قالت موسكو، الخميس، إن تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بأنظمة صواريخ باتريوت، والذي أُعلن خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن، لن يسهم في تسوية الصراع، كما أنه لن يحول بين روسيا وبين تحقيق أهدافها. وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين أنه لم تظهر أي مؤشرات على الاستعداد لإجراء محادثات سلام خلال زيارة زيلينسكي، معتبرًا ذلك دليلًا على أن الولايات المتحدة تخوض حربًا بالوكالة مع روسيا "حتى آخر أوكراني". وفيما يتعلق بأنظمة صواريخ باتريوت، قال بيسكوف: "هذا لا يفضي إلى تسوية سريعة، بل على العكس تمامًا. كما أنه لا يمكن أن يمنع روسيا الاتحادية من تحقيق أهدافها من العملية العسكرية الخاصة"، وهو المصطلح الروسي لوصف الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف. وأبلغ زيلينسكي الكونجرس الأمريكي أن تقديم المساعدات لبلاده استثمار في الديمقراطية، وتحدث عن المعارك ضد النازيين في الحرب العالمية الثانية للضغط من أجل مزيد من المساعدة في الحرب ضد روسيا. ووصف زيلينسكي تقديم المنظومة بأنها خطوة مهمة في إنشاء درع جوية. وقال في مؤتمر صحفي مع بايدن بالبيت الأبيض "إنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها حرمان الدولة الإرهابية من أداتها الرئيسية للإرهاب، من إمكانية ضرب مدننا، وطاقتنا". لأول مرة.. واشنطن تعلن تزويد أوكرانيا بمنظومة "باتريوت"#اليوم pic.twitter.com/2L1abo9MaX— صحيفة اليوم (@alyaum) December 21, 2022 وجاءت تصريحات زيلينسكي في الوقت الذي يستعد فيه الجمهوريون، الذين يشكك بعضهم بشكل متزايد في جدوى إرسال مساعدات كبيرة إلى أوكرانيا، لتولي السيطرة على مجلس النواب الأمريكي من الديمقراطيين في الثالث من يناير. والكونجرس بصدد الموافقة على مساعدات عسكرية واقتصادية طارئة بقيمة 44.9 مليار دولار، ستضاف إلى نحو 50 مليار دولار أُرسلت بالفعل إلى أوكرانيا هذا العام مع استمرار أكبر نزاع على أراضٍ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. كما أعلنت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 1.85 مليار دولار لأوكرانيا، تشمل منظومة باتريوت للدفاع الجوي. وقال زيلينسكي للصحفيين: "نود الحصول على المزيد من منظومات باتريوت... إننا نخوض حربًا". قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن واشنطن لا ترى أي بادرة على استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للانخراط في صنع السلام. وقال ميخايلو بودولياك مساعد زيلينسكي إن الولايات المتحدة "حددت أخيرًا خط البداية" في الصراع. وكتب على تويتر: "أولًا: روسيا يجب أن تخسر. ثانيًا: لا أرض مقابل تنازلات زائفة/عالمية. ثالثًا: ستتلقى أوكرانيا كل المساعدات العسكرية الضرورية قدر الإمكان. رابعًا: لا أحد يهتم بهوس روسيا حول التفاوض معنا". وتعرضت أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية لضربات روسية متكررة استهدفت البنية التحتية للطاقة، مما ترك الملايين بدون كهرباء أو مياه جارية في ظل برد الشتاء القارس. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة قوله إن زيارة زيلينسكي أكدت أن التصريحات الأمريكية عن عدم الرغبة في صراع مع روسيا مجرد عبارات جوفاء. ونقلت تاس عن أناتولي أنتونوف قوله إن تصرفات الولايات المتحدة الاستفزازية في أوكرانيا تؤدي إلى تصعيد لا يمكن تخيل عواقبه. وكانت موسكو أعلنت ضم أربع مناطق في أوكرانيا، هي دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون، بعد إجراء ما يطلق عليها استفتاءات في سبتمبر، وهي إجراءات رفضتها كييف والغرب باعتبارها زائفة. وتسيطر القوات الروسية على لوجانسك بالكامل تقريبًا لكنها لا تسيطر إلا على 60 بالمائة من دونيتسك. ومنذ أغسطس، تخوض القوات الروسية معركة مكلفة ومطولة للسيطرة على باخموت، وهي مدينة صناعية في منطقة دونيتسك كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 70 ألفًا. وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي فاليري جيراسيموف أمس الخميس إن الجبهة في أوكرانيا مستقرة وإن تركيز قواته مُنصب على "التحرير الكامل" لمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا. وقبل رحلته إلى واشنطن، أجرى زيلينسكي زيارة مفاجئة إلى باخموت، حيث أشاد بالقوات "الخارقة" التي تخوض معركة أصبحت ترمز إلى وحشية الحرب. وقال كيريلو تيموشينكو نائب مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية إن شخصًا لقي حتفه وأصيب اثنان أمس خلال قصف روسي على بلدة تشاسيف يار في منطقة باخموت. وقالت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إن الوزير سيرجي شويجو زار وحدات عسكرية تقاتل في أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة الإعلام الروسية (ريا) المملوكة للدولة. ولم تذكر مكان الزيارة بشكل محدد.
مشاركة :