كتب إدوارد تشيسنوكوف، في "كومسومولسكايا برافدا"، عن مدى قدرة واشنطن على إبعاد القارة السمراء عن روسيا. وجاء في المقال: في منتصف ديسمبر، فتحت العاصمة الأمريكية جميع الأبواب التي يمكن تصورها لجذب قادة القارة الجنوبية. سبب عودة "البيت الأبيض المفاجئة إلى الجنوب الشرقي" المفاجئة مفهوم. في العقد الماضي، جرى تنظيم مثل هذه القمم من قبل المنافسين الرئيسيين للولايات المتحدة- روسيا والصين؛ وعزز اللاعبون الإقليميون الطموحون- مثل الإمارات العربية المتحدة، وإيران تركيا- علاقاتهم مع القارة الإفريقية. أم أن التحدي أكثر خطورة؟ فالغالبية العظمى من بلدان "مهد البشرية" تصوت في الأمم المتحدة ضد القرارات المعادية لروسيا (أو تمتنع عن التصويت). علاوة على ذلك، في ذروة العملية الروسية الخاصة يزورون موسكو: رئيس برلمان زيمبابوي جاكوب مودندا؛ ورئيس غينيا بيساو أومارو سيسوكو؛ ورئيس السنغال ماكي سال ... ليس غريبا أن "تتذكر" واشنطن إفريقيا فجأة. ومع ذلك، فإن حب إفريقيا بين "الديمقراطيين" الأمريكيين انتقائي: فقط 49 من أصل 54 دولة في القارة دعيت لحضور القمة. ففي "القائمة السوداء": غينيا كوناكري، وبوركينا فاسو، ومالي. لأن الزعيم الجديد لهذه الأخيرة، على سبيل المثال، العقيد الوطني أسيمي غويتا، أدار دفة الجمهورية نحو موسكو. فشركاء بلاده الفرنسيون السابقون، عجزوا طوال سنوات عن مساعدتها في هزيمة الإرهاب. وبمجرد ظهور المستشارين العسكريين من روسيا في مالي، سارت الأمور كلها بسلاسة. وهكذا، فقمة واشنطن، بالطبع، شيء مهم، ومربح إعلاميا. العديد من الصور المشتركة للقادة السود مع سيد البيت الأبيض نتيجة واضحة للعيان بحد ذاتها. ولكن، حتى صحيفة نيويورك تايمز الناطقة بلسان الحزب الديمقراطي، وذات النفوذ، تتساءل: هل سيتحول الحدث الطنان إلى "مائدة مستديرة أخرى غير مثمرة حول كل ما هو جيد"؟ وهل بايدن مستعد للتعامل مع إفريقيا كشريك على قدم المساواة، وليس كأخ أكبر يعلّم بغطرسة "الدول الأصغر"؟ المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب تابعوا RT على
مشاركة :