وحظي زيلينسكي باستقبال الأبطال خلال زيارة خاطفة إلى واشنطن هي الأولى له خارج البلاد منذ بدء الهجوم الروسي في شباط/فبراير، وقد التقى خلالها نظيره الأميركي جو بايدن وألقى خطابا في الكونغرس حظي بتصفيق حار من أعضائه. وحصل الرئيس الأوكراني على تعهدات بتلقي مساعدات هائلة بقيمة تناهز 45 مليار دولار وشحنات أسلحة إضافية تشمل لأول مرة نظام دفاع باتريوت المضاد للصواريخ. "المخاوف الروسية" وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "حتى الآن نلاحظ بأسف أن الرئيس (الأميركي جو) بايدن والرئيس زيلينسكي لم يقولا أي شيء يمكن اعتباره نية محتملة للاصغاء للمخاوف الروسية". وأضاف بيسكوف أنه لم تُسمع خلال الزيارة "دعوات حقيقية من أجل السلام" أو "تحذيرات" أميركية لزيلينسكي من "مواصلة قصف مبان سكنية في بلدات وقرى منطقة دونباس" الواقعة في شرق أوكرانيا والتي يسيطر على أجزاء منها انفصاليون موالون لروسيا. وتابع "هذا يشير إلى أن الولايات المتحدة تواصل توجهها بشنّ حرب غير مباشرة على روسيا بحكم الأمر الواقع حتى آخر أوكراني". وكان الكرملين قد حذّر الأربعاء، يوم زيارة فولوديمير زيلينسكي للولايات المتحدة، من أن إرسال مزيد من الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا لن يؤدي إلاّ إلى "مفاقمة" النزاع. تعزيز الجيش تكبّدت روسيا انتكاسات ميدانية كبيرة في الأشهر الأخيرة، فقد دُحرت قواتها من منطقة خاركيف في الشمال الشرقي ومن مدينة خيرسون في الجنوب. رداً على ذلك، لجأت موسكو اعتباراً من تشرين الأول/أكتوبر إلى تكتيك القصف المكثّف للبنية التحتية الأوكرانية، وحرمان ملايين الناس من الكهرباء والمياه والتدفئة في خضمّ فصل الشتاء. وقد أثر ذلك خصوصا على العاصمة كييف حيث ظلّ وضع الكهرباء "صعبًا" الخميس، بحسب رئيس الإدارة العسكرية للمدينة سيرغي بوبكو. وسيعزز نظام باتريوت الأميركي الدفاعات الجوية الأوكراني "بشكل كبير" ضد الضربات الروسية، وفق زيلينسكي. في تحديده أولويات جيشه لعام 2023، تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة تعزيز القدرات العسكرية، بما في ذلك النووية. وأعلن دخول صواريخ كروز الروسية الجديدة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت زيركون الخدمة "في بداية كانون الثاني/يناير" مع التوجه إلى زيادة عديد القوات المسلحة الروسية إلى 1,5 مليون عسكري. جولة تفقّد في أوكرانيا واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الجيش الروسي يقاتل "قوات الغرب مجتمعة"، وكشف أن موسكو تعتزم إقامة قواعد لدعم أسطولها في مدينتي ماريوبول وبيرديانسك المحتلتين في جنوب أوكرانيا. وأعلنت الوزارة الخميس أن شويغو أجرى جولة تفقّد للمواقع الروسية في أوكرانيا، دون تحديد مكانها أو تاريخها. وكان وزير الدفاع الروسي قد زار منطقة "العمليات الخاصة" قبل أيام قليلة، في مؤشر إلى رغبة موسكو في تعزيز رقابتها على عسكرييها هناك. من جانبه أكد رئيس الأركان فاليري غيراسيموف الخميس أن هدف القوات الروسية في أوكرانيا الآن هو احتلال كامل منطقة دونيتسك الصناعية شرق أوكرانيا. وقال إنه لاحظ "استقرارا" على خطّ الجبهة الممتد 815 كيلومترا. لكن القتال وعمليات القصف مستمرة، فقد قُتل شخص واحد على الأقل وأصيب 14 آخرون في أنحاء أوكرانيا الأربعاء، بحسب كييف. وفي الشرق، أصيب الرئيس السابق لوكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" دميتري روغوزين في هجوم أوكراني على فندق في دونيتسك، أحد معاقل الانفصاليين الموالين لروسيا، ويُنتظر أن يخضع لعملية جراحية. وأكدت "لجنة التحقيق الروسية" الهيئة المكلفة التحقيقات في القضايا الكبرى أن الضربة التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، نُفذت "بذخيرة عالية الدقة وقد تكون أطلقت من شاحنة مزودة بنظام قيصر المدفعي الفرنسي". كما قُتل رئيس بلدة ليوبيميفكا الواقعة على الضفة اليسرى لنهر دنيبر تحت سيطرة الجيش الروسي في خيرسون (جنوب) في هجوم بقنبلة الخميس، وفق ما أفادت إدارة الاحتلال الروسي التي قالت إن أندريه شتيبا، "قُتل بشكل مأساوي في انفجار سيارة" دبّره "إرهابيون أوكرانيون". وعلى صعيد متصل، أفادت وكالات الأنباء الروسية أن حاملة الطائرات الروسية الوحيدة الأدميرال كوزنتسوف التي تخضع حاليًا للصيانة في أقصى الشمال، نشب على متنها حريق لم يتسبب في أي وفيات أو إصابات.
مشاركة :