فرَّقت قوات الأمن السودانية مسيرات حاشدة خرجت في مدن العاصمة الثلاث؛ الخرطوم، وبحري، وأم درمان، في الذكرى الرابعة لـ«ثورة 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018» التي أطاحت نظام عمر البشير الذي حكم السودان بالتعاون مع الإسلاميين لمدة 30 عاماً. وردد المتظاهرون هتافات رافضة للتسوية السياسية التي وقَّعها تحالف «الحرية والتغيير» المعارض مع قادة الجيش التي سُميت «الاتفاق الإطاري»، بينما تصدت الشرطة وقوات الأمن للمتظاهرين بالغاز المسيّل للدموع والقنابل الصوتية، وفرضت إجراءات أمنية مشددة للحيلولة دون وصولهم إلى القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، وذلك عند وصول الموكب القادم من منطقة الصحافة في جنوب الخرطوم، إلى بداية الشارع المؤدي إلى القصر. كما استخدمت الشرطة عنفاً مفرطاً تجاه المتظاهرين الذين انطلقوا من أحياء مدينة أم درمان، إلا أنهم نجحوا في الاقتراب من مقر البرلمان القريب من جسر النيل الأبيض. وكانت السلطات قد استبقت المظاهرات بإغلاق الجسور الرئيسية التي تربط مدن العاصمة الثلاث، بحاويات الشحن الضخمة، ونشرت أعداداً كبيرة من قواتها في المداخل الرئيسية. وسدت قوات الشرطة والأمن والجيش بالحواجز الإسمنتية الكبيرة وسيارات الدفع الرباعي غالبية الطرقات الرئيسية المؤدية إلى وسط الخرطوم؛ حيث يوجد القصر الرئاسي. كما استبقت تلك الإجراءات الأمنية المشددة بإعلان أمس عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد، بمناسبة «ذكرى الثورة». في موازاة ذلك، أصدرت أمس «الجبهة الثورية»، المكونة من الحركات المسلحة التي وقَّعت على «اتفاق جوبا للسلام»، بياناً بمناسبة مرور 4 أعوام على ثورة ديسمبر، أكدت فيه تمسكها بـ«شعارات الثورة في إقامة الدولة المدنية التي خرج من أجلها الشعب السوداني ضد النظام المعزول». ودعت الجبهة الثورية كل الأطراف للانخراط في العملية السياسية، والتوقيع على «الاتفاق الإطاري» الذي وصفته بأنه يشكل «المدخل الصحيح لحل الأزمة في البلاد». ...المزيد
مشاركة :