◄ توثيق 111 نوعًا من الزواحف البرية في عُمان تمثل 50% من الزواحف في شبه الجزيرة العربية ◄ العمري: التغير المناخي يؤثر على مختلف الموائل والبيئات ويخل بالتوازن البيئي مسقط- العُمانية أطلقت هيئة البيئة كتاب "أطلس الزواحف البرية العُمانية"، يلخّص دراسة علم تصنيف وتطور تاريخ الزواحف في سلطنة عُمان بهدف تعزيز جهود الصَّون وحماية الزواحف من خطر الانقراض بفعل التغيّر المناخي. ورعت حفل التدشين معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. وكشفت الدراسة عن تنوع غير مسبوق في الزواحف البرية عبر اكتشاف 17 نوعًا جديدًا، وتوثيق أكثر من 111 نوعًا من الزواحف البرية في السلطنة، وهي تمثل حوالي 50% من إجمالي أنواع الزواحف في شبه الجزيرة العربية. وتتضمن الدراسة 96 نوعًا من الزواحف البرية، منها 21 نوعًا من الأفاعي، و75 نوعًا من السحالي، و15 نوعًا من الزواحف البحرية من ضمنها 10 أنواع من الأفاعي البحرية و5 أنواع للسلاحف البحرية. وقال سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- إنَّ الدراسة تعد عملًا علميًّا توثيقيًّا لأنواع الزواحف في سلطنة عُمان، وتتضمن مواقع انتشارها، مشيرًا إلى أنها تعتبر مادة علمية مرجعية في غاية الأهمية للمهتمين والباحثين في مجال الزواحف. وأضاف سعادته أن الدراسة تعد أساسًا مهمًّا ومرجعًا للدراسات القادمة للحفاظ على الزواحف من حيث الأنواع والأعداد ومحاولة تكثيرها، إضافة إلى إمكان النظر في استثمارها اقتصاديًّا. وأوضح أن ظاهرة التغيّر المناخي تؤثر على مختلف الموائل والبيئات ويحدث خللًا في عملية التوازن البيئي، مؤكدًا أن الحفاظ على الأنواع يعد أمرًا مهمًّا من الأهداف الاستراتيجية لهيئة البيئة، كما أن الهيئة تسعى لبناء شراكة مع مختلف القطاعات من خلال خطة لإكثار العقارب واستخلاص السموم منها؛ بهدف الحفاظ على الأنواع وتحقيق الفائدة الاقتصادية منها. من جانبه، ألقى المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي مدير عام صَون الطبيعة بهيئة البيئة، كلمة أكد فيها أهمية المحافظة على البيئة وما بها من تنوع أحيائي لاستمرارية الحياة وحفظ التوازن البيئي، مضيفًا أن سلطنة عُمان تزخر بتنوع أحيائي فريد بحكم موقعها الجغرافي المتميز في شبه الجزيرة العربية. وأضاف أن الهيئة قامت بإعداد استراتيجية عُمان للبيئة؛ لتحقيق الأهداف البيئية لرؤية "عُمان 2040" وأهداف التنمية المستدامة 2030، والتي انبثق عنها العديد من البرامج والمشاريع والمبادرات لحماية وصَون التنوع الأحيائي. وقال إن المحافظة على مفردات الحياة الفطرية واستدامتها تُعد من الأولويات التي تسعى هيئة البيئة إلى تحقيقها؛ من خلال تنفيذ المشاريع وإجراء المسوحات البحثية والدراسات الميدانية المتعلقة بالصَّون، وتقييم التنوع الأحيائي، وسن القوانين والتشريعات وتحديثها، وتنفيذ العمليات الرقابية وتكثيفها للحد من المخاطر والتجاوزات التي قد تتعرض لها هذه الأنواع من مختلف محافظات سلطنة عُمان. ويأتي إعداد الكتاب بالتعاون مع الخبير الإسباني سلفادور كارينزا من معهد علم الأحياء التطوري ببرشلونة في إسبانيا، بعد مشروع مسح الزواحف وتقييم هذه الأنواع وإعداد أطلس يوضح أنواع وأماكن وجودها في سلطنة عُمان؛ من أجل تعزيز ممارسات أولويات الصَّون في المستقبل، وذلك بتشجيع الأساليب التي تحسّن فعالية التكلفة بالنسبة لإجراءات الصَّون. وتعد جبال الحجر في الشمال وجبال ظفار في الجنوب منطقتين غنيّتين بالتنوع الأحيائي مع وجود عدد كبير من أنواع الزواحف التي لم يتم العثور عليها في أي مكان آخر من العالم، وتمثل هاتان المنطقتان أهمية بالغة للتنوع الأحيائي، وتقومان بدور رئيسي في إيواء وتنوع العديد من مجموعات الزواحف. وتتمتع العديد من الأودية الجبلية في تلك المناطق ببعض المياه التي يوجد بها العديد من الزواحف. وقد تم تنفيذ المشروع على مرحلتين، مع مراعاة الظروف المناخية بين شمال وجنوب سلطنة عُمان؛ لأن الزواحف من الحيوانات الأكثر شيوعًا في البيئات القاحلة، لذلك هي من الكائنات النموذجية الممتازة بالنسبة للتنوع الأحيائي والصَّون والبحوث المتعلقة بالتغيرات البيئية، مثل التغيرات المناخية. وتسعى الهيئة من خلال كتاب "أطلس الزواحف البرية العُمانية" لتوضيح أنواع وأماكن وجود هذه الكائنات، وتوعية المواطنين والمقيمين والسائحين بأنواعها وإرشادهم لكيفية التعامل الأمثل معها أثناء قربهم منها، في سلطنة عُمان.
مشاركة :