يستضيف الأردن، الثلاثاء، النسخة الثانية من "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، وهي قمة إقليمية ثانية لدول جوار العراق، تهدف لـ"تطوير آليات التعاون مع بغداد بما يعزز الأمن والاستقرار ويسهم في عملية التنمية بالمنطقة". ويعقد مؤتمر "بغداد 2" في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على ساحل البحر الميت (50 كيلومتراً غربي عمّان)، بعد دورة أولى أقيمت بالعاصمة العراقية في أغسطس 2021 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعراق. ويشارك في المؤتمر عدد من قادة وممثلي الدول والمنظمات الإقليمية، وتشمل الدول المشاركة مصر والسعودية، والإمارات، وقطر، والبحرين، والكويت، وسلطنة عُمان، وتركيا وإيران، بحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا". هذا وأعلنت وكالة أنباء الإمارات "وام"، الثلاثاء، أن الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة يرأس وفد الدولة إلى "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" وذلك نيابة عن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. كما ذكرت الأنباء الكويتية "كونا" أنه نيابة عن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، غادر رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الجابر الصباح متوجهاً إلى الأردن لترؤس وفد بلاده في "مؤتمر بغداد2". ومن المرتقب أيضاً أن يشارك في المؤتمر أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف، وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي. ويحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بصفة ضيف، سفراء الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن المعتمدين لدى الأردن، بحسب "بترا". أهداف المؤتمر ويأتي "مؤتمر بغداد2" بهدف "التأكيد على دعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره، ولتطوير آليات التعاون معه بما يعزز الأمن والاستقرار ويسهم في عملية التنمية في المنطقة"، بحسب وكالة "بترا". من جهته، قال المتحدث باسم الوزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف إن المؤتمر "سينعقد للتأكيد على دعم الدول المشاركة للعراق في عدة ملفات منها سيادة العراق وأمنه واستقراره، ودعم العملية السياسية، والمسيرة الاقتصادية والتنموية وإعادة الإعمار، وبما يلبي طموحات الشعب العراقي". وأوضح الصحاف لوكالة الأنباء العراقية "واع" أن من أهداف القمة "تطوير آليات التعاون الإقليمية مع العراق في عدد من المجالات التي تشمل مكافحة الإرهاب والأمن الغذائي والأمن المائي والطاقة وغيرها، بالإضافة إلى بحث آليات التعاون الإقليمية التي تحقق التكامل والأمن والاستقرار في المنطقة". وأشار إلى أن "المشاركين هم المشاركون في مؤتمر بغداد بدورته الأولى بالإضافة إلى كل من سلطنة عمان ومملكة البحرين والاتحاد الأوروبي". وكانت الرئاسة الفرنسية أكدت أن "الهدف من اجتماع كهذا هو جمع جيران العراق وشركائه حول الطاولة في محاولة للمضي قدماً عبر تعزيز الحوار". لكنّ الرهان يبقى محفوفاً بالمخاطر في منطقة غير مستقرة أساساً، إذ تشهد إيران "قمعاً" لتظاهرات فيما توصل العراق قبل فترة وجيزة لتسوية هشة بعد أزمة سياسية استنزفته مدة سنة، أما سوريا فلا تزال ساحة مواجهات بين قوى متناحرة، في حين يغرق لبنان في شلل سياسي على وقع فراغ رئاسي، بحسب وكالة "فرانس برس". ويهدف المؤتمر، وفق الإليزيه، إلى "تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه وازدهاره، ودرس الوضع في المنطقة بأسرها، باعتبار أن العراق بلد محوري فيها". ويقول مدير معهد الشرق الأدنى والخليج للدراسات العسكرية رياض قهوجي لوكالة "فرانس برس" إن للمؤتمر "طموحات كبيرة لكن لا أحد ينتظر معجزات"، لافتاً إلى أن فرنسا هي بمثابة "رأس حربة للغرب في إبقاء شعرة معاوية مع الطرف الإيراني، خصوصاً على وقع الجمود في مفاوضات فيينا" النووية. هذا ورأى وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان الذي وصل إلى عمان في وقت سابق، أن القمة "ستشكّل فرصة جيدة بالنسبة إلينا لاستكمال هذه المباحثات". لكن قهوجي أكد على ضرورة معاينة موقف إيران باعتبارها "العنوان الكبير" ذلك أن يدها "موجودة في كل مكان، من العراق إلى سوريا مروراً بلبنان واليمن". وزاد: "لا يريد الإيراني أن يتنازل عن أي مكتسبات، فهو يتفاوض من منطلق ما لي هو لي في هذه الدول"، معتبراً أن السؤال الأبرز يبقى "هل ستظهر طهران ليونة أكثر أو استعداداً أكثر أو تقدم نتائج ملموسة؟" خلال المؤتمر، لكنه في الوقت ذاته، لا يتوقع أن "تتحلحل الأمور" طالما أن "الموقف الإيراني لا يتغير". وتوقعت "فرانس برس" أن يتناول الاجتماع كذلك قضايا مشتركة على غرار الاحترار المناخي والأمن الغذائي فضلاً عن التعاون الإقليمي في مجال الطاقة. وعلى جدول أعمال ماكرون الذي زار، الاثنين، حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديجول" قبالة سواحل مصر للاحتفال بعيد الميلاد مع القوات الفرنسية، لقاء مع ملك الأردن عبد الله الثاني "الحليف في محاربة الإرهاب"، بحسب باريس.
مشاركة :