عمان - (وكالات الأنباء): قُتل ثلاثة من عناصر الأمن وجرح خمسة آخرون خلال مداهمة استهدفت خلية إرهابية تضم مشتبها به في مقتل نائب مدير شرطة محافظة معان (جنوب المملكة) خلال التعامل مع احتجاجات، حسبما أعلنت مديرية الأمن العام امس الإثنين. وقالت في بيان إن «مديرية الأمن العام تنعى استشهاد ثلاثة من مرتباتها، وإصابة خمسة آخرين قبل قليل خلال مداهمة خلية ارهابية بينهم المشتبه به بمقتل الشهيد العقيد عبدالرزاق الدلابيح». وأضافت أن المداهمة في معان (218 كلم جنوب عمان) أدت إلى «مقتل المشتبه به، وهو من حملة الفكر التكفيري، وضبط تسعة أشخاص آخرين وضُبط بحوزتهم مجموعة من الاسلحة النارية» مشيرة إلى أن «التحقيقات لازالت جارية». وفي وقت لاحق، قالت مديرية الأمن في بيان ثان حول تفاصيل المداهمة ان «قوة أمنية خاصة قامت صباح امس (الإثنين) بتنفيذ مداهمة لخلية ارهابية في منطقة الحسينية في محافظة معان، بعد أن قادت التحقيقات التي قام بها الفريق التحقيقي المكلف بحادثة استشهاد العميد الدلابيح بحصر الاشتباه بمجموعة من الاشقاء من حملة الفكر التكفيري». واضاف ان «القوة الامنية حاصرت مكان وجود المشتبه بهم، إذ قام احدهم وفور بدء المداهمة بإطلاق عيارات نارية كثيفة من سلاح اوتوماتيكي باتجاه القوة وتم تطبيق قواعد الاشتباك معه مما اسفر عن استشهاد ثلاثة من ضباط وافراد القوة واصابة خمسة آخرين ومقتل الإرهابي مطلق النار». وأكد البيان ان «المداهمة أفضت لالقاء القبض على تسعة اشخاص مشتبه بتورطهم في القضية، منهم اربعة اشقاء للإرهابي المقتول الذي اطلق النار باتجاه القوة وثلاثة آخرين من ابناء احدهم ومعهم شخصان آخران كانا برفقتهم وضُبط بحوزتهم مجموعة من الاسلحة النارية الاتوماتيكية وكمية كبيرة من الذخيرة». وقُتل الدلابيح وهو نائب مدير شرطة محافظة معان خلال التعامل مع «أعمال شغب» شهدتها احتجاجات على ارتفاع أسعار المحروقات، كما أصيب رجلا أمن، وفق ما أعلن الأمن العام الجمعة الماضية. ودان الملك عبدالله الثاني الجمعة مقتل العقيد متعهدا بأن «ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء». وكان وجهاء وأبناء معان اصدروا الجمعة الماضية بيانا نعوا فيه العقيد الدلابيح مؤكدين «رفضهم واستنكارهم أي فعل خارج عن القانون». ولاحقا أعلن الأمن العام إصابة 49 من عناصر الأمن العام خلال أعمال الشغب، وأنه تم الاعتداء على 70 آلية للأمن العام وأكثر من 90 آلية لمواطنين. وتعهد الأمن العام بالضرب «بيد من حديد». وشهدت محافظات في جنوب الأردن مؤخرا إضرابات سلمية في الغالب، احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات، بدأت بسائقي الشاحنات وانضمّ إليهم سائقو سيارات أجرة وحافلات عمومية أحيانًا. وأغلقت الأسواق والمحلات التجارية الأربعاء الماضي في معان والكرك (نحو 114 كلم جنوب عمان) ومحافظة مادبا (35 كلم جنوب عمان) تضامنا مع هذه الحركة. وتقارب أسعار المحروقات ضعف ما كانت عليه العام الماضي خصوصا السولار الذي يشكل الوقود الأساسي للشاحنات والحافلات، والجاز الذي يعد وقود التدفئة الرئيسي للفقراء. وقدمت الحكومة بعض الحلول بينها زيادة أجور الشحن، وتوزيع مبالغ مالية دعما للأسر الأكثر تضررا، لكن يبدو أنها لم تكن مرضية بشكل كاف للمضربين.
مشاركة :