ابتكر الإيرانيون طريقة جديدة للتعبير عن استمرار احتجاجاتهم ضد نظام الملالي القمعي؛ إذ شهدت مناطق مختلفة في العاصمة طهران ومدن أخرى احتشاد المواطنين في نوافذ وشرفات منازلهم، فجر الإثنين، ورددوا شعارات «الموت للديكتاتور» و«الموت لخامنئي قاتل الأطفال». كما ردد المتظاهرون شعارات مناهضة للحرس الثوري الإيراني والباسيج مثل «الموت للحرس الثوري» و«الموت للباسيج» و«أيها الباسيجي أنت داعشنا». في مناطق سلسبيل، أحد أحياء طهران القديمة، رددت مجموعة من المتظاهرين شعارات: «الفقر والفساد والغلاء، نحن في طريقنا للإطاحة بالنظام» في شعاراتهم الليلية. وفي حي دربند بطهران كانت شعارات «هذا العام هو عام الدم سیسقط فیه المرشد علي خامنئي»، وفي طهرانسر، الواقعة غرب طهران، كتب المتظاهرون «العار لا يُمحى بالطلاء» على الجدران بعدما أزالت البلدية شعارات الاحتجاج. وانطلقت الاحتجاجات العامة في إيران، 26 سبتمبر الماضي، تحت شعار «المرأة، الحياة، الحرية»، بعد وفاة مهسا أميني في حجز دورية شرطة الأخلاق. ووفقًا لتقرير مجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران، شهدت 161 مدينة إيرانية على الأقل احتجاجات بالشوارع منذ بداية الاحتجاجات العامة في إيران. فيما اعتقلت السلطات الإيرانية نحو 20 ألف شخص وحكمت بالإعدام بتهمة «الحرابة» على 41 محتجًا، نفذت الحكم في اثنين منهم مما أثار غضبًا أمميًا ودوليًا. كما لجأت السلطات الإيرانية إلى شتى أنواع القمع لإخماد الاحتجاجات على مستوى البلاد. وأفاد موقع حقوق الإنسان الكردي، هنغاو أن أحد المتظاهرين المعتقلين في مدينة بوكان الكردية بمحافظة أذربيجان الغربية، يُدعى محمد حاجي رسول بور، والذي دخل في غيبوبة، توفي في مستشفى قلي بور بالمدينة بسبب «إصابات خطيرة ناتجة عن التعذيب». وأضاف الموقع الحقوقي إن «حاجي رسول بور» كان أحد المعتقلين السياسيين السابقين الذين اعتقلتهم القوات الإيرانية خلال الاحتجاجات التي عمّت البلاد، ومن ضمنها مدينة بوكان الكردية في محافظة أذربيجان الغربية ودخل في غيبوبة بسبب التعذيب في المعتقل. بدورها، أعلنت العلاقات العامة بجامعة مدينة قم للعلوم الطبية في إيران، أن 4 رجال دين أصيبوا، جراء الاعتداء عليهم بأجسام حادة، لكن وكالة «حوزة للأنباء» ذكرت أن الجرح كان نتيجة إطلاق نار بواسطة بندقية. ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء القريبة من الحرس الثوري الإيراني، عن العلاقات العامة بجامعة قم للعلوم الطبية قولها، إنه قبل ظهر الأحد أصاب مجهولون أربعة رجال دين في «مناطق مختلفة» في قم، ونقل اثنان منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. على صعيد متصل، دعت المحامية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، الإيرانيين للانضمام إلى حملة سحب الأموال من البنوك. وقالت: "البنوك تعمل كذراع اقتصادية للنظام القاتل فقط، وليست مؤسسات لخدمة الشعب". وأضافت أن قمع الاحتجاجات الشعبية لم يهدأ منذ 2018، قائلة: الآن ثبت للجميع أنه لا توجد إرادة في النظام لقبول مطالب الشعب. وتابعت: شُكلت حملة يستطيع خلالها المواطنون عبر سحب أصولهم من البنوك توجيه ضربة كبيرة للهياكل القمعية. انضموا إلى هذه الحملة. وكشف تقرير أمريكي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» بعنوان «النظام الإيراني يتحرش بالسجينات»، عن حالات الاعتداء الجنسي بحق سجينات إيرانيات، مشددًا على أن عناصر النظام الإيراني يرتكبون أفعالاً لا أخلاقية بحقهن. كما أوضح أن امرأة عمرها 20 عامًا تعرضت للاغتصاب بعدما اعتقلت بتهمة قيادة الاحتجاجات، ثم نُقلت إلى مستشفى في كرج بسبب نزيف أصابها إلى أن احتجزت في السجن ثانية. ولفت أيضًا إلى وجود وثائق من منظمة هيومان رايتس ووتش، ومن منظمة العفو الدولية، تؤكد وقوع حالات تحرش واغتصاب بحق المتظاهرات في إيران.
مشاركة :