خلال احتفاء المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي باليوم العالمي للغة العربيةخبير لغوي يؤكد: المحافظة على اللغة العربية قضية أمن قومي

  • 12/19/2022
  • 01:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ضرورة إنشاء محتويات رقمية جاذبة للأجيال الجديدة باللغة العربية أكد‭ ‬خبير‭ ‬لغوي‭ ‬أهمية‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الفروع‭ ‬التابعة‭ ‬لمنظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬والعربي،‭ ‬وذلك‭ ‬لأهمية‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى‭ ‬باعتبارها‭ ‬الركيزة‭ ‬الأولى‭ ‬للهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬محليا‭ ‬والهوية‭ ‬القومية‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬واصفا‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بأنها‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬قومي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬الأهمية‭ ‬الثقافية‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭.‬ جاء‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬احتفاء‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬العربي‭ ‬للتراث‭ ‬العالمي‭ ‬أمس‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للغة‭ ‬العربية،‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬مساهمة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬والثقافة‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬بحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬ وقال‭ ‬يوسف‭ ‬الصدّيق‭ ‬المترجم‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬مشروع‭ ‬نقل‭ ‬المعارف‭ ‬وأشرف‭ ‬على‭ ‬بعضها‭: ‬‮«‬إن‭ ‬هناك‭ ‬أجيال‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬إما‭ ‬لاعتبارات‭ ‬عقائدية‭ ‬أو‭ ‬لاعتبارات‭ ‬تعاملية‭ ‬ومصلحية‭ ‬تجارية‭ ‬وسياسية‭ ‬وغيرها‮»‬‭.‬ وبشأن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬دعا‭ ‬الصديق‭ ‬الأهل‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬والأسر‭ ‬إلى‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬وعدم‭ ‬التساهل‭ ‬المفرط‭ ‬مع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬لأن‭ ‬الطالب‭ ‬قد‭ ‬يتحدث‭ ‬الإنجليزية‭ ‬أو‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬مدرسته‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬بيته،‭ ‬معبرا‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬من‭ ‬تنامي‭ ‬ظاهرة‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬الذين‭ ‬يتحدثون‭ ‬مع‭ ‬أطفالهم‭ ‬باللغات‭ ‬الأجنبية‭.‬ وقال‭ ‬إن‭ ‬الأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬هي‭ ‬أجيال‭ ‬رقمية‭ ‬أو‭ ‬اتصالية‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يعيشون‭ ‬مع‭ ‬ذويهم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬أو‭ ‬الألعاب‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وهذا‭ ‬المحتوى‭ ‬الرقمي‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬الالتفات‭ ‬إليه‭ ‬باحترافية‭ ‬وجدية،‭ ‬مطالبا‭ ‬بإنشاء‭ ‬محتويات‭ ‬رقمية‭ ‬مهمة‭ ‬جاذبة‭ ‬وغنية‭ ‬وذات‭ ‬دلالة‭ ‬حتى‭ ‬تحظى‭ ‬بإقبال‭ ‬الناشئة‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭.‬ وتطرق‭ ‬يوسف‭ ‬الصدّيق‭ ‬المترجم‭ ‬التونسي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬أقدم‭ ‬اللغات‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬كانت‭ ‬المصدر‭ ‬الرئيس‭ ‬للمعارف‭ ‬العلمية‭ ‬والإنسانية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬الميلادي‭ ‬حتى‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الزخم‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬العلوم‭ ‬والفلسفات‭ ‬والآداب‭ ‬والفنون‭ ‬والعمارة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬اعتمدوا‭ ‬على‭ ‬الترجمات‭ ‬من‭ ‬العربية‭ ‬لإثراء‭ ‬معارفهم‭ ‬المتنوعة‭.‬ وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدونات‭ ‬الطبية‭ ‬والمدونات‭ ‬الفلسفية‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬العرب‭ ‬ظلت‭ ‬تدرس‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الأوروبية‭ ‬إما‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬مترجمة‭ ‬حتى‭ ‬بدايات‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭.‬ وكشف‭ ‬الصديق‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬مد‭ ‬اللغة‭ ‬الفرنسية‭ ‬بالمفردات‭ ‬والألفاظ‭ ‬بعد‭ ‬اللغة‭ ‬الإيطالية‭ ‬واللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العيب‭ ‬فينا‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬التفريط‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بخلاف‭ ‬الصينيين‭ ‬واليابانيين‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بالتعلم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مراحل‭ ‬التعليم‭ ‬بلغتهم‭ ‬الأصلية‭.‬ وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬تبقى‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬اللغات‭ ‬المعرضة‭ ‬للاندثار‭ ‬بفضل‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭.‬ بدوره‭ ‬تحدث‭ ‬علي‭ ‬مزرعة،‭ ‬المؤسس‭ ‬والرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للمعهد‭ ‬العربي‭ ‬للبحث‭ ‬الرقمي‭ ‬والمستشار‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التصميم‭ ‬المؤسسي‭ ‬للقطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬نيوزيلندا‭ ‬عن‭ ‬خبرة‭ ‬المعهد‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬المعرفة‭ ‬العلمية‭ ‬وأهمية‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬المعارف‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭.‬ وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬قال‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬المركز‭ ‬إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وعبر‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬العربي‭ ‬للتراث‭ ‬العالمي‭ ‬تحتفي‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬منذ‭ ‬اعتماده‭ ‬عام‭ ‬2013م‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬التزامها‭ ‬تجاه‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وتعزيز‭ ‬حضورها‭ ‬لدى‭ ‬النخب‭ ‬المثقفة‭ ‬والجمهور‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الترويج‭ ‬لأهميتها‭ ‬كوسيلة‭ ‬لحفظ‭ ‬الثقافة‭ ‬والهوية‭ ‬العربية‭ ‬الأصيلة‭.‬ هذا‭ ‬وتضمنت‭ ‬احتفالية‭ ‬المركز‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬للخط‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬الخطاط‭ ‬جاسم‭ ‬الجاسم،‭ ‬حيث‭ ‬شارك‭ ‬الحاضرون‭ ‬في‭ ‬ورشة‭ ‬العمل‭ ‬وتعلموا‭ ‬أساسيات‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬وتقنياته‭ ‬وجمالياته‭.‬ من‭ ‬الجدير‭ ‬ذكره‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تقرر‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬والذي‭ ‬يوافق‭ ‬تاريخ‭ ‬إقرار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إدخال‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬ضمن‭ ‬اللغات‭ ‬الرسمية‭ ‬ولغات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

مشاركة :