أبوظبي في 21 ديسمبر/وام/ أكد عدد من الأكاديميين والمستشرقين على مكانة اللغة العربية وأهميتها في الأدب العالمي ، مشيرين إلى أن العديد من المدارس الأوروبية تأثرت بالتراث الأدبي العربي وراكمت عليه واقتبست منه العديد من الجماليات التي ساهمت في فتح المجال أمام غير الناطقين بالعربية للتعرّف على كنوز الأدب والإبداع العربي. جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "اللغة العربية في عوالم متجددة" ضمن جلسات قمّة اللغة العربية حيث أضاءت الجلسة في محاورها على جماليات اللغة العربية وحضورها لدى الشعوب والحضارات الأخرى ومكانتها من وجهة نظر الآخر. وشارك في الجلسة الحوارية التي أدارتها الدكتورة مريم الهاشمي باحثة وأكاديمية من الإمارات كلّ من مارسيل كوربر شوك متخصص في الشعر النبطي وموريس بوميرانتز رئيس برنامج الأدب والكتابة الإبداعية في جامعة نيويورك أبوظبي والدكتور كاشف جمال أستاذ في مركز الدراسات العربية والإفريقية في جامعة جواهرلال نهرو – نيودلهي الهند. وتطرق كوربر شوك للحديث عن الازدواجية المتعلقة باستخدام كل من اللغة العامية والفصحى والعلاقة الجدلية بينهما ومجالات توظيف كل منها حيث قال: اللغة مثل الملعب فيه القوي وفيه الضعيف والتعامل معهما يكون بناء على استخداماتها سواء في مجال الأدب او السخرية أو الفكاهة أو النقد. وحول الحاجة إلى الاهتمام باللغة الأم واستخدامها في التخاطب اليومي مع الآخر في ظل تنوع اللهجات أشار كوربر شوك إلى أن استخدام اللغة الفصحى بالنسبة له شكل الأساس لفهم اللهجات المحلية التي قادته لأن يهتمّ ويفهم مدارك الشعر النبطي الذي يتطلب إلماماً كبيراً باللهجات. من جهته أشار موريس بوميرانتز إلى مدى تأثير الأدب العربي على الآداب العالمية وكيف أن الشعر الأندلسي والمقامات أثرت في الشعر الفرنسي وفي شعر الحب والرومانسية و قال : من شدّة تأثر تلك المدارس الأدبية بالشعر والأدب العربي تكاد تشعر بأنه لو ترجمت بعض القصائد الفرنسية في تلك الحقبة إلى العربية لشعرت بأنها كتبت بالأساس بالعربية. وتابع بوميرانتز: كان لمقامات بديع الزمان الهمذاني تأثير على الرواية الغربية في اسبانيا كما أثر الأدب العربي مثل قصص ألف ليلة وليلة في القصص الغربية لكنني أتساءل لماذا نقيس قيمة اللغة العربية بمدى تأثيرها على الأدب الغربي؟ اللغة العربية لغة أدب عالمي وقد اكتشفت دلائل واضحة على وجود نسخ خطية من المقامات تباع في مدينة بكين في القرن السابع عشر وفي نفس الوقت هناك مخطوطات موجودة من المقامات نسخت في أفريقيا الغربية باللغة العربية كما اكتشف أحد المستشرقين الروس مقاطع من المقامات التي قد سافرت من غرب أفريقيا إلى البرازيل في القرن التاسع عشر. بدوره أشار جمال كاشف إلى أنه اختيار الأدب الإماراتي ليكون المادة الأساس لرسالة الدكتوراه الخاصة به والتي تمحور موضوعها عن الفكر الوجودي في روايات علي أبو الريش مؤكداً أن هذا البحث بالنسبة له شكل منصة لمعرفة التحديات التي تواجهها اللغة العربية عن كثب. وقال كاشف: لقد كانت تجربة متميزة مع اللغة العربية أتاحت لي معرفة الأدب الإماراتي وتذوق جمالياته وتفاصيله فاللغة العربية والأدب يزدهران في دولة الإمارات بسبب الأنشطة والمبادرات الأدبية والثقافية الرائدة التي تحتضنها الدولة والتي تحظى بمتابعة واهتمام كبير في أوساط المثقفين في الهند ونفتخر بأننا جزء من هذه النشاطات. وحول الصعوبات عن البحث في اللغة العربية تحدث كاشف عن مشكلات عدة تتمثل باستعمال اللهجات واللغة العامية بدلاً من الفصحى واصفاً الأمر بالتحدث بالنسبة للكثيرين ممن يتعلمون اللغة الفصحى والذين يجدون صعوبة في التواصل والفهم وهذا في الواقع يعتبر مشكلة يجب معالجتها. وختم كاشف بالقول: المشكلة الأخرى التي واجهتني في كتابة البحث هي أن الكتب العربية قليلة جداً في الهند لذا يجب السفر إلى الدول العربية ودول الخليج لإيجاد المصادر التي تساعد في إتمام الأبحاث حول اللغة العربية ، لكنّ هذا الأمر يسير في ظلّ النهضة الفكرية والحضارية التي تشهدها دولة الإمارات والدول العربية والخليجية على حدّ سواء.
مشاركة :