ودعا إلى استمرار هذا النهج الاحتوائي في المستقبل، دون إقصاء لأي طرف أو جماعة سياسية حفاظا على السلم الأهلي للبلاد بكل مكوناته وأطيافه. وأضاف أن الحكومة العراقية، اخذت على عاتقها مهمة صعبة من أجل استعادة ثقة الشعب العراقي وتخفيف معاناته، مشيرا إلى أن العراقيين يتطلعون إلى صفحة جديدة تطوي صفحة المحن والمآسي التي عانى منها العراق على مدى عقود. ولفت إلى أن التعاون وبناء شبكات من المصالح المتبادلة يمثل مسارا لا غنى عنه لتجاوز الصعوبات الاقتصادية، مضيفا أن موارد المنطقة يمكن أن تتعاظم مرات ومرات إذا استغلت في إطار من التعاون البناء. وأوضح أن المشروعات الطموحة بين عدد من الدول العربية من الربط الكهربائي إلى استثمارات مشتركة في البنية التحتية تمثل طاقة أمل لشعوب المنطقة وشبابها، كما يعد الاجتماع منصة مهمة لتعزيز هذا النوع من التعاون والتشبيك عبر الإقليم. وشدد على ضرورة تخفيض حدة التوترات الأمنية والتهديدات في الإقليم، مؤكدا أن معالجة حالة الاستقطاب في الإقليم تبدأ من التزام جميع الأطراف بالمبدأ المؤسس للعلاقات الدولية الحديثة وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واتباع سياسة حسن الجوار، فضلا عن الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد لحل النزاعات. ونبه إلى أن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وما يشهده حل الدولتين من تراجع وتغيب في ظل صمت دولي مريب وسط انعطاف يميني حاد وخطير في إسرائيل وتجذر اليأس لدى الشعب الفلسطيني ينذر بأسوأ العواقف ويهدد استقرار المنطقة بأسرها، ويضرب جهود التعاون الإقليمي في الصميم. وقال أبو الغيط إن "المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته نحو وقف هذا التدهور المتسارع في الوضع الفلسطيني والعمل من أجل إطلاق جهد جاد لتحقيق التسوية على أساس رؤية الدولتين"، مضيفا أن دول المنطقة قادرة على خلق واقع جديد من الشراكة والتعاون والتنسيق على كافة المستويات. وأكد وقوف الجامعة العربية خلف كل جهد مخلص لمد الجسور وتعزيز شبكات المصالح المشتركة وتعتبر دعم العراق في هذه المرحلة ركنا أساسيا في استراتيجية النهوض الإقليمي الشامل وتساند العراق وأهله وحكومته في نضالهم من أجل عبور ظلام اليأس إلى آفاق الأمل والازدهار.
مشاركة :