موسكو (كييف) - وكالات الأنباء: أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس الثلاثاء بأن الوضع «صعب جدا» في المناطق الأربع في جنوب وشرق أوكرانيا التي أعلنت موسكو ضمها بدون السيطرة عليها بالكامل. وقال بوتين: «الوضع في جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية وكذلك في منطقتي خيرسون وزابوريجيا صعب جدا». كان بوتين يتحدث في فيديو موجه الى موظفي جهاز الأمن والاستخبارات الخارجية وحماية كبار المسؤولين، الذين يحتفلون سنويا «بعيدهم المهني» في روسيا في 20 ديسمبر. وأشاد بوتين بأداء عناصر الأجهزة الأمنية الروسية الذين يعملون في «المناطق الجديدة لروسيا» مؤكدا أن «الناس الذين يعيشون هناك، مواطنون روس» يعتمدون على «حماية» هذه الأجهزة. ودعا الرئيس الروسي الذي عمل سابقا في جهاز الاستخبارات السوفيتي، الى «تركيز الى أقصى الحدود» من جانب أجهزة مكافحة التجسس. وقال: «من الضروري قمع أعمال أجهزة الاستخبارات الأجنبية بشدة وتحديد هوية الخونة والجواسيس والمخربين بشكل فعال». وذكرت وسائل الاعلام الروسية ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يحدد أهداف جيشه للعام 2023 خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين اليوم الأربعاء، وفق ما أعلن الكرملين أمس الثلاثاء في الشهر التاسع من الهجوم الروسي على أوكرانيا. وقال الكرملين في بيان إن «فلاديمير بوتين سيعقد اجتماعا موسعا لوزارة الدفاع (...) سيتم عرض نتائج أنشطة القوات المسلحة الروسية في 2022 وسيتم تحديد المهمات للعام المقبل». وفي سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس الروسي ضم أربع مناطق أوكرانية (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون) التي يسيطر عليها الجيش الروسي جزئيا، بعد إجراء «استفتاءات» محلية نددت بها كييف والغرب. لكن في نوفمبر، استعادت أوكرانيا السيطرة على مدينة خيرسون عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، ما شكل نكسة كبرى لموسكو بعد هجوم مضاد استمر عدة أسابيع. من جانب آخر، قال الضابط الكبير في الجيش الأوكراني اللفتانت-جنرال سيرجي ناييف إنه لاحظ «زيادة في مستوى التهديد» بهجوم روسي محتمل من بيلاروسيا المجاورة كما كانت الحال عليه في أول أيام النزاع الذي بدأ في فبراير. وأضاف أن لدى روسيا حاليا «قدرة كافية لخلق تهديد لأوكرانيا والقيام بأعمال تكتيكية» من بيلاروسيا الواقعة على الحدود الشمالية. وتابع على فيسبوك «نتخذ أيضا اجراءات مناسبة» بما يشمل إرسال قوات جديدة الى الحدود. وقالت السلطات الأوكرانية إنها تخشى احتمال شن هجوم روسي على كييف من الأراضي البيلاروسية في الأشهر الأولى من عام 2023. وقد زار بوتين بيلاروسيا يوم الاثنين حيث اجرى محادثات مع نظيره وحليفه ألكسندر لوكاشنكو فيما يشارك الجيش الروسي في مناورات «تكتيكية» هناك. من جانب آخر، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي امس الثلاثاء بخموت، المدينة التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ أشهر وتشكل راهنا النقطة الأكثر سخونة عند خط الجبهة في شرق أوكرانيا، وفق ما افاد مكتبه الإعلامي. واكتفى المكتب الاعلامي للرئاسة بالقول إن زيلينسكي «التقى عسكريين وتحدث إليهم وقلد جنودنا أوسمة». واذا كان زيلينسكي يزور بانتظام مناطق تقع قرب خط الجبهة، فإن توجهه الى بخموت في منطقة دونباس ينطوي على خطورة هي الأكبر. وعلق نائب رئيس الوزراء الاوكراني ميخايلو فيدوروف عبر تليجرام «زيلينسكي في بخموت. الرئيس الاكثر شجاعة للامة الاكثر شجاعة». ومنذ الصيف، يحاول الروس السيطرة على بخموت التي كان عدد سكانها قبل الغزو اواخر فبراير نحو سبعين الف نسمة. وسبق ان اعلنت القوات الروسية السيطرة على قرى ومناطق تقع عند اطراف المدينة، ولكن يبدو أن القوات الاوكرانية تسيطر على بخموت وقسم من ضواحيها. وقال معهد دراسات الحروب الذي مقره في الولايات المتحدة في تقرير الاثنين الماضي إن «القوات الروسية خسرت مواقع جنوب بخموت في 18 ديسمبر وواصلت هجماتها البرية قرب بخموت ومدينة دونيتسك». من جهة أخرى، قتل ثلاثة اشخاص على الاقل في روسيا خلال حريق اندلع في جزء من خط رئيسي يغذي اوروبا بالغاز الروسي، وفق ما افاد الثلاثاء رئيس جمهورية تشوفاشيا حيث وقع الحادث. وصرح اوليغ نيكولاييف المسؤول عن هذه المنطقة التي تبعد حوالى 600 كلم شرق موسكو لتلفزيون «روسيا 24» الروسي الرسمي بان «اربعة اشخاص وفق معلومات اولية كانوا يعملون في المكان. قضى ثلاثة منهم خلال احتراق عنيف للغاز».
مشاركة :