لقي 12 عنصراً من الشرطة العراقية مصرعهم أمس، من بينهم ضابط برتبة رائد وأصيب 5 آخرون في تفجير عبوة ناسفة استهدفت دورية أمنية في محافظة كركوك بشمالي العراق. وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول في بيان: إن الحادث وقع لدى مرور دورية تابعة لقوات الشرطة الاتحادية في قرية «علي السلطان» بناحية «الرياض» في كركوك، وتسبب أيضاً بإصابة ما لا يقل عن 5 من عناصر الشرطة. وأضاف أن قوات الأمن تمشط المنطقة بحثاً عن مرتكبي الهجوم في وقت تواصل فيه أجهزة الأمن المختصة التحقيق في مجريات الحادث وملابساته. وقالت مصادر أمنية من الشرطة الاتحادية: إن عناصر من «داعش» نفّذوا هجوماً بعبوة ناسفة أعقبه إطلاق نار ضد دورية تابعة للشرطة الاتحادية في كركوك. وتعقيباً على الهجوم، أصدر رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلّحة، محمد شياع السوداني، توجيهاته لتشكيل «مجلس تحقيقي في حادث كركوك الإرهابي». وشدد بيان الجيش العراقي أن شياع السوداني قد وجه القطعات الأمنية بالانتباه وتفتيش الطرق بشكل دقيق، وعدم إعطاء فرصة للعناصر الإرهابية أو التساهل معهم. وخلال الشهور الأخيرة زادت وتيرة هجمات «داعش»، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين وديالى، المعروفة باسم «مثلث الموت». وفي 19 نوفمبر الماضي، قتل 4 من أفراد الجيش العراقي على خلفية هجوم لتنظيم «داعش» في محافظة كركوك. وأعلن العراق عام 2017 النصر على «داعش» باستعادة أراضيه التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم الإرهابي صيف 2014، لكن الأخير يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة ويشن هجمات بين فترات متباينة. وطالب عمار الحكيم، رئيس «تيار الحكمة» العراقي، الجهات الأمنية في بلاده بتتبع خيوط الهجوم الإرهابي. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الحكيم مطالبته الجهات الأمنية العراقية المختصة بتتبع خيوط الجريمة ومحاسبة مرتكبيها. وفي ذات السياق، أكد نائب رئيس أركان قوات البيشمركة اللواء قارمان كمال، على ضرورة التصدي لتحركات «داعش» في كركوك. وقال كمال: «قمنا بإيصال تقارير ورسائل عدة للحكومة وقيادة العمليات حول تحركات داعش، وضرورة التحرك السريع والجاد بإنشاء غرف التنسيق المشتركة مع البيشمركة». وأضاف أن «تحركات داعش في المنطقة ما تزال تشكل قلقاً واضحاً، كون عناصر التنظيم الإرهابي ما زالوا يتواجدون في مناطق قره جوغ في جبال مخمور، وتلال حمرين»، مشيراً إلى أن «هذه المناطق متصلة مع مناطق جنوبي كركوك، وما حصل بالأمس، من الممكن أن يتكرر في حال لم نقم بالتصدي لتحركات داعش». وأدانت مصر الهجوم الإرهابي، مؤكدةً في بيان لوزارة الخارجية تضامنها ودعمها الكامل للعراق في مواجهة الإرهاب، مشيرةً إلى أن هذه الأعمال لن تزيد العراق إلا إصراراً على دحر الإرهاب واستئصال جذوره، معربة عن خالص التعازي والمواساة لحكومة وشعب العراق ولذوي الضحايا، متمنية الشفاء العاجل للمصابين. إتلاف كميات كبيرة من المخدرات أتلفت السلطات العراقية أمس، حوالي 6 أطنان من المواد المخدرة، مثل «الكوكايين والحشيش وحبوب الكبتاغون»، ضُبطت وحُفظت على مدى 10 سنوات. وتمت العملية أمام وسائل الإعلام في منطقة صحراوية محاذية لقاعدة عسكرية قرب بغداد، وأوضح وزير الصحة صالح الحسناوي أن الكمية المتلفة البالغة 5 أطنان و900 كيلوغرام ضبطت من قبل القوات الأمنية في المنافذ الحدودية وفي مواقع مختلفة من العراق. وقال الوزير خلال مؤتمر صحفي من الموقع إنه «منذ العام 2009 إلى اليوم، لم تجرِ عملية إتلاف بهذا الحجم في العراق». وضعت المخدرات في حفرة رملية وسكب عليها الوقود وأحرقت. ومن بين الكميات المتلفة، 54 مليون حبة مخدرة من بينها 5 ملايين حبة «كبتاغون»، فضلاً عن 350 كيلوغراماً من «الكوكايين». وكانت هذه المواد المخدرة مخزنة منذ عام 2009 في مخازن دائرة الطب العدلي، كما قال صهيب دحام نائب رئيس محكمة استئناف الرصافة ورئيس لجنة إتلاف المخدرات. وأضاف أن «سبب عدم إتلافها حتى الآن، أن المحرقة في الطلب العدلي غير مؤهلة لإتلاف الكميات».
مشاركة :