الإمارات وقطر.. روابط تاريخية وإرث ثقافي

  • 12/19/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ترتبط الإمارات وقطر بعلاقات أخوية راسخة ومتينة تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي روابط تاريخية مدعومة بالإرث الثقافي والاجتماعي المشترك، الذي أتاح ترسيخ علاقات انعكست على كثير من القطاعات المختلفة، لا سيما الاقتصادية والثقافية والإبداعية المختلفة، كما أن العلاقات بين الإمارات وقطر ترسيخ لمجلس تعاون خليجي مستقر ومزدهر، حيث يمثل الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك، أحد مقومات توطيد العلاقات الأخوية، وترسيخ الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين. وحظيت مسيرة التعاضد والحرص الإماراتي على متانة العلاقات مع دولة قطر، على الدوام، بمباركة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي ينظر إلى الأشقاء العرب والخليجيين على وجه الخصوص، على أنهم دعائم الحضور الإقليمي والعالمي، وعضد التعاون الأخوي القادر على فتح آفاق التنمية أمام الجميع، والكفيل بأن يقدم أرقى مستويات المعيشة للدول والشعوب الشقيقة، بما يرقى إلى تطلعات الجميع ويخدم تنمية الجميع.  كما تتصف العلاقات بين البلدين الشقيقين، بالتعاون الإيجابي والاستراتيجي حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وضمن التنسيق في إطار منظومة مجلس التعاون الخليجي وفي كل المجالات، وعلى رأسها القضايا السياسية، حيث شهدت هذه العلاقات زخماً كبيراً في السنوات الأخيرة وأكدتها الأحداث والتغييرات الحاصلة في العالم العربي، حيث سعى الجانبان إلى التنسيق في المواقف خلال الزيارات والاتصالات المتبادلة وعلى أعلى مستوى، ما عكس مستوى من التميز والرقي قلما تتصف بها العلاقات بين الدول، كما تمتد وشائج العلاقات بين البلدين لتشمل الجوانب الثقافية والتربوية والرياضية والعلمية وغيرها. كما تتسم العلاقات بين الإمارات وقطر الشقيقة بالعمق والتقارب على المستوى القيادي والشعبي على السواء، ما يترجم متانتها على كل الصعد، فهي متميزة منذ القدم ومتجذرة تاريخياً عبر الروابط الاجتماعية والأسرية بين شعبي البلدين، وهي علاقات تفوق حد التعريف الدبلوماسي للعلاقات بين الدول، لما لها من خصوصية وتقارب كبيرين. وانطلاقاً من رغبة كلا البلدين في تطوير التعاون الفعال بينهما على مبدأ المصلحة المتبادلة والمشتركة في مختلف المجالات، وتنفيذاً للتوجيهات السامية، وقعت اتفاقية إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين الإمارات وقطر، منذ عام 1998، وتناولت هذه الاتفاقية التعاون في الطاقة والصناعة والمالية والاقتصاد والتجارة، والشباب والرياضة والمواصلات والنقل والطيران المدني والأرصاد الجوية، والتعاون في التعليم العالي والبحث العلمي والبلدية والزراعة والخدمة المدنية والأشغال العامة والإسكان وغيرها من المجالات، التي تعكس رغبة وحرص البلدين الشقيقين على تطوير التعاون ورفع مستواه. أخبار ذات صلة وزراء ومسؤولون: «أجمل شتاء في العالم» تبرز مقومات هويتنا الوطنية «إقامة دبي» ترحب بالقطريين بختم مميز في الاقتصاد والتجارة، فإن العلاقات بين دولة الإمارات ودولة قطر، في تنام مستمر بفضل توجيهات القيادة السياسية الحكيمة في البلدين، التي تشجع على مزيد من التعاون والتنسيق، ومن أهم دلالات ونتائج التعاون المثمر مشروع دولفين للطاقة، الذي يعدّ مشروعاً استراتيجياً عملاقاً وحيوياً للطرفين، ويجسد جانباً من المصالح المشتركة، ويؤكد سعي البلدين إلى توفير التسهيلات الضرورية لإقامة شراكة طويلة الأمد، تؤدي دوراً مهماً في دفع النمو الاقتصادي في البلدين وهو المشروع العملاق، الذي نتج عنه إنتاج ملياري قدم مكعبة من الغاز يومياً، أي ما يعادل 350 ألف برميل من البترول في اليوم الواحد، عبر خط أنابيب بحري من حقل الشمال القطري إلى دولة الإمارات والذي دشن رسمياً عام 2008. و تعد قطر الشريك الاستثماري السادس لدولة الإمارات على المستوى العربي والـ26 عالميا بالنسبة للرصيد التراكمي للاستثمار الأجنبي المباشر الداخل إلى دولة الإمارات حتى مطلع 2021، كما بلغ إعادة التصدير الإماراتي إلى قطر خلال النصف الأول من عام 2022، 9 مليارات درهم، بنمو وصل إلى 293% مقابل ذات الفترة من عام 2021. وبلغ حجم الصادرات الوطنية الإماراتية إلى قطر خلال النصف الأول من عام 2022، 1.23 مليار درهم بنمو بلغ 671%، كما شكلت الواردات الإماراتية من قطر ما نسبته 24% خلال النصف الأول من عام 2022 بينما شكلت الصادرات الوطنية الإماراتية وإعادة التصدير ما نسبته 76% خلال ذات الفترة. وبلغ النمو في حجم التبادلات التجارية الثنائية غير النفطية بين البلدين خلال خمس سنوات عام 2021 ما نسبته 47% وذلك مقارنة بعام 2017، وتتسم الأسواق في كلا البلدين بالانفتاح أمام المستثمرين على اختلاف نشاطاتهم الاقتصادية وتوجهاتهم الاستثمارية، وهو ما يسهم إيجاباً في توسع الاستثمار بين البلدين وفي العلاقات المشتركة نحو آفاق جديدة. وفي شأن التعاون الإماراتي القطري، نلحظ الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتا البلدين لتجسير المسافات بين الدولتين والشعبين، عبر اختلاط وتمازج الاستثمارات وصناعة النجاح بأيادٍ متكاتفة وبناء المستقبل بجهود مشتركة، تعرف للأخ مكانته وحقه، وتصون للشقيق رغبته في الحضور والتطور والبناء، في مظلة صافية من التعامل والبناء، ترجمت بكثير من الاتفاقيات والتعاقدات والمشاركات الاقتصادية والسياسية والتربوية، والصناعة والطاقة والتجارة والثقافة والفنون، والتعليم العالي والبحث العلمي، وغيرها. فعلى الجانب السياسي والرؤية الاستراتيجية لكثير من الملفات العربية والإقليمية، سعى الجانبان للتنسيق في كثير من المواقف، ما أثمر رقياً في العلاقات ووضوحاً في النظر للقضايا من زاوية التعاون والبناء الخليجي المتماسك، الذي جاء حصيلة تعاون ممتد بين القيادتين في الإمارات وقطر. وعلى الجانب الاقتصادي يبرز على الواجهة الكثير من المشاريع الاستثمارية الناجحة بين البلدين، لعل أهمها مشروع دولفين للطاقة لمعالجة الغاز، الذي يعد من أهم المشروعات الإقليمية الاستثمارية في قطاع صناعة النفط والغاز، حيث تجاوز حجم الاستثمار فيه 4.8 مليار دولار أميركي، ما يجعله أضخم مبادرة خليجية في المنطقة، ويعكس المستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين.

مشاركة :