يبقى العيد الوطني في مملكة البحرين الغالية، هو المناسبة التي تُجسد الصورة الخالدة في التاريخ، التي تُعبر عن الحُبِّ والولاء، بين أبناء هذا الوطن المُبارك، وقيادته الحكيمة، ويحمل هذا العيد، الكثير من المشاعر التي ُيُهديها إلى أبناء مملكة البحرين. فلا أروع من شعور الانتماء إلى الأرض، والإحساس بعراقة هذه الأرض وعُمقها في النفوس قبل التاريخ، فالوطن هو الشيء الوحيد والحقيقة الوحيدة، التي لا يُمكن لأيِّ إنسان أن يتجاوزها أو ينساها، لمن عاش على أرض هذه الدولة العظيمة. إنّ العيد الوطني ليس حدثًا عابراً للمواطن البحريني أو المُقيم، بل سيُشعره بالانتماء إلى أرضه ووطنه ومصدر رِزقه. لا يُمكن لأيِّ شخص أن يشعر بما يشعر به المواطن البحريني والمُقيم، في هذا العيد الوطني المجيد، إنَّ ذلك الأمر هو حدّ الفصل الذي جعله جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بين الماضي والحاضر، بين التجديد والتطور، والأصالة والمُعاصرة، فأصبح العالَم بأسره يُدركُ الحضور والتفاعل والأثر لمملكة البحرين. وفي هذا العيد تعلو الراية الخفاقة لعَلم دولة مملكة البحرين، فوق أسطح المنازل والشركات والسيارات، عَلمٌ يتلألأ زاهيا في السماء، وصورة جلالة الملك وولي عهده الأمين رئيس الوزراء الموقر، حفظهما الله تعالى، مُشعةً وضَّاءةً في كلِّ مَعَلَم، فيُدرك كل فردٍ، أنَّ للحُبِّ معاني كثيرة لا يعرفها ولا يُتقنها ولا يصفها أكبر العُشَّاق. فلا كلمات تصف حُبَّك في القلوب، يا وطن الأمجاد والعز والفخار والعطاء، فأنت أيها الوطن، جسدٌ وشعبك لك روح ونبض، لُحمةٌ لا يُمزِقها عدوٌ ولا حاقد، فالجسد لا يحيا بلا روح، والروح لا معنى لها من دون جسد. فأنت أيها الوطن، الملاذ والملجأ في السراء والضراء، إنَّ هذا العيد الوطني الغالي في مملكة البحرين الشقيقة، يجب أن يكون الإحساسٌ به وبالمشاعر الفياضة تجاهه يتلوها عمل وجد واجتهاد، يجسده حُبٌّ ينطق به الولاء. إن الالتزام بالأمانةَ والمسؤولية الوطنية، مُناطة بكلِّ مواطن ومقيم، وذلك من خلال العمل الدؤوب والسعي الحثيث نحو تحقيق الغايات السامية والخِطط الوطنية المستقبلية التي رسمها جلالة الملك حفظه الله تعالى وحكومته الرشيدة من اجل التطور المستمر وبلوغ اهداف التنمية المستدامة. وختاما نقول بكل إخلاص: لنكن جميعاً عيناً ساهرة، في الحِفاظ على أمن الوطن الغالي والذود عن حياضه، نسأل الله تبارك وتعالى، أن يُديم على مملكة البحرين العزيزة الشقيقة أعيادها وأفراحها، وعِزها وسؤددها. { عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالسعودية
مشاركة :