ينعكس نشاط السياحة الداخلية على نمو إيرادات وربحية الشركات العاملة بالدولة في القطاعات الاقتصادية المختلفة، حيث لا تقتصر المكاسب على الفنادق والشركات السياحية، وإنما تمتد إلى البنوك والشركات المختلفة في القطاعات الخدمية والترويجية والترفيهية، بحسب خبراء الاقتصاد. وتوقع هؤلاء في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن تسهم حملة «أجمل شتاء في العالم»، في زيادة الإيرادات بنسبة لا تقل عن 30 %، خصوصاً مع زيادة السياحة الخارجية التي تنمو بشكل ملحوظ في مثل هذه الفترة من العام في ظل الفعاليات والمبادرات الحكومية المختلفة. وأطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الدورة الثالثة لحملة «أجمل شتاء في العالم» التي ينفذها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد، ومختلف الهيئات المعنية بالسياحة والثقافة والتراث بالدولة، وتستمر من 15 ديسمبر 2021 حتى نهاية شهر يناير 2022. واستطاعت الحملة في العام الماضي - وبالتزامن مع اعتماد استراتيجية السياحة الداخلية والهوية السياحية الموحدة في القطاع السياحي- أن تحقق الكثير من الأهداف والنتائج الإيجابية، ومن أبرزها الترويج للسياحة الداخلية، وكذلك التشجيع على استكشاف أبرز معالم الدولة ووجهاتها السياحية، وأيضاً تسليط الضوء على تاريخها وتراثها وطبيعتها وتضاريسها المتنوعة. عروض البنوك وأكد محمد شاكر، الخبير المالي والمصرفي، أن نشاط السياحة الداخلية ينعكس بشكل عام على نمو إيرادات البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الدولة، وذلك عبر زيادة الحجوزات الفندقية وزيادة مبيعات الباقات السياحية وتذاكر السفر، إلى جانب زيادة الإنفاق عبر البطاقات الائتمانية وغير ذلك. وأوضح شاكر أن البنوك دائماً ما توفر لعملائها، في مثل هذه الفترة من العام، العروض والحملات الترويجية من أجل تشجيع السياحة الداخلية، وتتضمن تلك العروض خصومات على أفضل سعر متاح في أفضل وأشهر الفنادق المنتشرة في أنحاء الدولة، وخصومات على تذاكر أهم الأماكن والمتنزهات الترفيهية والمعالم والوجهات السياحية، إضافة إلى خطط التقسيط من دون فوائد لمدة 3 أو 6 أو 9 أشهر عند شراء باقات العطلات. وقال إن عروض اشتر واحد واحصل على واحد مجاناً تمثل أهم العروض التي تنشط السياحة الداخلية، وذلك عند الدفع باستخدام بطاقات الخصم والبطاقات الائتمانية في المطاعم والمقاهي المختلفة داخل الدولة، لافتاً إلى أن بنوكاً محلية أطلقت بوابات متخصصة للسفر كحل سهل وبسيط وفي متناول أيدي العملاء، حيث يمكن من خلالها حجز تذاكر الإقامة في 500 ألف فندق داخل وخارج الدولة مع الحصول على ليالي إقامة مجانية في الفندق عند حجز إقامة في الفندق عبر البوابة، وحجز تذاكر الطيران لدى أكثر من 800 شركة طيران أو تأجير السيارات أو الاستبدال والدفع بوساطة أميال البطاقات. أخبار ذات صلة الإمارات تدعو إلى إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط تضامن إماراتي مع ماليزيا في ضحايا الانهيار الأرضي انعكاسات إيجابية ومن جهته، أكد ربيع فخر الدين، المؤسس، الرئيس التنفيذي لمجموعة «7 Management» أن نشاط السياحة الداخلية في مثل هذه الفترة من العام ينعكس بصورة إيجابية على زيادة إيرادات وربحية الشركات العاملة في الدولة (بمعدل 30% في المتوسط)، ما يشجعها على التوسع الداخلي وزيادة حجم أعمالها، مدللاً على ذلك بأن مجموعة «مانجيمنت 7»، تنفذ خططاً للتوسع داخل الدولة، خاصة في أبوظبي، وخارجها في الدول الخليجية مثل البحرين والسعودية، كما تخطط خلال العامين المقبلين للتوسع إلى العاصمة المصرية القاهرة، إضافة إلى العاصمة الأردنية عمان، والعاصمة البريطانية لندن والعاصمة اليونانية أثينا. وقال فخر الدين، إن الأفكار الجديدة التي تقدمها حكومة دولة الإمارات لتنشيط السياحة الداخلية وجذب السياح والزوار والتفوق على المنافسين، دائماً ما يكون لها مردود إيجابي على الشركات التي تعمل في قطاع المأكولات والمشروبات في الإمارات، ودائماً ما تؤكد أن القطاع لا يزال في طور النمو ولم يصل إلى مرحلة التشبع. وأضاف أن حملة «أجمل شتاء في العالم»، بوصفها نموذجاً لتلك المبادرات تسعى إلى الترويج للسياحة إلى الإمارات ككل واحد، وهو ما يترجم المبدأ السادس من المبادئ العشرة لوثيقة الخمسين بأن دولة الإمارات وجهة اقتصادية واحدة، ووجهة سياحية واحدة.. ووجهة ثقافية واحدة. وأوضح أن الحملة أصبحت عنصراً رئيساً لتنشيط السياحة الوطنية الداخلية، حيث حققت في العام الماضي زيادة في السياحة الداخلية بنسبة 36% إلى 1.3 مليون سائح داخلي، كما باتت رافداً مهماً لتعرّيف السياح داخل الإمارات ومن مختلف دول المنطقة والعالم على جواهرها الطبيعية والثقافية والسياحية والترفيهية، مشيراً إلى أن «أجمل شتاء في العالم» باتت تمثل محطة مفصلية جديدة على الأجندة السياحية لدولة الإمارات، حيث توفر فرصة فريدة للاستمتاع بجمال دولة الإمارات وإبراز تميز منتجها وخدماتها السياحية، وتتيح للسائح المحلي والدولي فرصة التمتع بالخصوصية السياحية والإرث الثقافي والتاريخي والتراثي والبيئي الغني، وخوض تجربة سياحية استثنائية خلال الإجازة الشتوية. وأوضح فخر الدين أن جميع المؤسسات العاملة في الدولة تحرص على المشاركة، ودعم المبادرات الحكومية لتنشيط السياحة الداخلية التي تعد ترجمة عملية لقيم الضيافة التي تتميز بها دولة الإمارات وانفتاحها على العالم وترحيبها بالجميع، منوهاً بأن جميع المؤسسات والشركات العاملة في القطاعات الاقتصادية المختلفة في الدولة تتكاتف من أجل دعم وتنشيط السياحة الداخلية، ومنها على سبيل المثال تقديم عروض خصومات على أفضل سعر متاح في أفضل وأشهر الفنادق المنتشرة في أنحاء الدولة، وخصومات على تذاكر أهم الأماكن والمتنزهات الترفيهية والمعالم والوجهات السياحية، إضافة إلى خطط التقسيط من دون فوائد لمدة 3 أو 6 أو 9 أشهر عند شراء باقات العطلات، وأخيراً عروض اشتر واحد واحصل على واحد مجاناً عند الدفع باستخدام بطاقات الخصم والبطاقات الائتمانية في المطاعم والمقاهي داخل الإمارات. انعكاسات إيجابية قال الدكتور محمد بن علي الوهيبي، مؤسس متحف الغموض في دبي، إن النشاط السياحي الذي تشهده دولة الإمارات خلال موسم الشتاء سواء من السياحة الداخلية أو السياحة الوافدة إلى الدولة، دائماً ما تكون له انعكاسات إيجابية على إيرادات الشركات العاملة في القطاعات المختلفة، متوقعاً أن تنمو إيرادات الشركة في ظل زيادة متوقعة في أعداد الزائرين للمتحف بنسبة لا تقل عن 30%. وأكد الوهيبي أن دولة الإمارات دائماً ما تدعم القطاع الخاص وتطلق المبادرات التي يكون لها أثر إيجابي على النشاط السياحي في الدولة وتُعد مبادرة «أجمل شتاء في العالم» من أهم تلك المبادرات، حيث يرجح أن تسهم في عودة النشاط السياحي لمستويات ما قبل جائحة «كوفيد - 19». وأشار إلى أن دولة الإمارات دائماً ما تتميز بتصنيفها واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، ورغم تأثر حركة السياحة العالمية بتداعيات «الجائحة»، إلا أن الدولة حافظت على جاذبيتها حتى أن عدد زوار متحف الغموض في دبي بلغ نحو 300 ألف زائر خلال 4 سنوات متضمنة فترة التوقف بسبب «كورونا» وفترات الصيف التي عادة ما يقل فيها الإقبال بسبب ارتفاع درجة الحرارة وسفر نسبة كبير من سكان الدولة إلى الخارج، منوهاً بأن جودة وتميز الفكرة هي أساس لنجاح أي مشروع استثماري، حيث يعد متحف الغموض في دبي أول متحف خاص من نوعه في منطقة الخليج يوفر تجربة فريدة من نوعها لجميع الفئات والأعمار في المجتمع. ولفت الوهيبي إلى أن نشاط السياحة الخارجية في فترة الشتاء يكون له تأثير إيجابي من جانب آخر على نمو أعمال الشركات وتوسعها، حيث إن بعض رجال الأعمال القادمين للدولة من أجل السياحة يجدون في الإمارات فرصاً مغرية لعقد الصفقات الاستثمارية والتجارية.
مشاركة :