البري خروج أكثر من 500 ناقل من السوق بسبب المشكلات التي واجهوها مع مكتب العمل، لافتا إلى أن حجز السيارات بمفرده يهدر حوالى 30% من عمل الشاحنة. وأقر المسؤول -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أنه لم يتبق في السوق سوى شركات النقل الكبيرة التي تستطيع التحمل لفترة أطول ولديها عقود مفتوحة لسنوات. احتياج سوق العمل "الوطن" تواصلت مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني المهتمة بتوفير الأيدي العاملة المهنية من أبناء الوطن، وأكد متحدثها الرسمي، فهد العتيبي، أن المؤسسة تعمل بشكل مستمر على متابعة ورصد احتياج سوق العمل السعودية وتزويدها بكوادر بشرية وطنية تناسب احتياجات السوق في مختلف التخصصات التقنية والمهنية. وأشار إلى أن المؤسسة تعمل مع شركائها لتحقيق المواءمة بين المخرجات وحاجة سوق العمل، ومن أبرزهم القطاع الخاص الذي يعد المستفيد الأكبر من خريجي برامج المؤسسة. وقال إن قطاع صيانة السيارات يعد من القطاعات الحيوية المهمة، والمؤسسة تقوم بدورها في جانب التدريب، حيث يتم تنفيذ برامج تدريبية متخصصة في تخصصات ذات علاقة بهذا المجال مثل الميكانيكا، وصيانة المحركات والمركبات، وذلك في الكليات والمعاهد التابعة للمؤسسة، كما قامت المؤسسة أيضا بالتوسع في هذا القطاع، حيث قامت بتشغيل المعهد السعودي الياباني للسيارات في مدينة جدة، وذلك بالشراكة مع اتحاد صناعة السيارات اليابانية وموردي السيارات اليابانية بهدف تأهيل الشباب السعودي في هذا القطاع.
مشاركة :