أعيد انتخاب الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم اليوم الإثنين، ليتغلب بذلك على الفضيحة التي طالته بعد العثور على أموال مخبأة في مزرعته الخاصة ومما يمهد الطريق أمامه للترشح لولاية رئاسية ثانية في 2024. وفي الوقت الذي رحبت فيه الأسواق بإعادة انتخاب رامافوزا باعتبار ذلك مؤشرا على استمرار السياسة الاقتصادية في البلاد فإن الرئيس الجنوب الإفريقي يواجه الآن مهمة إعادة بناء الدعم لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي تلاحقه شبهات بالفساد وسط انقطاع متكرر للتيار الكهربائي مما أضر بالأعمال التجارية وأدى لتفاقم البطالة. وكان المستقبل السياسي لرامافوزا على وشك الانهيار في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن أصدرت لجنة من الخبراء تقريرا قالت فيه إن الأدلة الأولية تشير إلى أنه ربما يكون قد انتهك الدستور بعد العثور على كمية كبيرة من العملات الأجنبية في مزرعته. ونفى رامافوزا ارتكاب أي مخالفات فيما يتعلق بهذه الفضيحة، المعروفة إعلاميا باسم “فارم جيت”، وتقدم بطعن على التقرير أمام القضاء، ولم توجه له أي تهمة لكن بعض خصومه طالبوه بالاستقالة. وفي تجمع حزبي في جوهانسبرج، حصل رامافوزا على 57% من الأصوات فيما حصل منافسه وزير الصحة السابق زويلي مخيزي على 43 بالمئة ليفوز رامافوزا بفترة ولاية ثانية مدتها 5 سنوات كرئيس للحزب، كما فاز الكثير من حلفائه بالعديد من المناصب العليا في قيادة الحزب. وستجري جنوب إفريقيا وهي الدولة الصناعية الأولى في إفريقيا انتخاباتها العامة المقبلة في 2024. وفي الانتخابات البلدية العام الماضي، فاز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بأقل من 50% من الأصوات للمرة الأولى منذ أن تولى الحزب مقاليد السلطة في البلاد بعد نهاية حكم الأقلية البيضاء في عام 1994. وتصافح رامافوزا ومخيزي بعد إعلان النتائج فيما دخل مندوبو الحزب في حالة من الغناء والرقص احتفالا بالنتيجة. وكان مخيزي يشغل منصب وزير الصحة في البلاد خلال جائحة كوفيد-19 قبل أن يمنحه رامافوزا إجازة خاصة العام الماضي بعد ما أثير عن منح وزارته عقودا بشكل غير قانوني لشركة اتصالات يسيطر عليها شركاؤه السابقون، ونفى مخيزي ارتكاب أي مخالفات تتعلق بالعقود.
مشاركة :