كيف استوعبت قطر شعوب المونديال - د.عبدالعزيز الجار الله

  • 12/19/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كأس العالم 2022 في قطر قدم طروحات جديدة وأيضاً توجهات عالمية قد تصل إلى التحولات تجاه: دول الخليج، والوطن العربي. وهذه التوجهات هي بناء الصورة الذهنية الواقعية (الإيجابية) عن المجتمعات الحضارية الخليجية، والوطن العربي، فالذي عاش تجربة كأس العالم وحضر إلى الدوحة يدرك هذه الحقائق ويصل إلى صور لم تنقلها وسائل الإعلام، رغم أن وسائل الإعلام نقلت صورة شاملة وحية عن الحالة الحضارية في قطر، لكن يبقى تفاصيل أخرى تجمعت لدى من عاش التجربة. إذن ماذا حدث في كأس العالم 2022؟ قطر تفوقت على نفسها وقدمت عرضاً آخر غير المونديال والتنافس العالمي لكرة القدم (22) ومن فاز بالبطولة، قدمت لفت أنظار العالم إليها وإلى الخليج والوطن العربي: - الخليج العربي: قدمت الدوحة للعالم وليس فقط لجماهير الرياضة أو وفود السائحين بل العالم بكل قاراته أجمل تقديم عن الخليج العربي، التي كان البعض يعتقد أن دول الخليج هي مجموعة دول صحراوية على أطراف رمال الربع الخالي، تدفنها الرمال في المواسم، أو جزر صخرية تغمرها أملاح البحر، أو أقاليم يابسة قائمة على خزانات وطبقات جيولوجية حاملة للنفط والغاز، أو أنها جماعات بشرية رعوية وصيادي أسماك متناثرة في تجاويف الجزيرة العربية وجزر الخليج العربي والبحر الأحمر، ربما هكذا الاعتقاد لدى البعض، لكن واقع دول الخليج الصادم كان مختلفاً في دوحة كأس العالم، وامتداده المتواصل مع مدن السعودية الرياض ومكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة والدمام، ومدن الإمارات دبي وأبوظبي والشارقة والمدن في الكويت وعمان إنها مدن أنشئت على الطراز الحديث الذي مزج عمارة جنوب غرب آسيا وشرقي آسيا والطراز الأوروبي وضخامة العمارة الأمريكية في طراز واحد، بل هي نسخ محدثة من مشروع الصين الاستثماري العملاق: شنغهاي الاقتصادي والتنموي الذي تشكل عام 1978م ونفذت منه نسخ محدودة ومدن عالمية. - الوطن العربي: أبرزت قطر جانباً من الوجه العربي الذي تميز طوال تاريخه بمحبة الآخرين وتقديم العطاء بغير حدود، الشيمة والشخصية العربية التي تتصف بالقيم والضيافة العربية التي عمقها الإسلام لتكون سمة من سمات المسلم الترحيب بالضيف والعمل من أجل الآخرين، وقطر ضحت بأرباح كثيرة من أجل ضيوف المونديال مثل جعل الميترو (ترام) مجاناً طوال البطولة، وأيضاً المحافظة على أن تكون الأسعار منخفضة ودون مبالغة في الأرباح، كذلك تقديم التسهيلات للدول والقطاعات والأشخاص الوافدين إليها وهذا ما كان يلاحظ في المطار وسوق واقف، وجزيرة المها، ولوسيل منطقة تجمع الجماهير عند الشاشات الكبيرة، وفي الخليج الغربي، وكتارا الحي الثقافي، وحي مشيرب المعمار الجديد.

مشاركة :