إيران ترى في قـمـة الأردن «فرصة» لتحريك مباحثات الاتفاق النووي

  • 12/20/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طهران‭ - (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬رأى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيراني‭ ‬حسين‭ ‬أمير‭ ‬عبداللهيان‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬الاقليمية‭ ‬التي‭ ‬يستضيفها‭ ‬الأردن‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬قد‭ ‬تشكّل‭ ‬‮«‬فرصة‮»‬‭ ‬لتحريك‭ ‬المباحثات‭ ‬بشأن‭ ‬إحياء‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬والمتعثرة‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‭. ‬وأبرمت‭ ‬إيران‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬كبرى‭ (‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فرنسا،‭ ‬بريطانيا،‭ ‬روسيا،‭ ‬الصين،‭ ‬ألمانيا‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬اتفاقا‭ ‬بشأن‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬أتاح‭ ‬رفع‭ ‬عقوبات‭ ‬عنها‭ ‬لقاء‭ ‬خفض‭ ‬أنشطتها‭ ‬النووية‭ ‬وضمان‭ ‬سلمية‭ ‬برنامجها‭. ‬ إلا‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬انسحبت‭ ‬منه‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬رئيسها‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬معيدة‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬ردت‭ ‬بالتراجع‭ ‬تدريجا‭ ‬عن‭ ‬معظم‭ ‬التزاماتها‭. ‬وبدأت‭ ‬إيران‭ ‬وأطراف‭ ‬الاتفاق،‭ ‬بتنسيق‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ومشاركة‭ ‬أميركية‭ ‬غير‭ ‬مباشرة،‭ ‬مباحثات‭ ‬لإحيائه‭ ‬في‭ ‬بريل‭ ‬2021‭. ‬وتعثر‭ ‬التفاوض‭ ‬مطلع‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬الأطراف‭ ‬الغربيين‭ ‬أن‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬مسودة‭ ‬تفاهم‭ ‬كان‭ ‬‮«‬غير‭ ‬بنّاء‮»‬‭. ‬ ويستضيف‭ ‬الأردن‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬قمة‭ ‬إقليمية‭ ‬تجمع‭ ‬العراق‭ ‬ودول‭ ‬الجوار‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬فرنسا،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يحضرها‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬جوزيب‭ ‬بوريل‭ ‬ومعاونه‭ ‬انريكي‭ ‬مورا‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬التنسيق‭ ‬المباشر‭ ‬لمباحثات‭ ‬النووي‭. ‬وقال‭ ‬أمير‭ ‬عبداللهيان‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المحطة‭ ‬‮«‬ستشكّل‭ ‬فرصة‭ ‬جيدة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‭ ‬لاستكمال‭ ‬هذه‭ ‬المباحثات‮»‬‭. ‬وكرر‭ ‬الوزير‭ ‬التي‭ ‬سيمثّل‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬القمة،‭ ‬موقف‭ ‬إيران‭ ‬الذي‭ ‬يحمّل‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬خصوصا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬مسؤولية‭ ‬عدم‭ ‬انجاز‭ ‬المباحثات‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬تفعيل‭ ‬اتفاق‭ ‬العام‭ ‬2015‭. ‬وأعرب‭ ‬أمير‭ ‬عبداللهيان‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬لمس‭ ‬‮«‬تغيير‭ ‬في‭ ‬المقاربة‭ ‬الأميركية‭ ‬التي‭ ‬شهدناها‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وأن‭ ‬يتصرف‭ ‬الجانب‭ ‬الأميركي‭ ‬بطريقة‭ ‬واقعية‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬أقول‭ ‬بوضوح‭ ‬للأميركيين‭ ‬أن‭ ‬عليهم‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬النفاق‭ ‬وبين‭ ‬طلب‭ ‬انجاز‭ ‬اتفاق‭ ‬وعودة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الى‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‮»‬،‭ ‬الاسم‭ ‬الرسمي‭ ‬للاتفاق‭ ‬النووي‭. ‬ وكان‭ ‬جوزيب‭ ‬بوريل‭ ‬مسؤول‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الاوروبي‭ ‬قد‭ ‬قال‭ ‬الاسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬بروكسل‭ ‬بعد‭ ‬اجتماع‭ ‬لمسؤولي‭ ‬التكتل‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬خيار‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‭ (‬الاتفاق‭ ‬النووي‭) ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬تطوير‭ ‬إيران‭ ‬لأسلحة‭ ‬نووية‭. ‬وتقضي‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‭ ‬لعام‭ ‬2015‭ ‬بأن‭ ‬تكبح‭ ‬طهران‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬مقابل‭ ‬تخفيف‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عن‭ ‬كاهلها‭. ‬وأضاف‭ ‬بوريل‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نواصل‭ ‬الانخراط‭ ‬قدر‭ ‬الامكان‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬احياء‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭. ‬ وقدر‭ ‬تقرير‭ ‬للمخابرات‭ ‬الامريكية‭ ‬نشر‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬بتقييم‭ ‬شديد‭ ‬الثقة‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭ ‬حتى‭ ‬خريف‭ ‬عام‭ ‬2003حين‭ ‬أوقفت‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭. ‬يقول‭ ‬دبلوماسيون‭ ‬انهم‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬لم‭ ‬تبدأ‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬حتى‭ ‬90‭ ‬بالمائة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قالوا‭ ‬انهم‭ ‬يعتبرونه‭ ‬خطا‭ ‬أحمر‭. ‬وقال‭ ‬دبلوماسي‭ ‬غربي‭ ‬اذا‭ ‬استأنفت‭ ‬ايران‭ ‬بوضوح‭ ‬برنامجها‭ ‬العسكري‭ ‬ وبدأت‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬بنسبة‭ ‬90‭ ‬بالمائة‭ ‬فسيتغير‭ ‬النقاش‭ ‬تماما‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأوروبا‭ ‬واسرائيل‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬المسار‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬سيظل‭ ‬مفتوحا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭. ‬وأصبح‭ ‬السياسيون‭ ‬الامريكيون‭ ‬أكثر‭ ‬مقاومة‭ ‬لفكرة‭ ‬ابرام‭ ‬اتفاق‭ ‬بسبب‭ ‬حملة‭ ‬القمع‭ ‬الايرانية‭ ‬القاسية‭ ‬على‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬الشابة‭ ‬الايرانية‭ ‬الكردية‭ ‬مهسا‭ ‬أميني‭ (‬22‭ ‬عاما‭) ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬أثناء‭ ‬احتجازها‭ ‬لدى‭ ‬شرطة‭ ‬الاخلاق‭. ‬وكثفت‭ ‬ادارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الامريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬الاشهر‭ ‬الاخيرة‭ ‬واستهدفت‭ ‬كيانات‭ ‬صينية‭ ‬تسهل‭ ‬مبيعات‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬الايراني‭ ‬وعاقبت‭ ‬مسؤولين‭ ‬ايرانيين‭ ‬على‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭. ‬وقال‭ ‬مسؤول‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬ادارة‭ ‬بايدن‭ ‬طلب‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬ان‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تعثر‭ ‬المفاوضات‭ ‬فان‭ ‬انريكي‭ ‬مورا‭ ‬وهو‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الاوروبي‭ ‬الذي‭ ‬ينسق‭ ‬المحادثات‭ ‬النووية‭ ‬يواصل‭ ‬التحدث‭ ‬الى‭ ‬جميع‭ ‬الاطراف‭. ‬ وخلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية،‭ ‬تراجع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬ملف‭ ‬المباحثات‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬العلن‭ ‬بينما‭ ‬تشهد‭ ‬إيران‭ ‬منذ‭ ‬16‭ ‬سبتمبر،‭ ‬احتجاجات‭ ‬على‭ ‬وفاة‭ ‬الشابة‭ ‬مهسا‭ ‬أميني‭ ‬بعد‭ ‬توقيفها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شرطة‭ ‬الأخلاق‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬عدم‭ ‬التزامها‭ ‬قواعد‭ ‬اللباس‭ ‬الصارمة‭. ‬وأثارت‭ ‬التحركات‭ ‬توترا‭ ‬إضافيا‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬ودول‭ ‬غربية‭ ‬عدة‭ ‬أبدت‭ ‬دعمها‭ ‬للمحتجين‭ ‬وفرضت‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬طهران‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬قمع‮»‬‭ ‬السلطات‭ ‬للاحتجاجات‭. ‬

مشاركة :