الخرطوم - (أ ف ب): أطلقت قوات الامن السودانية أمس الاثنين الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة في الخرطوم خرجت احتجاجا على اتفاق مبدئي بين الجيش ومدنيين يهدف الى إنهاء الازمة التي تعصف بالبلاد منذ الانقلاب العسكري العام الماضي. وتظاهر آلاف النشطاء المؤيدين للديمقراطية في العاصمة السودانية رفضا لاتفاق وقعه قادة عسكريون ومدنيون في 5 ديسمبر ووصفه منتقدون بأنه غامض. وقالت سميرة حسن التي شاركت في التظاهرة: «لن نقبل بأي شيء غير حكومة مدنية». وهتف المتظاهرون: «لن تحكمونا بهذا الاتفاق»، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. ودعا آخرون الجيش إلى «العودة إلى الثكنات». وقال مراسلو وكالة فرانس برس إن القوات الأمنية أطلقت في وقت لاحق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وتزامنت تظاهرة الاثنين مع الذكرى الرابعة لاندلاع احتجاجات حاشدة استمرت أشهرا وأطاحت الرئيس عمر البشير في أبريل 2019. وأعقب حكم البشير الذي استمر ثلاثة عقود فترة حكم مدنية قصيرة قبل انقلاب قاده في أكتوبر 2021 قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، ما عمّق الاضطرابات السياسية والاقتصادية في السودان. ويشهد السودان احتجاجات شبه أسبوعية منذ انقلاب البرهان. وكان الاتفاق بين قادة عسكريين وفصائل مدنية عدة المكوّن الأول في خطة لعملية سياسية من مرحلتين، لكن منتقدين يقولون إنها تفتقر إلى تفاصيل وجداول زمنية. وفي حين نظر معارضون في الداخل اليه بريبة، لاقى الاتفاق بعض الإشادات الدولية. وكتب ممثل الأمم المتحدة الخاص في السودان فولكر بيرثيس على تويتر الاثنين: «آمل أن تحقق العملية السياسية مطالب وتطلعات السودانيين رجالا ونساء الذين خرجوا إلى الشوارع قبل أربع سنوات». ووصف وزير المالية والتخطيط السوداني جبريل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة السودانية الاتفاق بأنه «إقصائي»، وكان من بين الذين رفضوا توقيعه. وكتب على تويتر: «تمرّ علينا اليوم الذكرى الرابعة لثورة ديسمبر المجيدة دون أن تحقق أهدافها بسبب اختطافها من قلّة من الناشطين الإقصائيتين» وأضاف إبراهيم أنّ البلاد في حاجة ماسة إلى وفاق وطني لا يقصي أحدا. وأعلنت السلطات السودانية يوم أمس الاثنين عطلة رسمية وأغلقت قوات الأمن الجسور المؤدية إلى العاصمة. وقال مراسل وكالة فرانس برس إن الطرق المؤدية إلى مقر الجيش في الخرطوم أغلقت أيضا. ولوح المتظاهرون بالأعلام السودانية وحملوا ملصقات عليها صور قتلى التظاهرات المناهضة للانقلاب منذ أكتوبر 2021. وقُتل ما لا يقل عن 122 شخصا وأصيب الآلاف في حملة القمع، وفقا لهيئات صحية مؤيدة للديمقراطية.
مشاركة :