بعد النجاح الأوروبي الذي حظي به برنامجها التسجيلي الطويل «ميلاد» في عام 2014، تعود المُصورة الفوتوغرافية والمقدمة البلجيكية ليفا بلانكارت، إلى الشاشات التلفزيونية مجدداً في برنامج جديد يحمل عنوان: «يوم زفاف»، والذي يُمكن أن يُعَّد استكمالاً لخط برنامجها السابق، لجهة استمراره في نقل تقاليد وعادات شعوب من حول العالم، وهي تتهيأ لمناسبات شديدة الأهمية في حياتها. ذلك أن برنامج «ميلاد» رافق أُمّهات وعائلات وهي تستعد لاستقبال مواليدها الجدد، فيما سيكون برنامج «يوم زفاف»، مع شخصياته وهي تتحضر لحفلات زفافها. تكون المناسبات الاجتماعية في البرنامجين، الكوة للتعرف إلى أحوال مجتمعات مجهولة لكثر، والمدخل لمساءلة قضايا حساسة تقارعها هذه المجتمعات مثل: وضع المرأة والدين وحال الحب. كما يزور البرنامج في حلقة فارقة في حزنها، مخيم الزعتري في الأردن. ويرافق من هناك التحضيرات لحفلة زفاف سوريين. وكما كانت الحال في البرنامج السابق، تستهل كل حلقة من برنامج «يوم زفاف» (يعرض على شاشة قناة «كنفاس» البلجيكية الحكومية)، بعداد يسجل عدد حفلات الزواج اليومي في بلدان الحلقات. يتنقل البرنامج بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، إذ يزور في حلقاته 8 بلدان، هي: الأردن، بلجيكا، الصين، السنغال، المكسيك، النيبال، الولايات المتحدة، والهند. تصف بلانكارت الأجواء مع اقترابها من مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، وكأنها مُحملة بعنف الحروب وثقلها النفسي القاتم. لكنها وما إن تطأ أرض المخيم، حتى تفاجأ بإصرار ساكنيه على مواصلة حياتهم، على رغم أنهم يعيشون في ما يشبه السجن، محاطين بالأسلاك والحرس. ستعثر المصورة البلجيكية على شاب سوري يسمح للبرنامج بتصوير استعداداته لحفلة زواجه. يعيش الشاب ذاك في المخيم مع أخيه الأكبر، وهذا الأخير هو الذي رتب «الكارافان»، الذي سيكون بيت الزوجية، بينما قطعت الحرب السورية أوصال العائلة الريفية الكبيرة التي تتوزع اليوم على بلدان عدة. لا تكتفي المقدمة بالتركيز على شخصيات معدودة في مخيم اللاجئين السوريين، إذ أنها ستحقق في اتجاهات عدة، فتزور شارع «الشانزليزيه» التجاري في قلب المخيم، حيث يقع محل لبدلات العرائس. وتوجه الانتباه لاقتصاد حيوي نشأ في المخيم. تقابل «بلانكارت» نساء وأمهات سوريات تقطع بهن سبل التواصل مع أبنائهن في سورية. كما تحاول أن تقارب قضايا حقوق المرأة في المخيم وفي المجتمعات العربية عموماً. يصوغ البرنامج أحياناً مشهديات خاصة ساكنة، تشبه فن التصوير الفوتوغرافي. والأخير هو نشاط مواز للمقدمة، التي تطلق مع عرض برامجها معارض متنقلة لأعمالها التي أنجزتها في رحلاتها التلفزيونية، مع كتاب صور فوتوغرافية عن شخصيات برامجها. يمنح المزج بين التلفزيون والفوتوغرافيا هذه البرامج روحاً فنيّة متأملة، فالكاميرا تقف أحياناً على صور بعينها، ويكون الإطار العام للمشهد هو ذاته للصورة الفوتوغرافية التي كانت المصورة تلتقطها بكاميرا لا تفارقها، مانحاً المشاهد فرصة للتمعن في أحوال الشخصيات، والمشاعر المتضاربة المكبوتة التي يمكن الاستدلال على بعضها في ثنايا الاحتفالات العامة. ولعل الحصيلة الأهم التي يكشفها برنامج «يوم زفاف»، هي وضع المرأة المتأخر في البلدان التي زارها. فعلى رغم أن احتفال الزفاف هو بديهياً للشريكة (المرأة) أيضاً، إلا أن تفاصيل الحلقات تبين أن ليس لدى نساء البرنامج الكثير الذي يستحق الاحتفال من أجله. فحلقة السنغال نقلت كيف أن تسجيل عقد الزواج في المحكمة هناك، يشترط معرفة نية الزوج، إذا كان يخطط لزواج واحد أو يفكر في زيجات متعددة. وهو السؤال الذي كانت إجابته «نعم» في الحالات التي صورتها الحلقة. فيما كان الشاب السوري اللاجئ في مخيم الزعتري حازماً في توجيه الأوامر لزوجته الشابة، بأن تغطي وجهها بالكامل أثناء زفافهما، وقال انه سيقودها حتى لا تسقط في حفرة أو تفقد توازنها في طريقهما إلى بيت الزوجية.
مشاركة :