المواطن عليه دور كبير في تحمل الأزمة والحكومة أيضاً

  • 1/21/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ترتفع اليوم الاصوات ويضج المتضررون من رفع الدعم عن مواد وخدمات المواطن مما يضيق عليه حياته ويخفض من مستوى معيشته، أقول لا بأس بأن ينتقد الناس كل هذه الاجراءات عبر القنوات القانونية والتي ارتضاها الشعب والحكومة في ما يسمح به العقد الذي أبرموه عبر المجلس الوطني والصحافة وجميع المجالات التي لا تخالف القانون، وأحذر اخواني من الانزلاق عبر الحماس الى أمرين هما في غاية الخطورة. الأمر الأول - وهو الأهم - هو ان لا يجرفنا الحماس للمجاهرة بمعاداة الحكومة ونشر الكراهية للدولة، فهذه الدولة دولتنا والحكومة حكومتنا ومهما جرى ليس لنا إلا هي وليس لها إلا نحن، وإن أخطأ أحد من الحكومة يتم الحوار ومحاولة إصلاح ما تم إفساده بعقلانية ومسؤولية وانضباط. الأمر الثاني وهو لا يقل أهمية عن الأمر الأول وهو عدم المبالغة في النقد للمتصدين للاصلاح الذين يجب عليهم بذل جهد أكبر لاصلاح الاخطاء وعدم القيام باي ردة فعل من شأنها صدع اللحمة الوطنية المخلصة للوطن وإن تعددت أطيافها وتوجهاتها السياسية وإن كان لها بريق مغرٍ وفرصة سانحة، فهذه الفئة هي لب الوطن ولولاها لضاع الوطن. وقد علمتنا الأزمة ضرورة اللحمة وخطورة الفرقة والأيام القادمة ربما تكون أصعب منها اليوم فيجب استحضار هذه الروح لمجابهة ما هو اخطر واصعب.. والفشل في تحقيق هاتين النقطتين سيكون بمثابة انتحار أحمق وخدمة مجانية كبيرة نقدمها للمتربصين والخائنين في الداخل والخارج الذين يبتسمون في وجوهنا وما إن نفارقهم حتى يعضوا علينا الأنامل من الغيض. وباستحضار واعٍ للواقع نشاهد أنفسنا اليوم في بحر يتلاطم بالفتن والدماء يمنة ويسرة في دول كثيرة كان مبدأ انفلات الأمور فيها ردود افعال على سياسات من هذا النوع، فالله الله في أنفسكم ودياركم وأبنائكم ومعيشتكم لا تفسدوها بأيديكم فتقروا بذلك عين عدوكم، فمعظم النار من مستصغر الشرر، وقد أثبتت تجارب البلدان والشعوب المدمرة اليوم بأنهم جميعهم يتمنون اليوم بعض الذي كانوا ينتقدونه على رداءته، وكما قيل من جرب المجرب حلت به الندامة. كما أدعو الحكومة للتخفيف من وطأة ما يحل بالناس اليوم من هذه المطارق المتتالية على رأس الفئة الكادحة ولو ببروز إعلامي رفيع المستوى يليق بهذا الشعب الطيب تطلب فيه الحكومة من شعبها الوقوف معها ومؤازرتها في محنتها، وهذا الشعب الوفي الذي وقف وقفته التي لا تنكر مع الحكومة، شعب طيب ومستعد للتضحة مرة بعد مرة بعد مرة ومستعد لان يعطي اكثر واكثر فيجب مواساته ولو بكلام لطيف يعزيه في مصيبته، وأنا على ثقة انه سيكون له الاثر الكبير للتهدئة من روع الناس، ولا يليق ابداً تجاهل الناس وفرض الامر الواقع هكذا بهذه الفجاجة فالكلام والأخذ بالخاطر له اهمية كبيرة في مجتمعنا ولا ادري كيف فات هذا على الحكومة؟ ] محمد الفرج

مشاركة :